شبكة طريق الحرير الإخبارية/
تقرير إخباري من إعداد: عبد القادر خليل مدير شبكة طريق الحرير الإخبارية
في يوم الأحد 28 مايو 2023، وتحت إشراف سعادة سفير جمهورية أذربيجان لدى الجزائر السيد تورال رضاييف والسيدة حرمه، أقامت السفارة الأذربيجانية، حفل استقبال بمناسبة عيدها الوطني الذي يصادف هدا العام الذكري 105 ليوم استقلال أذربيجان.
حضر هده الاحتفالية عدد مهم من كبار المسؤولين الحكوميين الجزائريين وفي مقدمتهم وزيرة العلاقات مع البرلمان بسمة عزوار، ووزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمصغرة السيد ياسين وليد، وممثلين عن البرلمان بغرفتيه، ومن بينهم نائب رئيس مجلس الأمة ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الجزائرية الأذربيجانية.
وحضر أيضا سفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي والملحقين العسكريين المعتمدين بالجزائر. كما شارك في الاحتفالية نخبة من الإعلاميين والفنانين والمدعوين المهتمين بشؤون جمهورية أذربيجان، هدا بالإضافة إلى أعضاء الجالية الأذربيجانية في الجزائر.
استُهل الحفل بالاستماع إلى النشيدين الوطنيين للجزائر وأذربيجان، وبعدها ألقى سعادة السفير تورال رضاييف، كلمة رحب فيها بجميع الحضور، شاكرا إياهم مشاركتهم احتفال بلاده بعيدها الوطني الـ 105، معبرا عن تقديره العميق لذلك.
قال السيد رضاييف، أنه في مثل هدا اليوم من عام 1918 تم إعلان الجمهورية الأذربيجانية الديمقراطية كأولى الجمهوريات الديمقراطية في الشرق. حيث كان دستور أذربيجان يتميز بأنه أكثر مصداقية وديمقراطية حينذاك من بين دساتير العالم، فقد كان يمنح للمرأة كامل حقوقها وبالتساوي مع الرجل، و يمكنها من حق الاختيار والانتخاب بكل حرية، كما كان يمكن الترشح للانتخابات البرلمانية دون التقيد بالجنس أوالعرق أو الديانة أو الانتماء السياسي، حيث كانت هده الميزة واحدة من بين الحقوق التي لم تكن تتمتع بها ليس فقط شعوب الدول الشرقية فحسب، بل وفي أغلب الدول الغربية أيضا.
اقتصر قيام جمهورية أذربيجان الديمقراطية على سنتين فقط، ليتم ضمها للاتحاد السوفياتي ولمدة سبعين عاما، إلى أن استعادت استقلالها التام في عام 1991، لتبدأ أذربيجان مسيرة البناء والتشييد والتحديث، وبقيادة رشيدة لزعيمها القومي حيدر علييف ومواصلة مسيرته الخالدة من طرف نجله الرئيس إلهام علييف استطاعت أذربيجان الحديثة أن تحقق إنجازات عظيمة في شتى المجالات، وبدلك صارت أقوى دولة في منطقة القوقاز عسكريا واقتصاديا.
تطرق سعادة السفير رضاييف إلى جملة من الإنجازات التي حققتها بلاده بالتفصيل، موضحا أنه في أذربيجان ينشط 60 حزب سياسي، منهم 11 حزبا يمثلون أعضاء البرلمان. كما تعمل في أذربيجان: 20 وكالة أنباء، 40 جريدة يومية، 200 جريدة أسبوعية، 11 قناة تلفزيونية، 12 قناة إذاعية. يشتغل الانترنت في البلاد بدون حدود، ويستخدمه بشكل واسع بنسبة 80 بالمائة من الشعب الأذربيجاني.
كما أوضح رضاييف حقائق الاحتلال الأرميني لجزء مهم من أذربيجان المسالمة ولمدة ثلاثين عاما، حوالي 20 بالمائة من أراضيها، وبالتحديد منطقة كرباخ، رغم قرارات الأمم المتحدة، وغيرها من المنظمات الدولية بخصوص الانسحاب الفوري للقوات المسلحة لأرمينيا من هذه الأراضي الأذربيجانية والتي لم تنفدها أرمينها. بل ولم تكف أرمينيا عن عملياتها الاستفزازية المتكررة على مدى سنوات، ناهيك عن المجازر الدامية التي ارتكبتها في حق الشعب الأذربيجاني التي خلفت عدد كبير من الشهداء والمعطوبين. لكن كما يقول المثل للصبر حدود، ففي عدوان سافر على الوحدة الترابية لجمهورية أذربيجان، شن الجيش الأذربيجاني هجوما معاكسا بقيادة وتوجيهات البطل المغوار إلهام علييف، معلنا حربا من أجل الحرية، كان حليفها النصر خلال وقت وجيز لم يتعدى الـ44 يوما. استرجعت أذربيجان أراضيها المسلوبة في نوفمبر 2020، لتعلن بعدها نيتها الصادقة في بعث السلام والاستقرار في منطقة القوقاز، وتمد يدها إلى أرمينها من أجل تطبيع العلاقات الثنائية والاعتراف بحدود الدولتين.
كما أثنى سعادته على العلاقات المتميزة التي تجمع بين الجمهوريتين الشقيقتين أذربيجانية والجزائر، ومع توفر النوايا السياسية لتطويرها لتشمل كل المجالات، خاصة بعد الزيارات رفيعة المستوى المتبادلة بين الجانبين، فقد كانت الزيارة الأخيرة لفخامة الرئيس إلهام علييف إلى الجزائر لها أكثر من دلالة، لتؤكد الاهتمام الكبير الدي توليه أذربيجان لرفع مستوى العلاقات مع الجزائر. هدا وقد زار الجزائر أيضا رئيس برلمان أذربيجان. وزار باكو كل من رئيس الوزراء الجزائري أيمن عبد الرحمان وأعضاء البرلمان الجزائري، ووزيري خارجية البلدين الصديقين. وخلال سنة تم توقيع ثلاث اتفاقيات بين الطرفين، على أمل المزيد والمزيد.
الجزائر فيها الكثير من المقومات والعوامل المشتركة التي تجمعها بأذربيجان، مما يؤهلهما إلى الارتقاء بعلاقتهما إلى المستوى الإستراتيجي، وخلق قنوات للتعاون المشترك سيما في مجال الطاقة والطاقات المتجددة، والصناعة والتعليم والثقافة والسياحة.
خلال هده السنة تم تأسيس مجموعة الصداقة البرلمانية الجزائرية البرلمانية، وتم رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لأذربيجان في الجزائر إلى سفير مما يؤكد الرغبة الملحّة في رفع العلاقات بين البلدين إلى أعلى مستوى، ودلك ما يتطلع له الشعبين الصديقين.
وبهده المناسبة السعيدة، الذكرى 105 لاستقلال جمهورية أذربيجان، إنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن نتقدم بأحر التهاني القلبية، إلى سعادة سفير جمهورية أذربيجان السيد تورال رضاييف ومن خلاله إلى فخامة الرئيس إلهام علييف، وإلى عموم الشعب الأذربيجاني الشقيق، مع تمنياتنا الخالصة للجميع بدوام الصحة والسعادة، والنجاح، و لجمهورية أذربيجان، مزيدا من التقدم والتطور والازدهار..
عاشت الصداقة الجزائرية الأذربيجانية.