CGTN العربية/
أخبار حماسية! لقد نجحت الصين في تطوير لقاح فيروس كورونا الجديد، والذي تم إثباته لأن يكون فعالا وآمنا وجاهزا للاستخدام. حتى الآن، هناك أكثر من 22 مليون حالة إصابة مؤكدة بكوفيد-19 في جميع أنحاء العالم وحوالي 800 ألف حالة وفاة. أعطى هذا التطور الأمل للناس في جميع أنحاء العالم.
لكنه يثير أيضا أسئلة ومخاوف جديدة. من الذي سيحصل على اللقاح أولا، وكم سيكلف، وماذا عن الأشخاص الذين لا يريدون أخد اللقاح؟ إلى حد ما، فإن العمل الجاد قد بدأ للتو، والتعاون العالمي سيكون أساسيا.
على أية حال، فإن “النزعة الوطنية للقاح” هي قضية تثير قلقا متزايدا، فالناس قلقون بأن الدول ستضحي بالسلامة من أجل السرعة، وأن الدول ستستخدم اللقاح كرافعة جيوسياسية. على الأقل، هذه هي القضايا التي أبرزتها بعض التقارير الإعلامية حول تطوير اللقاحات في الصين.
على سبيل المثال، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال مقالا قالت فيه: “الصين تسعى لاستخدام الوصول إلى لقاحات فيروس كورونا الجديد بغرض الدبلوماسية. يتوقع خبراء الصحة العالمية أن الصين وروسيا ودول أخرى يحاولون تحويل أي لقاح ناجح إلى أداة دبلوماسية وسط طلب عالمي مكثف.”
حسنا، لقد رأينا هذا من قبل، مثلما حدث عندما اتُهمت الصين باستخدام “دبلوماسية الكمامات” عندما زودت البلدان بمعدات الحماية الشخصية. لذلك، ليس من المستغرب أن تتهم الصين أيضا باستخدام هذا اللقاح في السعي وراء النفوذ الجيوسياسي.
يضيف المقال: “مع اقتراب الصين من إنتاج لقاح فيروس كورونا الجديد، بدأ كبار المسؤولين في بكين وبعض شركات تصنيع الأدوية تقديم وعود بالحصول المبكر للدول ذات الاهتمام الاستراتيجي في الوقت الذي تسعى فيه إلى تعزيز مكانتها العالمية بعد الوباء الذي تسبب في توتر العلاقات الجيوسياسية. ” ولكن عندما تشرح المقالة أسباب التعاون، فإن التفاصيل ترسم صورة مختلفة تماما عما يوحي به العنوان.
تم إدراج البرازيل وإندونيسيا وباكستان وروسيا والفلبين ضمن البلدان التي وعدت بكين بإعطاء الأولوية لها عندما تكون الجرعات جاهزة. كما يوضح المقال، وافقت باكستان والبرازيل وإندونيسيا جميعا على السماح للصين بإجراء تجارب سريرية في بلدانهم مقابل تلقي جرعات من اللقاح عندما يكون جاهزا.
هناك أيضا مقال في بلومبيرغ نيوز يقول: “إطلاق لقاح سبوتنيك الروسي يزيد المخاطر من اللقاح.” أثارت المقالة الشكوك حول اللقاح الجديد لروسيا، لكنها تلقي بالصين أيضا في هذا المزيج. وأكد المقال بأن: “ترامب متأخّر في بعض النواحي في سباق استخدم فيه الخصمان الجيوبوليتيكيان الرئيسيان للولايات المتحدة قوتهما الاستبدادية للمضي قدما.
لذا فإن روسيا والصين ستفوزان بالسباق لأنهما في الأساس استخدمتا “الخداع”، أو كما قالت المقالة: “باستخدام قوتهما الاستبدادية”. لا يمكن أن يكون العمل الجاد والابتكار العلمي وسنوات من البحث هو السبب.
أضافت المقالة أيضا أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لن تقوم إلا بمسح اللقاح بناء على “العلم والبيانات الجيدة” – هل هذا يعني أن الصين وروسيا تبنيان قراراتهما على علم سيئ وتكهنات جامحة؟
تطرح اللقاحات الجديدة مخاوف جديدة بالطبع. في تكفين الإنجازات العلمية للصين في التشكيك منذ البداية، تخاطر وسائل الإعلام بتقويض تطور يمكن أن يحدث فرقا حقيقيا وينقذ الأرواح.