شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم: الكاتب أحمد محمد*
في هذه الأيام، يستعد مئات الملايين من الشعب الصيني للاحتفال بالسنة القمرية الجديدة، والتي تُعد واحدة من أكبر المهرجانات في العالم. هذه المناسبة التي تمثل أيضًا أكبر حركة هجرة بشرية في العالم، تتزامن هذا العام مع يوم 29 يناير 2025. يعود تاريخ الاحتفال بالسنة الصينية الجديدة إلى حوالي 3500 عام، ويُعرف أيضًا باسم “عيد الربيع”، إذ يبدأ مع أول قمر جديد في التقويم القمري.
في الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تم إدراج عيد الربيع ضمن قائمة الأعياد الرسمية، في خطوة تعكس التقدير العالمي للثقافة الصينية، التي أصبحت جزءًا أساسيًا من النسيج الثقافي العالمي، وأثبتت تأثيرها المميز في شعوب العالم.
ماذا ترمز الأفعى؟
ترمز الأفعى في الثقافة الصينية إلى الحكمة، الحذر، والمرونة. تشتهر الأفعى بأنها كائن ذكي ومتأمل، قادر على التحرك بخفة والتكيف مع مختلف الظروف.
يُعتقد في الصين أن الأفعى تحمل طاقة إيجابية تجلب الهدوء والبركة، كما يرتبط وجودها بالاستبصار والتفكير العميق. وفي الفنون الصينية التقليدية، تُستخدم الأفعى كرمز للدهاء وحسن التدبير.
تعتبر الأفعى في هذا السياق رمزًا يعكس قدرة الصين على التحرك بحكمة وذكاء في مواجهة التحديات، والتكيف مع مختلف المتغيرات الدولية.
لماذا نشعل المفرقعات النارية ونرتدي اللون الأحمر؟
ترتبط السنة القمرية الجديدة بعدد لا يُحصى من الحكايات الشعبية، إلا أن أسطورة “نيان” تظل واحدة من أبرزها.
تروي الأسطورة أن “نيان” كان وحشًا شرسًا يعيش تحت الماء وله أسنان حادة، كان يخرج عشية العام الجديد ليهاجم الماشية، الزرع، وحتى البشر. في إحدى المرات، بينما كان القرويون يفرون للاختباء، ظهر رجل شجاع رفض الهرب. كان يعلم أن الوحش يخاف من الأصوات العالية واللون الأحمر.
بفضل شجاعته، نجت القرية سليمة. منذ ذلك الحين، اعتاد الصينيون وضع الفوانيس الحمراء، لفّ اللفائف الحمراء، وإشعال المفرقعات النارية لطرد الوحش. أصبح اجتماع العائلات عشية عيد الربيع تقليدًا أساسيًا، حيث يُعد وقتًا للاحتفاء بالدفء العائلي وقضاء أطول إجازة في العام.
رسالة تهنئة بعيد الربيع
لقد أصبح عيد الربيع نافذة يطل من خلالها العالم على الصين، التي تتميز بثقافة مشبعة بالقيم الإنسانية، حيث اعتمد الصينيون على العقل والحكمة ونشر السلام وتنوير العقول وغرس الأخلاق في النفوس.
بمناسبة هذه الاحتفالات، أرسل أطيب التهاني إلى الحزب الشيوعي الصيني ونواته الرفيق شي جين بينغ، وإلى الشعب الصيني الصديق. أتمنى لكم أيامًا مليئة بالسعادة والازدهار، وتحقيق إعادة توحيد الصين الكبرى. كما أتمنى أن تصل العلاقات بين العرب والصين إلى مستويات أعلى من الصداقة والتعاون.
*عضو مجلس الإدارة للرابطة العربية الصينية للحوار والتواصل