Monday 28th April 2025
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

التطلع إلى المستقبل في عالم مضطرب:  الإنجازات المتعددة لمبادرة “الحزام والطريق” بين الصين والدول العربية

منذ 3 ساعات في 28/أبريل/2025

شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

 

التطلع إلى المستقبل في عالم مضطرب: 

الإنجازات المتعددة لمبادرة “الحزام والطريق” بين الصين والدول العربية

 

بقلم: ريماس الصينية 

صحفية في CGTN العربية

 

 

يشهد العالم اليوم تغيرات كبرى غير مسبوقة منذ قرن من الزمان، مع تصاعد الأحادية والحمائية، واحتدام النزاعات الجيوسياسية، ومواجهة التعافي الاقتصادي العالمي تحديات جسيمة. في ظل هذا الوضع المعقد، تواصل الصين التمسك بسياسة الانفتاح على الخارج كخيار استراتيجي أساسي، ليس فقط لدفع تنميتها الخاصة، بل أيضا لضخ زخم جديد في التعاون الدولي وتحقيق المكاسب المشتركة. ومنذ إطلاق مبادرة “الحزام والطريق”، تعزز التعاون بين الصين والدول العربية باستمرار، ليصبح نموذجاً بارزاً للتعاون بين بلدان الجنوب على الساحة الدولية.

في إطار التعاون لبناء “الحزام والطريق”، تمسك الجانبان بمبادئ “التشاور المشترك، البناء المشترك، والمنفعة المتبادلة”، مما أدى إلى تعزيز الثقة السياسية المتبادلة، وتحقيق نتائج مثمرة في التعاون العملي، وتوسيع نطاق التبادلات الثقافية والإنسانية. يسلط هذا المقال الضوء على الإنجازات الملموسة للتعاون الصيني العربي، من خلال استعراض سياسة الانفتاح الصينية ومبادرة “الحزام والطريق”.

 

التوسع المستمر للانفتاح الصيني

 

يشكل الانفتاح سمة بارزة للصين المعاصرة. فمنذ عام 1978، انطلقت الصين في مسيرة الإصلاح والانفتاح عبر إنشاء مناطق اقتصادية خاصة، ومدن ساحلية مفتوحة، ومناطق تجريبية للتجارة الحرة، مما أسهم في بناء نمط انفتاح شامل ومتعدد المستويات والأبعاد.

وفي العصر الجديد، مضت الصين قدماً في تعميق الانفتاح من خلال تقليص القائمة السلبية للاستثمار الأجنبي، وتنفيذ اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (RCEP)، والتقدم بطلب الانضمام إلى اتفاقية الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ (CPTPP)، مما رفع مستوى تحرير التجارة وتسهيل الاستثمار.

وفي الوقت ذاته، أطلقت الصين مشروع ميناء هاينان للتجارة الحرة، وسعت إلى بناء سوق وطنية موحدة، وتهيئة بيئة أعمال من الطراز العالمي. هذه الإجراءات تعكس التزام الصين بانفتاح أوسع وأعمق، مما يضخ قوة دافعة قوية في النمو الاقتصادي العالمي، ويوفر فرصاً أرحب لتعزيز التعاون الصيني العربي.

 

مبادرة “الحزام والطريق”: ربط الأحلام وتحقيق المكاسب المشتركة

 

في عام 2013، طرحت الصين مبادرة “الحزام والطريق” بهدف تعزيز التواصل السياسي، وترابط البنية التحتية، وانسياب التجارة، وتدفق رؤوس الأموال، والتواصل بين الشعوب، عبر بناء منصة تعاون دولي منفتحة وشاملة ومربحة لجميع الأطراف.

حتى الآن، وقعت أكثر من 150 دولة وأكثر من 30 منظمة دولية اتفاقيات تعاون مع الصين. وتُعد الدول العربية شريكاً طبيعياً لمبادرة “الحزام والطريق”، حيث استجابت بحماس وشاركت بفعالية، مما جعلها قوة رئيسية في دفع المبادرة إلى الأمام.

 

وفي سبيل تعزيز التعاون، أُنشئت آليات متعددة الأطراف مثل منتدى التعاون الصيني العربي. وفي أبريل 2025، انعقدت الدورة الحادية عشرة لمؤتمر رجال الأعمال الصينيين والعرب في مقاطعة هاينان الصينية، تحت شعار “بناء خمسة أنماط من التعاون وتسريع بناء مجتمع مصير مشترك”.

جمع المؤتمر ممثلين من الحكومات والقطاعات الاقتصادية والمالية من الجانبين، وتم خلاله تبادل وجهات النظر حول التجارة والاستثمار، والاقتصاد الأخضر منخفض الكربون، والاقتصاد الرقمي، والذكاء الاصطناعي. كما أُبرمت عدة اتفاقيات تعاون، مما عكس الزخم القوي للتعاون العملي والمنفعة المتبادلة بين الصين والدول العربية في إطار المبادرة.

 

مجالات التعاون بين الصين والدول العربية

 

1. البنية التحتية: مد جسور المستقبل

حقق التعاون الصيني العربي في مجال البنية التحتية إنجازات ملحوظة، حيث شاركت الشركات الصينية بنشاط في مشروعات بناء الموانئ والسكك الحديدية والطرق وشبكات الكهرباء في الدول العربية، مما أسهم في دفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

في الإمارات العربية المتحدة، تولت شركة “تشاينا ميرشانتس بورت” مشروع توسعة ميناء خليفة، ما عزز قدرته اللوجستية وجعله مركزاً محورياً يربط بين الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.

وفي مصر، ساهمت شركة البناء الصينية في تطوير المنطقة التجارية المركزية للعاصمة الإدارية الجديدة، بما في ذلك بناء “برج الأيقونة”، الذي يُعد أعلى مبنى في الشرق الأوسط وأفريقيا بارتفاع يزيد عن 380 متراً، ليصبح معلما بارزا للتعاون الصيني المصري.

أما في الجزائر، فقد شاركت الشركات الصينية في تشييد الطريق السيار شرق ـ غرب الذي يمتد على طول 1216 كيلومترا، والذي يوصف بأنه “مشروع القرن”، مما سهل الحركة وعزز الترابط الإقليمي.

هذه المشروعات لم تقتصر على تحسين البنية التحتية فحسب، بل خلقت أيضاً فرص عمل واسعة ودربت الكفاءات المحلية، وأسهمت في دعم خطط التنويع الاقتصادي للدول العربية.

 

2. الطاقة: بين الشراكة التقليدية والتحول الأخضر

 

لطالما شكلت الطاقة محورا أساسيا للتعاون الصيني العربي. فالصين أكبر مستهلك للطاقة عالمياً، والدول العربية من أكبر موردي الطاقة، مما أرسى أساساً متيناً للشراكة بين الطرفين في مجالات النفط والغاز والطاقة المتجددة.

 

أقامت الشركات الصينية شراكات استراتيجية طويلة الأمد مع شركات مثل “أرامكو” السعودية و”أدنوك” الإماراتية، شملت استكشاف وإنتاج وتكرير النفط. وفي مجال الطاقة المتجددة، أنشأت الشركات الصينية محطات طاقة شمسية ضخمة، مثل محطة “سكاكا” في السعودية، وشاركت في بناء مشروع “نور أبوظبي”، أكبر محطة للطاقة الشمسية الأحادية في العالم. كما تقدم الصين تقنياتها المتطورة في مجالات طاقة الرياح والطاقة الشمسية والهيدروجين، لدعم الدول العربية في تحقيق أهداف التحول إلى الطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات الكربونية.

يتطور التعاون في مجال الطاقة من تجارة النفط التقليدية إلى شراكة متكاملة تقوم على الابتكار والاستدامة.

 

3. الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا المتقدمة: تشكيل تنافسية المستقبل

 

مع تسارع الثورة الصناعية الرابعة، عززت الصين والدول العربية تعاونهما في مجالات الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا المتطورة.

في قطاع الجيل الخامس (5G)، تعاونت شركات مثل “هواوي” و”زد تي إي” مع دول مثل السعودية والإمارات ومصر، لدعم بناء المدن الذكية وتعزيز البنية التحتية الرقمية. وفي التجارة الإلكترونية، سعت الصين إلى بناء “طريق الحرير الرقمي” بالتعاون مع الدول العربية، حيث توسعت منصات مثل “علي بابا” و”جينغ دونغ” في أسواق الشرق الأوسط. وفي مجال الذكاء الاصطناعي، أنشأت الصين والإمارات مركز التعاون الصيني العربي للبيانات الضخمة، مع تركيز مشترك على تطبيقات النقل الذكي، والرعاية الصحية الذكية، والتعليم الذكي.

تسهم هذه المبادرات في تعزيز القدرات الابتكارية للدول العربية، ودعم تحولها نحو اقتصاد مستدام قائم على المعرفة.

 

4. التعاون المالي: تمويل التنمية وتعزيز الترابط

مع ازدياد حجم التبادل التجاري والاستثماري بين الصين والدول العربية، تعمق التعاون المالي بين الطرفين.

 

افتتحت بنوك صينية كبرى مثل بنك الصين والبنك الصناعي والتجاري فروعا في الإمارات والسعودية ومصر، لتقديم خدمات مالية متكاملة للشركات والمستثمرين.

 

كما تدعم العديد من الدول العربية استخدام اليوان الصيني في التجارة والاستثمار، مما ساهم في تعزيز مكانة العملة الصينية على الساحة الدولية.

 

وفي إطار “الحزام والطريق”، أنشأ الجانبان صناديق استثمارية لدعم المشاريع الكبرى، مما عزز الترابط المالي ورفع كفاءة التعاون.

 

5. التبادلات الثقافية: بناء جسور التفاهم بين الشعوب

تُعد التبادلات الثقافية والإنسانية ركنا أساسيا في العلاقات الصينية العربية.

 

في مجال التعليم، أقيمت معاهد كونفوشيوس ومراكز تعليم اللغة الصينية في دول مثل مصر والسعودية والإمارات، وشهدت إقبالاً متزايداً من الشباب العربي على تعلم اللغة والثقافة الصينية. وفي المجال الثقافي، نظمت الصين والدول العربية فعاليات متنوعة مثل “عام الثقافة الصينية العربية” و”أسبوع السينما الصينية”، مما عزز التقارب والتفاهم المتبادل. وفي قطاع السياحة، ازداد عدد السياح الصينيين المتجهين إلى وجهات عربية مثل دبي وأبوظبي وشرم الشيخ، كما تزايد عدد السياح العرب الذين يزورون الصين.

 

أسهمت هذه التبادلات في بناء جسور متينة للتواصل، ودعمت أسس التعاون طويل الأمد بين الجانبين.

 

من نقطة انطلاق تاريخية جديدة، تواصل الصين والدول العربية تعزيز تعاونهما عبر مبادرة “الحزام والطريق”، مستندين إلى مبادئ الانفتاح والتعاون العملي، لبناء نموذج عالمي للتعاون المربح لجميع الأطراف. وفي ظل التغيرات العميقة التي يشهدها النظام الدولي، لا يقتصر التعاون الصيني العربي على تحسين حياة شعبي الجانبين، بل يسهم أيضا في دعم السلام والاستقرار والازدهار الإقليمي والعالمي. وبالاستفادة من الإنجازات المحققة، سيمضي الجانبان قدما نحو فتح آفاق جديدة لمستقبل مشرق ومزدهر للتعاون المشترك.

 

بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *