شبكة طريق الحرير الاخبارية/

تقرير إخباري من إعداد: عبد القادر خليل رئيس تحرير شبكة طريق الحرير الاخبارية.

بمقر سفارة جمهورية أذربيجان، في يوم الإثنين 26 فبراير ، تم إحياء الذكرى 32 لمجزرة خوجالي المرتكبة ضد الشعب الأذربيجاني من طرف قوات الجيش الأرميني الغاشم.

نظم الحفل برعاية سعادة السفير تورال رضاييف بحضور أعضاء السفارة ونخبة من المدعويين، ومنهم السيدة فايزة مقران ممثلة للجمعية الوطنية للدفاع عن ضحايا الألغام، بالنيابة عن رئيسها السيد محمد جوادي، البروفيسور  شكيب بن حفري مدير مركز الدراسات و الأبحاث للثراث العثماني في الجزائر، البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة و تطوير البحث (فورام)، بالإضافة إلى مجموعة من الإعلاميين الجزائريين وأعضاء من الجالية الأذربيجانية في الجزائر…

وفي كلمته أكد سعادة السفير رضاييف، على أن أذربيجان التي لا تزال تضمد جراحها من آثار الاحتلال الأرميني لجزء مهم من أراضيها على مدى ثلاثين عاما، تفتخر برئيسها الفذ إلهام علييف القائد الأعلى للقوات المسلحة الأذربيجانية، الذي استطاع بفضل حكمته القيادية وغيرته على وطنه وشعبه أن يسترجع المناطق الأذربيجانية التي احتلها الغزاة الأرمن والتي شملت منطقة كاراباخ ذات الأهمية الاستراتيجية، خلال عملية عسكرية تاريخية دامت 44 يوما فقط.

كما استعرض السفير بالأرقام احصائيات الخسائر الناجمة عن مذبحة خوجالي التي تعتبر إبادة جماعية في حق الإنسانية لا تغتفر ولا يمكن نسيانها مهما طال الزمن أو قصر، ويجب أن تحاكم دوليا وتدفع الثمن غالبا.

فقد قتل الأرمن وبكل وحشية 613 شخصا من المدنيين الأذربيجانيبن، ضمنهم 63 طفلا و106 إمرأة و70 مسنا, كما تم أسر 1275 شخصا وإصابة 487، ذنبهم جميعا أنهم أذربيجانيون ومسلمون.

وتعمل أذربيجان على قدم وساق، ومنذ تحريرها لاراضيها المغتصبة على إعادة الاعمار والبناء والتشييد، وعودة السكان الأذربيجانيين إلى أراضيهم، وغرس روح الأمل بالمستقبل الزاهر للشعب الأذربيجاني في جميع مناطق البلاد، بما فيها منطقة كارباخ والمناطق المحررة.

لكن ورغم فرحة الاستقلال التام واستعادة المناطق المحتلة في نوفمبر 2020, لا يزال الشعب الأذربيجاني يدفع فاتورة ذلك الاحتلال، بتعرضه للقتل أو الاصابات بسبب الألغام الخطيرة المضادة للأفراد التي زرعها الأرمن في الأراضي الأذربيجانية قبل وبعد مغادرتهم لها، مما يعرقل عملية عودة جميع السكان الأذربيجانيين إلى مساكنهم في المناطق المحررة، وذلك رغم تسليم أرمينيا لخرائط الأماكن الملغومة إلا ٱنها غير مكالمة.

وباستعمال أحدث التقنيات والتجهيزات المصنوعة محليا، لا تزال جهود الحكومة الأذربيجانية متواصلة للتخلص من تلك الألغام التي اودت بحياة الكثير وتسببت في إعاقة الكثير وفي عاهات دائمة لدى الكثير. فقد تم إزالة 95119 لغم راح ضحيتها 3400 شخصا منذ 1991 بينما أصيب 50 مدنيا خلال السنوات الثلاثة 2020-2023.

وأعرب سعادة السفير عن رغبة أذربيجان للتعاون ومشاركة التجربة في مجال التخلص من الألغام مع صديقتها الجزائر لدرايتها بمعاناة الشعب الجزائري أيضا لمشكلة الألغام التي تركها الاستعمار الفرنسي مزروعة في الأراضي الجزائرية، وقال أن أذربيجان على استعداد تام لأي شكل من أنواع التعاون مع الجزائر وخاصة بتزويدها بالتقنيات الأذربيجانية المتخصصة في مجال إزالة الألغام. مؤكدا أن كلا البلدين يعملان من أجل ترسيخ قيم السلام والاستقرار في العالم والعيش المشترك في وئام وأمان.

ومن جهتهم أبرز المتدخلون خلال هذا اللقاء المهم، العلاقات التاريخية التي تربط الجزائر واذربيجان منذ عقود كثيرة، والقواسم المشتركة بينهما، سيما المعاناة من آثار الاستعمار، والجهود المبذولة للتخلص من مخلفاته، وبناء دولة حديثة وتوفير الحياة الكريمة والرفاهية والسلام للشعبين الشقيقين.