Wednesday 5th November 2025
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الصين تبني.. والعراق ينهض: قصة شراكة تتجاوز التشويه

منذ 22 دقيقة في 05/نوفمبر/2025

شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

 

الصين تبني.. والعراق ينهض: قصة شراكة تتجاوز التشويه

 

الكاتب أحمد محمد

       عضو في مجلس الإدارة الرابطة العربية الصينية للحوار والتواصل

 

 

في الأشهر الأخيرة، تصاعدت حملات إعلامية مشبوهة تستهدف صورة الشركات الصينية العاملة في العراق، عبر محاولات متكررة لتشويه إنجازاتها أو التقليل من جدواها الاقتصادية والتنموية. هذه الحملات ليست بريئة، بل تقف خلفها جهات تتوجس من الحضور الصيني المتنامي في الشرق الأوسط، وخصوصًا في العراق الذي أصبح اليوم إحدى أهم حلقات مبادرة “الحزام والطريق”.

غير أن الواقع على الأرض يفند كل تلك المزاعم. فالصين أثبتت وجودها في العراق من خلال العمل لا الشعارات، وبالإنجاز لا بالخطاب السياسي. فهي اليوم الشريك التجاري الأكبر للعراق في آسيا، وأحد أهم المستثمرين في قطاع الطاقة والبنية التحتية. وتشير البيانات إلى وجود أكثر من 41 مشروعًا استراتيجيًا تنفذها الشركات الصينية في مجالات النفط والغاز والتكرير والنقل .

ولا يقتصر التعاون على قطاع الطاقة فحسب، بل يمتد إلى تحلية المياه، وتوسيع المصافي النفطية، وبناء الطرق والجسور والأنفاق ضمن خطة طموحة لتحديث البنية التحتية العراقية. ومن أبرز تلك المشاريع مشروع ساحة النسور والأنفاق الخمسة في بغداد، الذي ينفذ بمعايير تقنية متقدمة تجسد روح التعاون العراقي _الصيني القائم على الكفاءة والجودة والالتزام بالوقت.

وفي الوقت الذي تنشغل فيه بعض القوى بترويج خطاب الصراع والنفوذ، تركز بكين على التنمية والبناء والاستقرار. فهي ترى في العراق شريكًا حقيقيًا وليس ساحة نفوذ، وتتعامل معه كدولة ذات سيادة تسعى للنهوض والتطور الاقتصادي . ومن هنا، فإن السياسة الصينية في العراق تقوم على مبدأ “الربح المشترك”، أي تحقيق مصلحة البلدين عبر مشاريع تنموية طويلة الأمد تترك أثرًا ملموسًا في حياة الناس.
ولعل التعاون الاقتصادي بين بغداد وبكين يعكس بوضوح هذه الرؤية المتوازنة. فالصين تعد اليوم أكبر مشتري للنفط العراقي، وتستثمر في تطوير حقول كبرى مثل “الحلفاية” و“الأحدب”، كما أسهمت شركاتها في بناء محطات كهرباء ومصانع للبتروكيمياويات ومشاريع مياه حيوية في محافظات مختلفة. هذه المشاريع لم تخلق فرص عمل فحسب، بل ساهمت أيضًا في نقل التكنولوجيا والخبرة الفنية إلى الكفاءات العراقية.
لكن الشراكة العراقية–الصينية لا ينبغي أن تبقى محصورة في الجانب الاقتصادي فقط. فالعلاقات بين البلدين تحتاج إلى إسناد إعلامي وثقافي متكامل يواجه حملات التشويه ويدعم الصورة الحقيقية للتعاون البناء . وهنا تبرز الحاجة إلى منصات إعلامية مشتركة تدار بتعاون خبرات عراقية وصينية، لنقل الحقائق إلى الرأي العام وتوضيح حجم المنجز الميداني بعيدًا عن الأخبار المضللة.

كما أن وجود مستشارية ثقافية صينية فاعلة في بغداد يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للتبادل الثقافي والأكاديمي، ويعمق فهم الشعبين أحدهما للآخر عبر تنظيم المنتديات والمعارض والبرامج التعليمية المشتركة. فالقوة الناعمة لا تقل أهمية عن التعاون الاقتصادي، وهي القادرة على ترسيخ جسور الثقة على المدى الطويل.

إن الصين لم تأت إلى العراق بوصفها قوة مهيمنة، بل شريكًا صادقًا يحمل أدوات الإعمار لا أدوات الهيمنة. بينما تنفق بعض القوى الكبرى مليارات الدولارات على الدعاية لتشويه التجربة الصينية، تمضي بكين بهدوء وثقة في طريق التنمية الحقيقية، وتكسب احترام الشعوب عبر نتائج ملموسة طرق تبنى، محطات كهرباء تضاء، ومدارس ومشاريع مياه تحسن حياة الناس.

لقد أدرك العراقيون، بعد تجارب طويلة مع الحروب والتدخلات، أن الصين تمثل نموذجًا مختلفًا — نموذجًا يحترم السيادة، ويؤمن بالعمل، ويراهن على المستقبل لا الماضي. ومن هنا، تكتسب الشراكة العراقية–الصينية بعدًا استراتيجيًا يتجاوز الاقتصاد إلى بناء رؤية جديدة للعلاقات الدولية أكثر عدالة وتوازناً.
ففي الوقت الذي يزداد فيه التنافس العالمي على النفوذ، تختار الصين طريق التعاون، ويختار العراق طريق البناء. وما يجمعهما اليوم هو حلم مشترك بدولة قوية واقتصاد مزدهر وشعب يعيش بكرامة في ظل تنمية حقيقية لا تقاس بالشعارات، بل بما ينجز على الأرض.
وفي نهاية المطاف، سيبقى التاريخ شاهدًا على أن الصين في العراق لم تترك وراءها رماد الحروب، بل زرعت بذور الأمل.

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *