شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم: ليو تشاو صحفية صينية في مجال الاقتصاد والعلاقات الدولية
أشاد الرئيس الصيني شي جين بينغ بدور دول بريكس واعتبرها “الصف الأول في الجنوب العالمي”. وفي مواجهة العالم المتغير، نشأت آلية تعاون بريكس مع صعود جماعي للدول النامية والأسواق الناشئة، لتكون في مقدمة العصر. وأكدت وزارة الخارجية الصينية أن آلية تعاون بريكس هي أهم منصة للتضامن والتعاون بين الأسواق الصاعدة والبلدان النامية، وتعد الآلية أيضا قوة مهمة في السعي نحو عالم متعدد الأقطاب يتسم بالمساواة والنظام، وتعزيز عولمة اقتصادية شاملة ومفيدة للعالم أجمع.
ومع الأهمية البالغة لبريكس، سيقوم رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانغ، بزيارة إلى البرازيل تمتد من 5 حتى 8 يوليو لحضور قمة بريكس الـ17 في ريو دي جانيرو، تلبية لدعوة وجهت إليه، وسيقوم لي بزيارة رسمية إلى مصر تمتد من 9 حتى 10 يوليو تلبية لدعوة من رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي.
بهذا الصدد، أشارت الصين إلى أنها تتطلع إلى العمل مع جميع الأطراف لتعزيز الشراكة الاستراتيجية لبريكس، وتقديم إسهامات في التمسك بالتعددية وتعزيز التنمية المشتركة وتحسين الحوكمة العالمية، وتعزيز التنمية عالية الجودة للتعاون في إطار بريكس الكبرى.
وبمناسبة عقد قمة بريكس الـ17، أريد أن أوضح هنا اسهامات بريكس في عالمنا هذا:
أولا، دول بريكس هي العمود الفقري للتنمية الاقتصادية في العالم. مع انضمام فيتنام رسميا إلى مجموعة بريكس كدولة شريكة، شكلت عائلة بريكس نمطا جديدا من “11 زائد 10″، أي 11 دولة عضوا و10 دول شريكة. وبالتالي تم ترقية أهمية آلية بريكس، وتم إثبات جاذبيتها وتأثيرها عالميا. تغطي “مجموعة بريكس الكبرى” حاليا دول مهمة في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط، ما يمثل نصف سكان العالم، و30 في المائة تقريبا من إجمالي الاقتصاد العالمي، وتساهم المجموعة بأكثر من 50 في المائة من النمو الاقتصادي العالمي، لتصبح قوة متنامية على المسرح الدولي. وتستخدم “مجموعة بريكس الكبرى” مزاياها للموارد الاستراتيجية مثل الغذاء والطاقة والمعادن لتأسيس التحالفات التعاونية في مجال الطاقة وبناء مجمع للأمن الغذائي وأخذ زمام المبادرة للمعادن الرئيسية، حيث لاحظ العالم إمكانات تنمية هائلة وإمكانات نمو قوية لبريكس.
ثانيا، دول بريكس هي حارس الاستقرار العالمي: في السنوات الأخيرة، شهدنا أن الأوضاع العالمية متغيرة والبيئة الدولية متقلبة وعدم اليقين العالمي آخذ في الازدياد. ومع ذلك، بعض البلدان المتقدمة ما زالت تسعى إلى تحقيق مصالحها الخاصة وكانت مترددة في الوفاء بوعودها بالإصلاح والحوكمة العالمية. وتحت هذه الظروف، اتحدت دول الجنوب العالمي وصاعدت ككتلة واحدة مع دول بريكس كمحورها، حيث تلعب دول بريكس دورا بارزا في ترأس الدول النامية في الحفاظ على الأمن والاستقرار العالميين، حتى يتسنى لعدد أكبر من البلدان أن تتقاسم مكاسب التنمية المشتركة.
ثالثا، دول بريكس في طليعة تنمية العصر: تتماشى أهداف بريكس مع تطور العصر المتمثل في التنمية المشتركة والعولمة الاقتصادية، وتلتزم دول بريكس بتعزيز بناء نظام عالمي أكثر عدلا وإنصافا. وفي الوقت الذي تشهد فيه البيئة الدولية مضطربة ومتغيرة عميقة، تمارس دول بريكس بنشاط رؤية الأمن المشترك والشامل، وتتبع بحزم مسار التنمية الخضراء والمستدامة، وتلتزم بمبدأ التشاور المكثف، والبناء المشترك والمنافع المشتركة، وتقود إصلاح الحوكمة العالمية على أساس مفاهيم العدالة والانفتاح والشمولية. والأهم من ذلك، من خلال التعاون الوثيق داخل بريكس، زادت حدة التوحيد بين دول الجنوب العالمي وأصبح صوت هذه الدول مسموعا على الساحة الدولية ويكون شعوبها أكثر ثراء، بعيدين عن الهيمنة والقمع، وتمضي مجموعة بريكس بخطوات ثابتة نحو بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.