شبكة طريق الحرير الإخبارية/

السيّاح الأجانب يقضون أوقاتا مليئة بالمتعة في شيآن

سجّلت الصين خلال النصف الأول من العام الجاري دخول 38.053 مليون أجنبي، بزيادة سنوية بلغت 30.2%. مما يعكس استمرارا في تصاعد جاذبية الوجهة السياحية الصينية. ومثلت مدينة شيآن إحدى أهم الوجهات المحبّذة للسياح الأجانب ككل عام.

في استوديو هان بينجزه الثقافي، القريب من متحف ضريح الإمبراطور تشين شي هوانغ بمدينة شيآن، تعيش الحِرف التقليدية أيامها الذهبية. وقالت السائحة الروسية ناتاشا، وهي تنظر بإعجاب إلى تمثال محارب الطين الذي صنعته: “القدرة على صنع تمثال خاص بي، يعد ذكرى لا تُنسى من رحلتي إلى الصين”.

وتشهد الورشة يوميا تدفقا من الزوار الأجانب الراغبين في تجربة صناعة التماثيل الطينية، ما يسهم في إنعاش أعمال المتجر. وأكدت هان ميمي، وهي حرفية في فن صناعة تماثيل الطين، أن عدد السياح الأجانب قد تضاعف بشكل ملحوظ مقارنة بالعام الماضي، مضيفة: “في أوقات الذروة، نستقبل أكثر من 500 زائر أجنبي يوميا”.

ويترافق هذا النشاط مع تحسن مستمر في سياسات التأشيرات، مثل الإعفاء من تأشيرة العبور واسترداد ضريبة المغادرة. وسجلت مدينة شيآن وحدها دخول أكثر من 135 ألف أجنبي عبر الموانئ منذ بداية العام، بزيادة سنوية بلغت 124%. أكثر من 100 ألف منهم دخلوا بموجب سياسات الدخول بدون تأشيرة أو عبر إعفاءات متبادلة.

كما ساهمت الإجراءات المُيسّرة، مثل توفير مرشدين سياحيين متعددي اللغات وخيارات دفع مرنة، في تعزيز تجربة السائح الأجنبي.

وصرّح أحد موظفي متحف ضريح تشين شي هوانغ بأن معظم الزوار الأجانب يفضّلون السفر ضمن مجموعات صغيرة من شخصين إلى خمسة، ويميلون إلى تجارب سفر شخصية. وفي هذا السياق، أُطلقت منصة رقمية متكاملة تتيح حجز التذاكر مسبقًا والدخول باستخدام جواز السفر مباشرة عند الوصول.

يبدي السياح أثناء زيارتهم إلى مدينة شيآن اهتماما كبيرا إلى اكتشاف النكهات المحلية للأطعة الصينية. وفي مطعم لاو مي لمأكولات “باو مو”، كانت تعليمات أحد الموظفين واضحة: “يجب تقطيع الخبز بحجم حبة فول الصويا للحصول على النكهة المثالية!”، فيما كان يوجه مدونا سياحيا أجنبيا يصوّر تجربته في إعداد هذه الطبق التقليدي المحلي.

وفي شارع المسلمين، وسط حرارة الصيف، حيث تبلغ الحركة ذروتها. هناك، التُقطت مشاهد حية لأطعمة الشوارع، مثل “باو مو”، عبر عدسات مدونين أجانب يقدمون الثقافة الغذائية الصينية لمتابعيهم.

وتُظهر البيانات أن أكثر ما يبحث عنه السياح الأجانب في شيآن ليس المطاعم الفاخرة، بل مأكولات الشوارع، مثل “روجيامو”، ونودلز “بيانغبيانغ”، وكعك الكاكي، وباو مو- خبز مع حساء لحم الضأن.

وقال سائق التاكسي نيو: “أصادف الكثير من السياح الأجانب يوميا. أصبحوا الآن يستخدمون هواتفهم لحجز سيارات الأجرة، ويتحدثون معي عبر تطبيقات الترجمة ليسألوا عن أفضل أماكن الطعام. أوصيهم بالنودلز المحلية ودجاج هولو وغيرها”.

إلى جانب الأطعمة، يحبذ السياح الأجانب في شيآن تجريب الثقافة التقليدية. وتقول صوفيا، وهي سائحة أوكرانية بعد تجربة سياحية محاكية لمدينة تشآنغآن إبان حكم أسرة تانغ، “هذا رائع حقًا! يجب أن تراه بنفسك. أريد أن أعيش في شيآن يومًا ما!” بهذه الكلمات عبّرت صوفيا عن انبهارها.

وبعد أن تضيء أنوار الليل شوارع شيآن، تتحوّل المدينة إلى نسخة حديثة من مدينة “تشانغآن”. وتصبح جولة السير بين أروقة مدينة ارتداءا “هانفو”، التي تعكس نمط الحياة في عهد سلالة تانغ، تجربةً لا تُفوّت، لا سيما للسائحات الأجنبيات الباحثات عن الغوص في التاريخ.

وأكد موظف في مركز تجارب “هانفو” أن اهتمام السياح الأجانب بالثقافة الصينية التقليدية ازداد بوضوح. ففي السابق، كان الزوار يكتفون بارتداء الزي التقليدي والتقاط الصور، أما الآن، فهم يطلبون تعلم طقوس الانحناء، ورقصات الأكمام، ويشاركون بفعالية في الأنشطة الثقافية.

وفي أحد فنادق الخمس نجوم القريبة، أشار الموظفون إلى استقبال أكثر من 1300 سائح أجنبي خلال الشهرين الماضيين، ما دفع الفندق إلى إضافة خدمات باللغة الإنجليزية، تشمل الاستقبال وتحويل العملات.

ويرى خبراء السياحة، أن شيآن باتت نموذجا حيا لازدهار “السفر إلى الصين”. ومن “القدوم إلى الصين” إلى “الوقوع في حبها”، يستمتع السياح الأجانب بتجربة متكاملة من المناظر الطبيعية إلى تذوق المأكولات التقليدية واستكشاف الثقافة الصينية.

*ملاحظة: في الصورة الرئيسية الملتقطة في 22 يوليو، السيّاح الأجانب يجرّبون نحت التماثيل الطينية في شيآن.

*مصدر:صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ 8 أغسطس 2025/