Tuesday 1st July 2025
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

في الذكرى الرابعة بعد المائة لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني .. تفرض الصين إرادتها في جنيف 

منذ 11 دقيقة في 01/يوليو/2025

شبكة طريق الحرير الإخبارية/

 

في الذكرى الرابعة بعد المائة لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني .. تفرض الصين إرادتها في جنيف 

كتبت/ منال علي* 

 

أتى الاتفاق التجاري بين الصين وأمريكا، للتأكيد على العمل الدؤوب والمتواصل لرفعة الصين مع التشديد على الحفاظ على مباديء الحزب الوطنية الراسخة للعمل بثبات ونجاح نحو حفظ الكرامة الإنسانية ورفعة مكانة الوطن والمواطن بما يتوافق مع مباديء الصين الشعبية الراسخة. لكن ومن سوء الحظ أن يقابل ذلك نوعاً من الكوميديا السوداء على الجانب الآخر من الأطلنطي، والتي يلعب فيها الرئيس الأمريكي ترامب دور البطولة وهو يحاول أن يظهر نفسه كوسيط بين روسيا وأوكرانيا وبين إسرائيل وغزة، ويظهر أنه محاور إستراتيجي مع إيران والحوثيين، أو أنه يؤدب من يحاول الوقوف ندا له، تماماً كما يفعل مع أوروبا، التي لم يتبقى فيها معارضاً لهوسه بالهيمنة سوى أسبانيا، التي يراها خبراء السياسية الدولية، أخر قلاع المقاومة في أوروبا لمحاولاتها النجاة من عمليات تقليم الأظافر للقارة العجوز التي ينتهجها ترامب في تعامله معها عسكرياً واقتصادياً. ومن خارج أوروبا تأتي كندا، التي سبق وأشار إليها ترامب واصفاً إياها بأنها الولاية رقم واحد وخمسين الأمريكية.

 

لكن .. يختلف الأمر كثيراً عندما يستحضر ترامب في عقله دولة الصين الشعبية، حيث يتبدل الحال تماماً، وتترابط خيوط القوة المتصاعدة في كافة المجالات الاقتصادية لبكين، فهو يعرف كيف تغيرت وتبدلت الخيارات،  بحيث لم يعد التكبر والزهو القومي الباهت والمنضويان على انهيار اقتصادي امريكي وشيك، يجديان نفعا، خاصة في ظل محاولته فرض واقع يراه ترامب وحده ضرورياً، للحفاظ على هيمنة الولايات المتحدة وانتزاع حقوقاً ليست له عن طريق فرض واقع غير منصف على الصين. وجاء ذلك بعد أن باءت محاولاته الهجومية بفرض رسوماً جمركية جائرة علي بكين، أسماها هو بالتعريفة الجمركية المتبادلة، بالفشل الذريع. واعتبرتها الصين تنمرا اقتصاديا غير مقبول بل ويستلزم الرفض القاطع البات.

 

على عكس توقعات ترامب قصيرة النظر، لم تجلب تلك السياسة الاقتصادية غير العادلة سوى مزيداً من الفشل، فوجد نفسه غير قادر على فعل شيء سوى محاولة تبرير فشله، باتهام الأطراف بعدم الجدية في التفاوض أو الحوار. إلا أن تلك الحجة لم تؤتي ثمرها مع الصين التي أجبرته على الجلوس على طاولة المفاوضات بعد استجداء التواصل مع المسؤولين الصينيين كثيراً حتى استجابت بكين للأمر أخيراً بما يليق بمكانة الصين الرفيعة إقليميا ودوليا.

لأن الحقيقة هي أن بكين تصر على تحقيق أهدافها بهدوء ودقة، بينما تتعقد الأمور أكثر وأكثر بالنسبة لأمريكا، كما يتضح من تدني وانخفاض سعر صرف الدولار، فضلاً عن تذبذب الناتج القومي الإجمالي وسوء العلاقة بين ترامب ورئيس الفيدرالي الأمريكي مما يعكس بوادر أزمة اقتصادية واجتماعية تلوح في الأفق داخل أمريكا. لتبدو الأوضاع الاقتصادية في الداخل الأمريكي بعكس الصورة التي يحاول ترامب تصديرها للخارج بأنه يحكم قبضته على ما يجري بينما الحقيقة تظهر حقيقة مغايرة لما يراد إظهاره.

 

إن الرئيس المرتبك دونالد ترامب، كطرف في الاتفاق التجاري بينه وبين الصين، ظل يعرف عن نفسه بأنه من يقود ذلك الاتفاق، إلا أنه لم يفعل شيئاً سوى تصحيح مسار اجباري كان لزاماً عليه اتخاذه كخطوة أساسية لتدارك خطأ ارتكبه عمداً بمحاولة التأسيس الهلامي لما أسماه ب”التعريفة الجمركية المتبادلة”

 

فخرج الاتفاق التجاري في جنيف للنور  للتأكيد على أن الصين تعمل دائماً وفقاً لمبدأ win_win أو رابح- رابح مع أميركا، أو أي شريك تجاري أخر سواء أكان شريكاً إقليمياً أو دولياً، وكما وعدت فيما يخص أمريكا بإعادة النظر في قيود المعادن النادرة.

وكشفت أنها أكدت بشكل أكبر تمسكها بمبدأ الشفافية والنزاهة من خلال تفاصيل إطار عمل تجاري مع الولايات المتحدة خلال الأيام الماضية، تماشياً مع التصريحات التي أدلى بها وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك في وقت سابق بشأن اتفاق بين الولايات المتحدة والصين.

وكان قد أعلن متحدث باسم وزارة التجارة الصينية عن ذلك الاتفاق في بيان صدر بداية الأسبوع الحالي، مؤكداً أن الوزارة ستواصل الموافقة على تراخيص تصدير السلع الخاضعة للقيود.

وهكذا تم الاتفاق بين أميركا والصين، حسب لوتنيك الذي صرح إن الولايات المتحدة والصين أتمتا الاتفاق التجاري الذي توصلتا إليه الشهر الماضي في جنيف، وأن البيت الأبيض لديه خطط وشيكة للتوصل إلى اتفاقات مع مجموعة من 10 شركاء تجاريين رئيسيين.

ويوثق الاتفاق مع الصين، الذي أشار لوتنيك إلى أنه وُقّع منذ عدة أيام، الشروط التي جرى التوصل إليها خلال المحادثات التجارية بين بكين وواشنطن، ومن بينها التزام من الصين بتوريد المعادن الأرضية النادرة، المستخدمة في كل شيء، بدءاً من توربينات الرياح ووصولاً إلى الطائرات النفاثة. مقابل خفض التعريفات الجمركية بنسب منخفضة تماماً مقارنة لما أقره ترامب في بداية التصعيد لحربه التجارية على الصين والعالم، لكن حكمة ومثابرة القيادة الصينية قدمت نموذجا رائعا في الصمود وحسن إدارة الأزمة لإحباط سعي ترامب الظالم نحو توثيق تنمرا اقتصاديا معيبا، ونجحت في التوصل لاتفاق تجاري عادل يؤسس بثبات لقاعدة تعامل تسمح لكلا الطرفين بالوقوف على مساحة واحدة من التبادل والتكامل. وهو الأمر الذي يعد انتصارا كبيرا لدولة الصين الشعبية ذات المكانة الاقتصادية والدولية المميزة كقطبا صلباً يصعب على الآخرين المساس به أو بحقه.

ولفتت وزارة التجارة الصينية في البيان إلى أن بكين “ستراجع وتوافق على طلبات تصدير السلع الخاضعة للقيود وفقاً للقانون، وأن الجانب الأميركي سيلغي التدابير التقييدية”.

وفي إشارة إلى الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الأميركي ونظيره الصيني شي جين بينغ في الخامس من يونيو، أكدت الوزارة أنه يجب على الدولتين العمل معاً لتعزيز التنمية المستقرة للعلاقات الاقتصادية والتجارية.

في نهاية الأمر الذي تم بجرأة تحسب لبكين التي أربكت أمريكا المصدومة بقوة الصين الحقيقية، جاءت الرياح بما اشتهته سفينة بكين فعادت الأمور إلى نصابها الصحيح وألجمت طموحات ترامب الجامحة وغير المنطقية.

وفي الأول من يوليو/ تموز بينما تحتفل الصين بمرور العام الرابع بعد المائة (١٠٤) على تأسيس الحزب الشيوعي الصيني، يلمع في الأثناء نجم الصين كواحدة من أهم دول العالم وتبرز مكانتها كقطب صلب لا ينافس اقتصاديا وتجاريا فقط، كونه يعد ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، إلا أنه أيضا أصبح ينافس على ملء فراغاً سياسياً يرتكز على مباديء إنسانية عتيقة ورفيعة بقوة عملت الولايات المتحدة الأمريكية للأسف، عمداً، على نسفها. من ناحية أخرى، تبرز أدوار بكين الإيجابية من خلال مواقفها السياسية المتوازنة بالسعي نحو التوسط لاتفاقيات سلام بالشرق الأوسط وغيره للم شمل الفرقاء من أجل إعادة الوحدة والاستقرار الذي من شأنه أن يحقق الأمن العام والهدوء في كل أنحاء العالم. ومن هنا وفي الذكرى التأسيسية ال١٠٤ للحزب الشيوعي الذي تأسس عام ١٩٢١ نتمنى عاماً سعيداً مليء بالخير والسلام وأن يعم الأمان والاستقرار للصين كلها والعالم أجمع.

 

*منال علي- صحفية مصرية.

 

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *