Friday 29th March 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

30 عاما تمر على مجازر الأرمن ضد سكان قرية أغدابان الأذربيجانية.

منذ سنتين في 06/أبريل/2022

شبكة طريق الحرير الإخبارية/

 

  30 عاما تمر على مجازر الارمن ضد سكان قرية أغدابان الأذربيجانية

بقلم الدكتور مختار فاتح بي ديلي

طبيب- باحث في الشأن التركي وأوراسيا

 

إن مأساة قرية أغدابان الأذربيجانية في عام 1992 التي ارتكبتها القوات المسلحة الأرمينية قبل عام من احتلال كلبا جار، هي إحدى أكثر الصفحات دموية ضد البشرية في عدوان أرمينيا على أذربيجان.

تقع قرية أغدابان في منطقة كلباجار ، على الطرف الأيمن لنهر أغدابان ، الواقعة في منحدر جبل أغدابان ، عند السفح الجنوبي لسلسلة جبال موروفداغ ، على بعد 36 كم شمال شرق مركز المنطقة.

 

في ليلة 7-8 أبريل 1992 ، هاجمت العصابات الارمينية المسلحة وبدعم من القوات المسلحة الأرمينية في منطقة قره باغ الاذربيجانية قريتي أغدابان وتشاي غوفوشان في منطقة كلباجار ، واعتدى الأرمن على بلدة شابار المجاورة لقرية أجدابان ليلاً ، وحولوا أرض دادا شمشير بأغدابان المكونة من 130 مزرعة إلى خوجالي الثانية. سكان تلك القرى الذين لم يكن لديهم اية اخبار عن الهجوم للعصابات الارمينية لقراهم، هرب القرويون من بطش الوحشي للارمن حفاة الأقدام وعراة في الغابات والجبال المغطاة بالثلوج في تلك الفترة تم قتل وذبح القرويين الذين بقوا يدافعون عن قريتهم .حيث ارتكبوا جريمة إبادة جماعية بقتل المدنيين بأبشع الطرق ، من دون التفريق بين  المسنين والنساء والأطفال والعجز حيث تعرض 779 من سكان  القريتين للاضطهاد والتعذيب الغير الانساني ، في ليلة واحدة ، تم قتل 67 من سكان القرية الابرياء وأحرِق 8 اشخاص من المسنين باعمار بين  90-100 عاما وكذلك ذبح واحرق بدم بارد طفلان و7 نساء وهم أحياء، وفقد شخصان ، وأصيب 12 شخصًا بجروح خطيرة و أخذ 7 اشخاص من سكان القرية كرهائن. وكان خمسة عشر من سكان القرية من عائلة دادا شمشير ضحايا هذه المأساة الغير الانسانية.في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثامن ، قُتل ستة مقاتلين من الكتيبة المحلية الذين جاءوا للإنقاذ سكان القرية.

 

 

كانت مأساة أغدابان إشارة إلى حرب كبيرة بدأها الأرمن ليس فقط ضد منطقة كلباجار ، ولكن في الواقع ضد أذربيجان بأكملها . وإن إبقاء القرية في أيدي الأرمن سيؤدي إلى كوارث غير مرئية ويسهل احتلال القرى الأخرى. وسيؤدي ذلك إلى الاستيلاء على طريق موروف من قبل الأرمن وبالتالي إلى تدمير المنطقة بأكملها وحصار سكانها البالغ عددهم 52000 نسمة.

أحرق الجلادون الأرمن المواطن الاذربيجاني المسلم قربانوف قولو شبار أوغلو حفيد دادا شمشير البالغ من العمر 28 عامًا في نار ، وأطلقوا النار على والده جمالي أمام الطفلة أولفيا البالغه من العمر 8 سنوات ، ودفنوه حياً في بئر . كل ذلك لم يترك أهالي قرية أغدابان الصامدة، الذين عانوا من اجرام القوات المسلحة الارمينية مصاعب المأساة من قتل وتدمير منازلهم ، لم يغادروا قراهم بل بقوا صامدين امام الاحتلال الغاشم.

 

ومع ذلك،عندما هاجم العصابات والانفصاليون الأرمن بدعم من القوات المسلحة الارمينية منطقة كلباجار بدأوا جرائمهم ضد الانسانية مرة أخرى من قرية أغدابان وكانت ذلك بمثابة الاحتلال مرة ثانية لهذه القرية المنكوبه في 26 مارس 199 والتي كانت تعتبر من أجمل المناطق في أذربيجان ، غنية بمواردها الطبيعية المختلفة. حاصر القوات الارمينية لمنطقة كالباجار بالكامل من جميع الجهات واحتلاله وبسط سيطرتها تماما في 2 أبريل 1993من قبل العصابات الانفصالية والقوات المسلحة الأرمينية وطرد جميع سكان الذين بقوا فيها .

 

نتيجة الاحتلال قتل 220 شخصا (مدنيا) وفقد 321 أو أخذوا كرهائن.وكانت أسوأ الخسائر في الأرواح في قرية بشليبيل التي تبعد 64 كلم عن كالباجار  حيث قتل 28 شخصا من سكان القرية على أيدي الأرمن خلال الليل، و أسروا 18 شخصا، و بعد المعاناة الشديدة من الحصار التي دامت أربعة أشهر جلب 17 شخص إلى مدينة كانجة.وهكذا ، تم تدمير كالباجار ، وفي 2 أبريل 1993 ، أصبحت 707 من مخيمات اللجوء في 56 مقاطعة في جمهورية أذربيجان مخيمات مؤقتة لسكان منطقة كالباجار.

 

كان احتلال الأرمن لقرية أغدابان ليس فقط لمكانتها الاستراتيجية فقط ، ولكن أيضًا باعتبارها مهد البيئة الثقافية والأدبية لكالباجار. لم يرتكبوا مجزرة وإبادة جماعية في أغدابان فحسب بل تم تدمير المعالم التاريخية والمعمارية والثقافية على يد القوميين والانفصاليين الأرمن وبدعم من القوات المسلحة الارمينية حيث ارتكبوا جرائم ضد البشرية بحق سكان أذربيجان في مختلف مناطق البلد في خوجالي وباشلي بيل وباللي قايا وأغدابان وميشالي وجميلي وقوشجيلار ومالي بيكلي وغيرها ,حيث احرقوا الاخضر واليابس في هذه القرى ودمروا المعالم التاريخية والمعمارية والثقافية وتعرضت الأضرحة والمقابر للإهانة والتدمير في تلك المناطق وذلك لطمس هويتها التاريخية والاسلامية .

 

واستمرارًا لسياسة التخريب والتدمير التي ارتكبتها العصابات و قطاع الطرق والانفصاليين الأرمن ضد التراث الثقافي لأذربيجان، وأبيدت ونهبت مخطوطات سيد الشعر الأشوغ الأذربيجاني الكلاسيكي عاشق غوربان أغدابانلي وابنه عاشق دادا شمشير احد أرباب الشعر الارتجالي العاشق.

لقدكان غوربان أغدابانلي الذي نشأ وترعرع في هذه القرية رفيق سلاح وحليفًا للقائد العظيم شاه إسماعيل خطاي الذي كان ينحدر من سلالة مسكين عبدال.هذه السلالة كانت شعلة الوطينة الاذربيجانية ومصدر الهام قومي وشعبي في هذه المنطقة وكانت دائما مصدر قلق وارعاج كبير للأرمن. لهذا السبب أحرقوا جميع مخطوطاته وابنه ، بعدما كانت لهم مساهمات غير مسبوقة في الأدب الأذربيجاني وهم كنز روحي لا يقدر بثمن للشعب الاذربيجاني ، كما أحرقوا المخطوطات للشعراء والأدباء الأذربيجانيين و دمروا التراث والارث الفني والثقافي بأكمله لتلك المنطقة. وصف الزعيم الراحل حيدر علييف هذه المأساة بانها مجزرة وجريمة ضد البشرية.

 

نظرًا لخصوصية وطبيعة مأساة أغدابان ، فإنها تتوافق تمامًا مع أحكام اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 9 ديسمبر 1948. لذلك، فإن هذه المأساة إبادة جماعية بموجب القانون الدولي يجب أن يعترف المجتمع الدولي بهذه المذبحة ضد السكان المدنيين الأبرياء في قرية أغدابان كجريمة إبادة جماعية ارتكبتها القوات المسلحة الارمينية. وفي حفل إحياء الذكرى الـ 21 لاحتلال منطقة كالباجار في 2 أبريل 2014 ، وجه ممثلو منطقة كالباجار الأذربيجانية نداءً إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فيما يتعلق بمجازر ومأساة أغدابان في منطقة كلباجار والمناطق الأخرى، وجاء في النداء أن الجرائم التي ارتكبها الجيش الأرمني في 8 أبريل 1992 في قريتي أغدابان وتشاي غوفوشان في كالباجار، وفي قرية باشليبيل في أبريل 1993 كانت بمثابة إبادة جماعية أخرى ضد الشعب الأذربيجاني يجب الاعتراف بها ومحاسبة المجرمين على جرائمهم المرتكبة بحق الابرياء الذين ضحوا بحياتهم دفاعا عن أرضهم وعرضهم .

 

في النهاية نالت جمهورية أذربيجان وشعبها على مدى سنوات عديدة الحرية والاستقلالية التي احتفظت بها في قلبها وروحها، تم رفع علم جمهورية أذربيجان ذات الألوان الثلاثة، جنبًا إلى جنب مع أعلام الدول المتحضرة وحررت الأراضي المحتلة في معارك الشرف والعزة في حرب قره باغ الثانية، وبالقبضة الحديدية للقوات المسلحة الاذربيجانية بقيادة المظفر الرئيس إلهام علييف، وبدعم الاشقاء والاصدقاء حررت هذه المناطق من المحتل الارميني الغاشم.

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *