شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

في الخطة الخمسية الجديدة… فصل جديد من التعاون والفوز المشترك بين الصين والعالم

بقلم تشيان شي إعلامية صينية

من المقرر أن تُعقد في الأسبوع المقبل الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني في العاصمة بكين، حيث ستُناقش مقترحات إعداد الخطة الخمسية الخامسة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية (2026–2030). وتمثل هذه الجلسة محطة مهمة في مسيرة التنمية الصينية، كما تحظى بمتابعة واهتمام عالميين، لأن كل خطة خمسية جديدة لا ترسم فقط ملامح مسار التنمية في الصين، بل تُلقي بظلالها العميقة على الاقتصاد العالمي والتعاون الدولي.

منذ عام 1953، دأبت الصين على صياغة خطط خمسية تحدد من خلالها أهداف التنمية الوطنية واستراتيجياتها المستقبلية. وخلال فترة “الخطة الخمسية الرابعة عشرة” (2021–2025)، حافظ الاقتصاد الصيني على نمو مستقر وهيكل أكثر توازناً، حيث بلغ متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي نحو 5% سنوياً، وهو من بين الأعلى في الاقتصادات الكبرى حول العالم.

وفي الوقت نفسه، حققت الصين تقدماً لافتاً في مجالات الابتكار العلمي والتكنولوجي، خاصة في الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة والتصنيع المتقدم. كما مضت خطوات التحول الأخضر قدماً، لتصبح الصين قوة رئيسية في الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ. وتعززت سياسة الانفتاح والتعاون من خلال مبادرة “الحزام والطريق”، التي عمّقت علاقات الصين مع الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا. أما داخلياً، فقد تحسنت خدمات التعليم والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي، وارتفعت مستويات معيشة المواطنين بشكل ملموس.
تُجسّد هذه الإنجازات التحول الحازم نحو تنمية عالية الجودة، وتعكس التزام الصين بمبدأ “محورية الإنسان” في عملية التنمية. وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية العالمية، تمكنت الصين من الحفاظ على نمو مستقر، لتكون مصدر ثقة واستقرار للاقتصاد العالمي.

وفي السنوات الخمس المقبلة، ستواصل الصين اعتماد الابتكار والانفتاح كمحرّكين أساسيين للتنمية. وستعمل على تسريع تطوير التقنيات الأساسية وتعزيز القوى الإنتاجية الجديدة، مع تحسين هيكل الطاقة وتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة. كما ستُوسّع نطاق الانفتاح الاقتصادي، وتُهيئ بيئة استثمارية أكثر جاذبية وعدالة وشفافية، بالتوازي مع مواصلة تحسين حياة المواطنين وضمان استفادة الجميع من ثمار التنمية.
إن تنمية الصين ليست مشروعاً وطنياً فحسب، بل هي أيضاً فرصة مشتركة للعالم. فالسوق الصينية الواسعة تفتح آفاقاً أوسع أمام الشركات العالمية، والممارسات الصينية في التنمية الخضراء تقدم نموذجاً يُحتذى به في التحول المستدام، بينما تتيح مبادرة “الحزام والطريق” للدول النامية فرصاً إضافية في التمويل والتكنولوجيا وفرص العمل.

وفي مرحلتها الجديدة من التنمية، تظل الصين متمسكة بمبدأ التعاون المربح للجانبين، وتدعو جميع الدول إلى توحيد الجهود لمواجهة التحديات العالمية وتعزيز الازدهار المشترك. وكما أكّد الرئيس الصيني شي جين بينغ مراراً: إن تنمية الصين لا تنفصل عن العالم، وازدهار العالم لا يمكن أن يتحقق من دون الصين.