شبكة طريق الحرير الإخبارية/
باسم فضل الشعبي
رئيس الفرع اليمني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين اصدقاء وحلفاء الصين
سلطنة عمان هذا البلد الجميل، هو أحد أعمدة الحضارة الإنسانية القديمة في جنوب الجزيرة العربية ، ارض اللبان والبخور ، ومنه كانت تمر القوافل شرقا و غربا ، له ارتباط وثيق باليمن حضاريا وتاريخيا ،ومنذ اللحظات الأولى لميلاد فجر الإنسانية الاول على الارض.
كل منا يتوق لزيارة هذا البلد المدهش والعظيم ، واذ نحن اليوم في اطراف اليمن الشرقية ، وتحديدا في محافظة المهرة، التي يرتبط أهلها وسكانها بسلطنة عمان ارتباطا وثيقا ، فإنه لم يتبقى أمامنا إلا كيلوا مترات لنكون في صلالة، حيث موسم الخريف الرائع ، أو في مسقط ، حيث الحراك السياسي الدائر حول الملف اليمني.
صلالة إحدى ولايات محافظة ظفار العمانية في اجمل حلتها هذه الايام ، فهي تشهد موسما سنويا جميلا يسمى موسم “خريف صلالة” ، يبدأ في يوليو وينتهي في أواخر سبتمبر ، تعيش فيه المنطقة أجواء طبيعية جاذبة ، حيث تكتسي الجبال والوديان بالإخضرار ، وتجري فيها العيون والشلالات والأنهار ، ويهطل المطر بشكل مستمر من السماء في صورة رذاذ غير متوقف ، ورذاذ ونسمات باردة تأتي ايضا من البحر ، لتشكل لوحة طبيعية من الابداع الرباني الجميل والأسر للقلوب والعقول.
في مسقط ، حراك سياسي مستمر حول الملف اليمني ، وساطات ومشاورات مستمرة لإيجاد نافذة في جدار الأزمة اليمنية ، حرب مستمرة منذ عقد ونيف لابد لها أن تنتهي، ويعود اليمن كما كان وافضل في سلام ووئام واستقرار وتنمية.
دول الخليج العربي معنية أكثر من غيرها بإيجاد حلول للأزمة اليمنية ، وفي المقدمة سلطنة عمان ، أحد اللاعبين الرئيسيين في هذا الملف المهم، فليس من مصلحة عمان وقيادتها الحكيمة ، أن تظل الأزمة اليمنية عالقة بلاحل ، أو أن يتدهور الوضع في اليمن الجار إلى ما هو أسوأ مما هو عليه.
امنك من امن جارك ، ومصلحتك لا تتحقق إلا في إطار تحقق مصالح الآخرين المشروعة ، اعتقد ان القيادة العمانية الحكيمة، بقيادة السلطان هيثم بن طارق، تدرك هذا الأمر جيدا أكثر من غيرها ، وبالتالي اتوقع اننا سوف نرى في قادم الأيام مواقف أكثر حسما وجدية في الملف اليمني ، وستكون العاصمة العمانية مسقط ، هي نافذة وبوابة الحل النهائي للأزمة اليمنية باذن الله.
وفي محافظة المهرة اليمنية المجاورة لعمان، يتدهور الوضع ايضا ، فلا ميناء نشطون يعمل، ولا مطار الغيضة مسموح له أن يتحرك ، لذا تعيش المحافظة أوضاعا اقتصادية ومالية صعبة ومعقدة، ونعلم أنه قد لايكون لعمان يد في ذلك ، ولكن ما نرجوه هو أن يكون هناك تواصل وتدخل أو تشاور مع “التحالف” لإعادة هذه المنشآت إلى العمل ، فمن غير الطبيعي أن تظل أعمدة الاقتصاد الوطني في المهرة متوقفة، بينما هناك شعب يجوع، ووضع ينهار .