شبكة طريق الحرير الإخبارية/
في عالم يشهد تحولات جيوسياسية عميقة وإعادة توازن مستمرة في الاقتصاد العالمي، برز تكتل بريكس — الذي كان يضم في بدايته كلا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا — كقوة جذب رئيسية للاقتصادات الناشئة التي تسعى إلى تمثيل أوسع، وعدالة أكبر، وصوت مسموع في منظومة الحوكمة العالمية.
في 6 يناير 2025، أعلنت البرازيل، التي تتولى الرئاسة الدورية للتكتل هذا العام، انضمام إندونيسيا رسميا إلى بريكس، في خطوة تعد التوسع الأحدث والأهم في تاريخ المجموعة. وبهذا الانضمام، باتت بريكس تضم 11 دولة عضوا، تمثل ما يقرب من نصف سكان العالم وتساهم بأكثر من 30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وربما الأهم من ذلك، أن دول بريكس تساهم اليوم بأكثر من 50% من نمو الاقتصاد العالمي — ما يبرز الدور المتصاعد لهذا التكتل كمحرك رئيسي للاقتصاد العالمي، وكمنصة مؤثرة بشكل متزايد للتعاون بين دول الجنوب وتعزيز التنمية العالمية الشاملة.
توسع متزايد
مع انضمام دول مثل السعودية ومصر والإمارات وإيران وإثيوبيا في يناير 2024، تضاعف عدد أعضاء التكتل فعليا، وتوسع تأثيره العالمي بشكل ملحوظ. ومع هذا التوسع التاريخي، دخلت بريكس مرحلة جديدة يطلق عليها الكثيرون اسم “تعاون بريكس الموسع”.
تقدمت أكثر من 30 دولة بطلب رسمي للانضمام إلى بريكس، فيما رحبت الصيغة الجديدة لـ “شراكة بريكس” بعشر دول أخرى، من بينها ماليزيا ونيجيريا وأوغندا وبوليفيا وفيتنام.
قال ياروسلاف ليسوفوليك، مؤسس مركز أبحاث BRICS+ Analytics: “أصبحت بريكس مدخلا رئيسيا لمعالجة التناقضات الداخلية بين الدول النامية.”
ووصف إطار “بريكس الكبرى” الآخذ في التطور بأنه محرك فريد من نوعه يفتح آفاقا جديدة أمام الأسواق الناشئة، من خلال تضخيم صوتها الجماعي وتعزيز دورها في صياغة الأجندة العالمية.
قوة اقتصادية صاعدة
برزت بريكس كقوة فاعلة في الاقتصاد العالمي بفضل القدرات المشتركة لأعضائها.
ووفقا لما قاله البروفيسور تشين شولونغ، نائب عميد معهد الأمن القومي والحوكمة بجامعة الاقتصاد والتجارة الدولية، فإن التكتل يضم بعضا من أكبر الأسواق الناشئة في العالم — وهي دول تمتلك قوى عاملة هائلة وطلبا استهلاكيا ضخما. وقد أتاح هذا الحجم الكبير فرصا تنموية هائلة، جذبت الاستثمارات الأجنبية وساهمت في دفع النمو الداخلي.
وأشار وانغ لي، مدير مركز دراسات تعاون بريكس بجامعة المعلمين في بكين، إلى أن بريكس تسهم تدريجيا في إعادة تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي — من نظام أحادي القطب إلى هيكل أكثر توازنا وتعددية.
نحو نظام عالمي أكثر عدالة
إن جاذبية بريكس تتجاوز الجوانب الاقتصادية؛ فوفقا لتقارير قناة الجزيرة، ترى العديد من دول الجنوب العالمي أنها تمثل منصة موثوقة للدفع نحو نظام دولي أكثر عدالة. كما لاحظت قناة TRT التركية أن تركيز بريكس على التعاون الاقتصادي بدلا من التحالفات السياسية يشكل عاملا رئيسيا في جاذبيتها.
قال البروفيسور وانغ: “إن توسع عائلة بريكس يعكس تطور النظام العالمي، والزخم المتزايد نحو الوحدة والتعاون بين الدول النامية.” وأكد أن التكتل يعبر عن تطلعات الاقتصادات الناشئة، خاصة في سعيها لتحقيق التحديث عبر مسارات تنمية قائمة على السيادة الوطنية.
مصدر: CGTN Arabic*