CGTN العربية/
يعد “طرد” الشركات الصينية جزءا من المسرحية السياسية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والضحية الأخيرة هي شركة تينسنت الصينية المالكة لتطبيق ويتشات الذي يعتبر أكثر تطبيقات الاتصال شعبية في العالم.
في الـ6 من أغسطس، وقع ترامب على أمرين تنفيذيين لوضع القيود على التطبيقات الصينية الرائدة تيك توك وويتشات، ينصان على حظر المعاملات التجارية المتعلقة بالتطبيقين خلال 45 يوما، حيث تزعم إدارة ترامب أن هذه التطبيقات تشكل تهديدا للأمن القومي وتعرّض خصوصية المواطنين الأمريكيين للخطر.
يختلف ويتشات عن العديد من تطبيقات الاتصال الأخرى مثل فيسبوك وواتساب، فإلى جانب الدردشة، يمكن استخدامه لدفع الفواتير وقراءة الأخبار ومشاهدة مقاطع الفيديو وممارسة الألعاب الألكترونية والاستماع إلى الموسيقى. وبالإضافة إلى ذلك، يمتلك مطورون الطرف الثالث مثل ستاربكس وكي إف سي وأمازون ونايكي برامج مصغرة عليه. إذا كان الحظر يستهدف إلى المدفوعات والمعاملات التجارية الأخرى، فمن الواضح أن هذه الشركات الأمريكية ستتعرض لضربة خطيرة، بما فيها أبل.
قال المحلل السياسي إينار تانجين إن الصينيين سيتخلون عن استخدام آيفون إذا لم يسمح نظامه بتحميل ويتشات، إذ أن هذا التطبيق أهم من الهاتف النقال بكثير بالنسبة لهم. إذا حدث هذا، ستتراجع أسهم أبل بسبب نسبة مبيعاتها في الصين التي تعد أكبر الأسواق لها.
ما هي التأثيرات المحتملة على شركة تينسنت؟ ويتشات لديه أكثر من 1.2 مليار مستخدم في العالم ومعظمهم في الصين.
ترامب لم يخطط لإلحاق أضرار جسيمة بشركة تنسنت لأن أعمالها الرئيسية في الخارج هي ألعاب الفيديو والخدمات السحابية. فلماذا يفعل ترامب ذلك؟
هذا يتعلق بالانتخابات الرئاسية الأمريكية. نظرا للوضع الاقتصادي والوبائي داخل بلاده، يرغب ترامب في تشتيت انتباه الجمهور على الوضع الداخلي إلى جوانب أخرى.
من “زي تي إي” وهواوي إلى “بايت دانس” وتنسنت، شنت إدارة ترامب حربا تكنولوجية باردة على الصين. تريد واشنطن أن تعرض نفسها كقائد في العالم الحر وتصور الصين كقوة شريرة يجب مكافحتها. ويمكن ملاحظة محاولتها هذه من خلال هجماتها المتصاعدة على شركات التكنولوجيا الصينية والضغوط التي يفرضها البيت الأبيض على أوروبا وحلفائه في أماكن أخرى.
إذا ألقينا نظرة على تصرف ترامب، فتوجد هناك استراتيجيتان. الحرب الباردة الجديدة التي تهدف للتأكد من أن الاقتصاد الأمريكي أقل تشابكا مع الصين. علاوة على ذلك، تستخدم واشنطن مختلف الوسائل لقمع صعود الصين في المجال التكنولوجي.
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بدلا من التركيز على القضايا المحلية، أصبحت مهاجمة الصين تتصدر جدول أعمال ترامب.
يبقى أن نرى ما إذا كان قمع الصين سيساعد ترامب على الفوز بالانتخابات، لكن هذا يظهر عقليته: الصين لم تعد شريكا، بل منافسا وعدوا وحتى حيلة يستخدمها لتحقيق أغراضه الشخصية.