CGTN العدبية/
استهدفت الحكومة الأمريكية إدارة الغذاء والدواء الأمريكية هذا الأسبوع. حيث يشعر الخبراء بالقلق من أن إدارة ترامب تستخدم اللقاح المضاد لـ “كوفيد-19” باعتباره “ورقة مساومة” سياسية.
ترامب يهاجم إدارة الغذاء والدواء، مدعيا بأن هناك من يبطئ اختبارات اللقاحات المضادة لـ “كوفيد-19″عن عمد
هاجم ترامب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على وسائل التواصل الاجتماعي يوم السبت، متهما الإدارة بـ” أن هناك من يبطئ اختبارات اللقاحات المضادة لـ “كوفيد-19″عن عمد”، ويؤجل تطوير اللقاحات المضادة لـ”كوفيد-19” والعلاجات بالأدوية، مما يؤدي إلى أنه لن يكون اللقاح متاحا إلا بعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر. كما ذكر ترامب في تغريدته ستيفن هان مفوض إدارة الغذاء والدواء بالاسم.
في وقت سابق، ألغت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الاستخدام الطارئ لهيدروكسي كلوروكين والكلوروكين لعلاج “كوفيد-19” وهاجم ترامب الإدارة مرة أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي إزاء ذلك. زعم ترامب مرارا وتكرارا أن هذه الأدوية يمكن أن تعالج “كوفيد-19″، لكن البحث العلمي الحالي نفى ادعاءه.
بالإضافة إلى ذلك، انتقد ترامب الإدارة انتقادا شديدا لتعليق الموافقة على العلاج بواسطة بلازما المتعافين من “كوفيد-19” كخطة علاجية جديدة هذا الأسبوع، مدعيا أن هذه الخطوة كانت لأغراض سياسية. ومع ذلك، يعتقد خبراء الصحة العامة بما في ذلك أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الإدارة الأمريكية أن البيانات المتعلقة بالعلاج لا تزال ضعيفة.كما تعتقد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن الأدلة الحالية غير كافية لدعم فعالية العلاج بالبلازما.
هل الحظر الجديد “يحل المشكلة” أم يفاقم الأزمة؟
وفقا لما أفاد به موقع “أكسيوس” الأمريكي، قبل أيام قليلة من قيام ترامب بـ “مهاجمة” إدارة الغذاء والدواء، أعلنت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية عن سياسة جديدة تمنع الإدارة من الإشراف على الإختبارات في المختبرات، بما في ذلك طرق الاختبار لفيروس كورونا الجديد.
في الوقت الحالي، يتم إنتاج معظم معدات الاختبار لفيروس كورونا الجديد المستخدمة في الولايات المتحدة بواسطة جهات تصنيع متخصصة ولا يمكن بيعها في السوق إلا بعد الحصول على إذن من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. و لقيت السياسة الجديدة دعم بعض الناس الذين يعتقدون أن إجراءات المراجعة للإدارة قد عفا عليها الزمن منذ فترة طويلة، مما يؤخر سرعة الاختبار، فيمكن للسياسة الجديدة أن تحل المشكلة الصعبة في بطء الاختبار.
لكن المزيد من خبراء الصحة العامة يعارضون هذا الحظر بشدة. وهم قلقون من أن بعض طرق اختبار فيروس كورونا الجديد غير الموثوقة التي طورتها بعض مختبرات بشكل مستقل ستدخل السوق دون مراجعة، مما سيؤثر بشكل أكبر على استقلالية الإدارة. وأشار المحللون إلى أن إصدار هذا الحظر سيزيد من إضعاف سلطة هيئات وكالات الصحة الأمريكية.
قال المدير السابق لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، سكوت غوتليب، إن هذا الحظر سيؤدي إلى أن الإدارة لن تكون قادرة على تقديم اقتراحات حاسمة لمطوري المعدات للاختبار، كما لا يمكنها اتخاذ التدابير اللازمة على الفور لطرق الاختبار السيئة.
مخاوف: اللقاح مرتبط بالسياسة
النقاد قلقون عموما من أن إدارة ترامب ستفرض الضغط على الإدارة قبل الانتخابات الرئاسية لدفع بحث اللقاحات وتطويرها بشكل عشوائي باعتبارها ثمن السلام و “ورقة مساومة” سياسية.
اتهمت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، ترامب بالإدلاء بـ “تصريحات خطيرة”، مشيرة إلى أن الإدارة لديها المسؤولية عن المراجعة والموافقة بناء على سلامة وفعالية الدواء، وليس بناء على بيان صادر عن البيت الأبيض.
ذكر موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي بأنه لا يوجد دليل على أن الإدارة تعمد تأخير تطوير لقاح مضاد لـ”كوفيد-19″ أو علاجه. في الواقع، صرح فاوتشي عدة مرات من قبل أن اللقاح المضاد لـ”كوفيد-19″ لن يعتبر آمنا وفعالا حتى نهاية هذا العام على الأقل. كما توقع كبار المسؤولين في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية أن اللقاح المضاد لـ”كوفيد-19″ قد لا يتم تطويره حتى يناير من العام المقبل.
ذكرت وكالة رويترز للأنباء أن الخبراء في المجال العلمي قلقون بشكل عام من أن إدارة ترامب قد تفكر في إطلاق لقاح مضاد لـ”كوفيد-19″ مع سلامة وفعالية غير مؤكدة قبل الانتخابات. في مطلع أغسطس، قال ترامب في مقابلة مع قناة فوكس نيوز إنه يمكن تطوير لقاح قبل يوم الانتخابات.
هذا الأسبوع، قال بيتر ماركس، مدير مركز التقييم والبحوث البيولوجية التابع لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، إنه سيستقيل من منصبه إذا صرحت الإدارة الأمريكية باستخدام لقاح قبل أن يثبت أنه آمن وفعال.
وفقا لتقرير لشبكة “سي إن إن”، صرح هان، مدير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، أنه على الرغم من أن السرعة أمر حاسم لجائحة كورونا هذه، إلا أن الحفاظ على المبادئ العلمية الصارمة وحماية المتطوعين في تجربة اللقاح أمر مهم أيضا.
قال جون مارغانور، الرئيس التنفيذي لشركة النيلام للأدوية، إن السياسة يجب أن تبتعد عن عملية تطوير وتقييم لقاح مضاد لـ”كوفيد-19″، لأن هذا سيؤثر على ثقة المواطنين في تطوير الأدوية واللقاحات.