أذرتاج
عقد اجتماع القمة الـ17 لمنظمة التعاون الاقتصادي في مدينة خانكندي الأذربيجانية المحررة من الاحتلال الأرميني يوم الجمعة 4 يوليو 2025.
وقبل الاجتماع رحب رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف برؤساء الدول والحكومات والوفود المشاركين في القمة.
ثم التقطت صور تذكارية.
وألقى الرئيس إلهام علييف كلمة في اجتماع القمة.
كلمة الرئيس إلهام علييف:
– رؤساء الدول والحكومات المحترمون،
مشاركو اجتماع القمة المحترمون،
أهلا وسهلا بكم في قراباغ بمدينة خانكندي أرض أذربيجان القديمة، للاشتراك في اجتماع القمة الـ17 لمنظمة التعاون الاقتصادي.
وأبلغ شكري كازاخستان على توليها رئاسة المنظمة بنجاح.
وهذه هي المرة الثالثة التي تستضيف أذربيجان اجتماعات القمة للمنظمة حيث نظمت اجتماعي القمة عامي 2006م و2012م بالعاصمة باكو.
وتنظيم اجتماع القمة اليوم في قراباغ بمدينة خانكندي يحمل معنى خاصا وقد جرى تنظيم مثل هذه الفعاليات الدولية المهمة في أراضينا المحررة من الاحتلال الأرميني وأود أن أشير إلى استضافة شوشا فعاليات مجلس وزراء المنظمة عام 2023م واجتماع القمة الغير رسمي لمنظمة الدول التركية عام 2024م واجتماع القمة الثلاثي لزعماء أذربيجان وتركيا وباكستان شهر مايو العام الحالي في لاتشين.
واليوم يعقد اجتماع القمة للمنظمة في خانكندي لدى مركز المؤتمرات حديث الإنشاء.
وتجرى في الوقت الحاضر أعمال إعادة البناء والإعمار والإنشاء والإصلاح والتأهيل واسعة النطاق على جميع أراضي قراباغ وزنكزور الشرقية المحررة من الاحتلال الأرميني.
وقد سبق أن احتلت أرمينيا حوالي 20 في المائة من أراضي أذربيجان خلال مدة الـ30 عاما وارتكبت جرائم التطهير العرقي وشردت وطردت اكثر من مليون مواطن أذربيجاني من مسقط رؤوسهم.
ولم يقبل أذربيجان شعبا ودولة أبدا واقع الاحتلال حيث كنا نبلغ مرارا وتكرارا أرمينيا والدول التي كانت تقف وراءها أن أرمينيا إذا لم تنسحب من الأراضي المحتلة طواعية فنستعد سلامة أراضينا بالطريق العسكري وللأسف على عدم أخذ أرمينيا ورعاتها إنذاراتنا على محمل الجد فأصبحن من النادمين في نهاية المطاف.
وقد حررت أذربيجان خلال حرب الـ44 يوما الوطنية اكثر من 300 منطقة سكنية من المدن والقرى بتدمير قوات أرمينيا في ميدان القتال إلى أن اضطرت أرمينيا إلى توقيع وثيقة الاستسلام في 10 نوفمبر عام 2020م.
ومحت أرمينيا خلال فترة احتلالها مدننا وقرانا وآثارنا الثقافية والدينة من على وجه الأرض حيث دمرت 65 مسجدا من إجمالي 67 مسجدا مع إصابة المسجدين الآخرين بخسائر جسيمة واستخدمت لتربية الحيوانات والخنازير والأبقار فيهما سعيا منها إلى إهانة دين الإسلام المبين والعالم الإسلامي.
كما تعرضت مدافننا ومقابرنا للهمجية والتخريب والتدمير مع نهب وسلب أحجار المقابر لنقلها إلى أرمينيا.
وجلبت اللجنة الخاصة المؤلفة من المؤسسات العامة خبراء أجانب من أرباب الشأن إلى فعاليات تقييم مدى ونطاق الأضرار والخسائر التي ألحقت أرمينيا بأراضي أذربيجان خلال فترة الاحتلال واتضح أن الرقم تزيد عن 150 مليار دولار.
وقد زرعت أرمينيا أكثر من مليون لغم مختلف في أراضينا وأصبح نحو 400 مواطن ضحايا انفجارات الألغام حتى اليوم من الحرب الوطنية وبعضهم لقوا مصرعهم وبعضهم الآخر أصيبوا بجروح مختلة الخطورة.
وتبني أذربيجان في الوقت الحاضر مساكن جديدة من المدن والقرى على الأراضي التي جلعتها أرمينيا عاليها سافلها تماما ويجري تنفيذ برنامج العودة الكبرى وقد ضمنّا عودة اللاجئين السابقين إلى 16 مدينة وقرية إلى اليوم ويقيم ويعمل ويتعلم في الأراضي المحررة من الاحتلال أكثر من 50 ألف شخص في الوقت الحاضر.
وضمان حقوق الأذربيجانيين الغربيين المطرودين من أرمينيا يحمل أهمية كبيرة أيضا ونشيد تبني القرار الذي يدعم حقوق عودة الأذربيجانيين المطرودين قسرا من أرمينيا والذي صدر بالإجماع للبلدان الأعضاء الـ57 لدى منظمة التعاون الإسلامي في اجتماعها الوزاري المنعقد في إسطنبول الشهر الماضي.
كما أن بيان إسطنبول الختامي لنتائج المجلس الوزاري يثبت بجانب القرار المشار إليه حق الأذربيجانيين المطرودين من أراضي أرمينيا الحالية في العودة ويندد امتناع أرمينيا من الحوار مع جماعة أذربيجان الغربية.
وتواصل الجهود الرامية إلى ضمان عودة الأذربيجانيين الغربيين إلى مسقط رؤوسهم الواقعة في أرمينيا ضمانا سلميا.
أيها السيدات والسادة،
كانت أذربيجان وما برحت مشاركا فاعلا في فعاليات المنظمة وعلاقاتنا مع أعضاء المنظمة تتطور بنجاح.
ونظمت العام الماضي ولأول مرة في فضاء منظمة التعاون الاقتصادي فعاليات الكوب29 وقد حضر المؤتمر 197 بلد وزعماء 70 دولة وحكومة مع إجمالي 77 الف مشارك مسجل.
وكانت الإنجازات المحرزة في المؤتمر عبارة عن زيادة المساعدة المالية للبلدان النامية من 100 مليار دولار إلى 300 مليار دولار وتشغيل صندوق الخسائر والأضرار والاتفاقات على أسواق الكربون.
وتنظم هذا العام ولأول مرة أسبوع منظمة التعاون الاقتصادي بمبادرة أذربيجان وقد نظمت في شوشا منتدى الأعمال للمنظمة ومنتدى الشباب في أغدام ومنتدى النساء في لاتشين والمشاركون في المنتدى يلقون تقارير حول الأعمال المنجزة اليوم.
والأعمال الخاصة بضمان بدء فعاليات مركز البحوث ومركزي الطاقة النظيفة لدى المنظمة والواقعين في أذربيجان مستمرة.
وأعرب عن الشكر على مناداة مدينة شوشا بعاصمة السياحة لمنظمة التعاون الاقتصادي عام 2026م.
وتكسب المسائل المطروحة للنقاش اليوم هنا من اجل تعميق التعاون الاقتصادي أهمية خاصة وفيما يخص أذربيجان فثمة بيئة استثمارية إيجابية للغاية في بلدنا وقد استثمرت نحو 350 مليار دولار في اقتصاد أذربيجان خلال الـ20 عاما الأخيرة والنصف منها من الاستثمارات الأجنبية.
وتضمن أذربيجان اليوم أمن طاقة عدد كبير من البلدان وتصدر الغاز الطبيعي إلى 12 بلدا عبر خطوط أنابيب الغاز المختلفة ونحتل المراكز الأولى اليوم عبر العالم من حيث هذه المؤشرات.
وتمر ممرات الشرق الغرب والشمال الجنوب من خلال أراضي أذربيجان وتستفيد غالبية البلدان الأعضاء لدى المنظمة من هذه الممرات.
أيها الأصدقاء الأعزاء،
أنا وطيد الثقة في أن تكون مناقشاتنا اليوم مثمرة وتضيف مساهمتها الإيجابية في مزيد من تنمية التعاون بين بلداننا.
وشكرا لكم.
…..
ثم ألقى الرئيس الأوزبكستاني شوكت مير ضيايف كلمة بصفته رئيس اجتماع القمة الـ16 للمنظمة.
ثم استمرت القمة بالاستماع إلى كلمات أخرى.
ثم قال الرئيس إلهام علييف مختتما فعاليات اجتماع القمة:
– الأصدقاء الأعزاء،
يختتم اجتماع القمة الـ17 لمنظمة التعاون الاقتصادي.
وأعرب عن شكري لكل واحد منكم على مشاركتكم في اجتماع القمة هذا وآرائكم ومقترحاتكم.
وقد تحول اجتماع القمة في خانكندي إلى نموذج بارز آخر لصداقتنا.
وأنا وطيد الثقة في أن الآراء والمقترحات المطروحة ستخضع للتعميم من طرف الأمانة وسيتم أخذها بعين الاعتبار في فعاليات المنظمة اللاحقة ومن ضمنها تحرير وثيقة تنمية للفترة ما بين 206-2035م.
وأتقدم بالشكر للأمين العام السيد أسد خان والأمانة لمنظمة التعاون الاقتصادي على الدعم المقدم لتنظيم اجتماع القمة وكذلك منتدى الأعمال ومنتدى الشباب ومنتدى النساء.
وفي الختام أرفع الشكر لمشاركي المنتديات والمقررين الذين ساهموا في أسبوع منظمة التعاون الاقتصادي.
وبذلك يعلن عن اختتام اجتماع القمة وأتقدم مرة أخرى بشكري الجزيل لكل واحد منكم وشكرا جزيلا.