شبكة طريق الحرير الإخبارية/

الصين تركز قوتها على الانفتاح لتقاسم فرص تنموية جديدة مع العالم  

بقلم: الإعلامي الصيني نور يانغ

في 10 أبريل العام الجاري، افتتح معرض الصين الدولي الثالث للمنتجات الاستهلاكية في هايكو، بمقاطعة هاينان، فاستمرت السوق الصينية في أخذ زمام المبادرة للانفتاح على العالم، ومواصلة مشاركة فرص التنمية الجديدة مع العالم، مما ضخ المزيد من اليقين في الاقتصاد العالمي.

تعدّ دورة المعرض لهذا العام أول معرض دولي كبير يقام في الصين بعد تحسين تدابير الوقاية من الأوبئة ومكافحتها، حيث تبلغ مساحة المعرض الإجمالية 120,000 متر مربع، بزيادة قدرها 20,000 متر مربع عن الدورة السابقة، وما مجموعه أكثر من 4,000 علامة تجارية معروفة من 65 دولة ومنطقة شارك في المعرض، كما حضره القادة السياسيون ورؤساء المنظمات الدولية من 7 دول، وشارك ما يقرب من 30 مديرا تنفيذيا عالميا لـ500 شركة فورتشن أو روّاد الصناعة، ومن المتوقع أن يدخل المعرض أكثر من 50,000 من المشترين والزوار المحترفين من جميع الأنواع وأكثر من 300,000 زائر. بالإضافة إلى ذلك، سيتم عرض أكثر من 1000 منتج من أكثر من 300 علامة تجارية لأول مرة في معرض المستهلك لهذا العام، بما في ذلك مختلف المنتجات الإلكترونية الذكية، وستتجاوز مؤشراته بشكل شامل الدورة السابقة، والتي يمكن وصفها بأنها غير مسبوقة، وهذه التغيرات تطلق بشكل كامل الإشارة الإيجابية المتمثلة في تعزيز ثقة المستهلك، وتعزيز ترقية الاستهلاك، وتعزيز الانفتاح عالي الجودة في الصين.

يعتبر الانفتاح على العالم الخارجي السياسة الوطنية الأساسية للصين ورمزا مميزا للصين المعاصرة. ظلت الصين تتبع بحزم استراتيجية انفتاح متبادلة المنفعة ومربحة للجانبين، وشكلت نمطا جديدا من الانفتاح الشامل والمتعدد المستويات والواسع النطاق. وفي الوقت الحاضر، لا تزال الحمائية والأحادية تؤثران على استقرار النمط العالمي وتؤخران النمو الاقتصادي العالمي. وفي مواجهة التحديات، سعت الصين بحزم إلى الانفتاح والتعاون الدوليين، وكسرت الحواجز بإجراءات براغماتية، مما شكلت قوة مشتركة قوية لتعزيز الانتعاش المطرد للاقتصاد الاقتصادي والعالمي. كما أكد تقرير المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، أن “الصين تلتزم  بالاتجاه الصحيح للعولمة الاقتصادية، وتشجع تحرير التجارة والاستثمار وتسهيلهما، وتعزز التعاون الثنائي والإقليمي والمتعدد الأطراف، وتعزز تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي الدولية، مما يخلق بشكل مشترك بيئة دولية مواتية للتنمية، ويضخّ بشكل مشترك ديناميكية جديدة للتنمية العالمية”.

تعدّ السوق الضخمة ميزة كبيرة للصين. إن الصين كدولة يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة ومجموعة متوسطة الدخل تضم أكثر من 400 مليون نسمة، فهي بلا شك السوق ذات الإمكانات الاستهلاكية الأكثر في العالم. في عام 2022، بلغت واردات الصين من المنتجات الاستهلاكية 1.93 تريليون يوان، وبلغت واردات التجارة الإلكترونية عبر الحدود 560 مليار يوان، بزيادة قدرها 4.9٪ عما كان عليه في العام الماضي. ومنذ بداية هذا العام، استمرت السوق الاستهلاكية في الصين في التعافي مع تحسين وتعديل تدابير الوقاية من الأوبئة ومكافحتها، فمن يناير إلى فبراير، ارتفع إجمالي مبيعات التجزئة للمنتجات الاستهلاكية بنسبة 3.5٪ على أساس سنوي، وتحول معدل نمو الاستهلاك من سلبي إلى إيجابي.

وفي ظل دخول الاقتصاد العالمي فترة جديدة من الاضطراب والتغيير، لا تزال الصين قوة دافعة مهمة للانفتاح العالمي ومصدرا مستقرا للنمو الاقتصادي العالمي، فضلا عن كونها سوقا مهمة توفر فرصا تجارية لا نهاية لها لجميع البلدان.

إن تقاسم السوق الاستهلاكية مع العالم لا يظهر فقط أن باب الصين للانفتاح على العالم الخارجي يزداد اتساعا وحجما، بل يضع أيضا أساسا متينا للانتعاش الاقتصادي العالمي والتنمية المشتركة لجميع البلدان، حيث يتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو الاقتصاد الصيني بنسبة 5.2٪ في عام 2023 مع نشر تأثيرات إيجابية وأن يصبح “مساهما رئيسيا” في النمو العالمي.

إن تقاسم الفرص الصينية هو نافذة جديدة لتنفيذ الانفتاح رفيع المستوى على الخارج، ويظهر أيضا المرونة القوية والحيوية للاقتصاد الصيني.

إن معرض الصين الدولي للمنتجات الاستهلاكية باعتباره أول معرض على المستوى الوطني، قد شكّل “مصفوفة معارض” مع معرض كانتون ومعرض الصين الدولي لتجارة الخدمات ومعرض الصين الدولي للاستيراد لتبادل فرص التنمية بنشاط مع العالم، وأصبح منصة خدمة عامة مهمة لانفتاح الصين.

وسيأخذ المعرض “عرضا” كوسيلة لربط الصين بالعالم ومشاركة الفرص المفتوحة، وخلق حياة أفضل، وتعزيز التنمية العالمية.