شبكة طريق الحرير الإخبارية/
*بقلم: فيصل ناصيف صالح
***مَجَلَّةُ “الصين اليوم”: مِنْبَرٌ صينيٌ شهري الصدور وشهير إعلامياً، تأسَسَ على قواعد وأفكار ثابتة ورصينة منذ عهد بعيدٍ في جمهورية الصين الشعبية، وذلك بهدف التعريف الموضوعي – الأُممي بالصين وتاريخها وَ وقائِعها مع الشعوب العربية وشعوب الَعَالم المختلفة، وبصداقتها وتحالفها مع هذه الشعوب في شتى المناحي، كونها مجلة تُوَزَّعُ نسخها بِعِدةِ لُغاتِ رئيسية، ضمنها اللغة العربية، ولتعزيز وتعميق وتجذير العلاقات التحالفية والصداقة والتعاون المتعددة المجالات ما بين الصين دولةً وشعباً والدول والشعوب العربية من الخليج شرقاً إلى المحيط غرباً.
قصة صديقي التاريخي والعزيز الأكاديمي مروان سوداح؛ مُمَثِل ورئيس (نادي “الصين اليوم”) في الأُردن؛ قصته مع الصين الصديقة والحليفة كانت قد بدأت منذ عشرات عشرات السنين، أي قبل إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الأُردن والصين بنحو عقد من الزمن. كان لك عندما كان مروان صغير السن يتعلم في المدرسة البطريركية الوطنية في وسط العاصمة عَمَان وفي فرعها في جبل الأشرفية، حيث كان يحمل نسخ “مجلة الصين اليوم” الشهرية لتوزيعها مجاناً، إذ دَرَجَ مروان على شرائها بقروشه اليومية المحدودة من “مكتبة الرينبو”، لصاحبها أنذاك المَرحوم جورج عكاوي (أبو إلياس)، وكان موقع هذه المكتبة في منطقة “الدوار الأول” في “جبل عمان” العريق تاريخياً منذ ظهور العرب الأقحاح، إذ كانت هي وَحدَهَا في الأُردن التي تبيع هذه المجلة المهمة لِمَن يرغب التَعَرُّفُ على الصين في فضاءات كثيرة، وها هي مجلة “الصين اليوم” تستمر إلى الآن شهيرةً وَ وَاسِعة الإنتشار والتأثير في دولِ الوطن العَربي وخَارِجَهَا أيضَاً.
أعتقد شخصياً أنه من الضروري بمكان توثيق تاريخ علاقات الأخ مروان مع الصين والدول الأخرى الصديقة للعَرب، ذلك أنه سبق الجميع أقطاراً وشعوباً وأفراداً في إقامة العلاقات النافعة لوطنه الأُردن وعائلته الكريمة مع الصين وذلك في مجال إعلامي وثقافي وتضامني. أيامها، أيام زمان، تبرَّعَ لمساعدة مروان بالدعوة للصداقة والتعاون مع الصين عدداً لا بأس به من الزملاء منهم، الناشط “المرحوم المهندس فاروق أيوب خوري”، وطلاب كثيرون في “مدرسة البطريركية الوطنية للاتين” وغيرهم، إضافة لشخصيات أُردنية متعددة.
يقول مروان أنه كان يَجمَع النقود التي كان والده؛ الذي عمل مديراً كبيراً في الأُردن في مؤسسة الطيران المَلَكِيَّة الأُردنية “عالية”؛ المَرحوم موسى سالم سوداح؛ وَ والدته المرحومة ذات الأصل الإيطالي سعاد جريس موسى دبدوب؛ يُخَصِصُوها له يَومِياً لأجل شراء هذه المَجلة الصينية. وبذلك، لم يكن يبقى في جيبه نقوداً للتوجه إلى المدرسة بسيارة تاكسي أو في حافلة ما، ولا للعودة من المدرسة إلى البيت بأيِّ منهما. يقول مروان: “أصبح المَشي اليومي حليفي”.. كانت رياضة يومية برغم صعوبتها، أَرغمتُ ذَاتي على ضرورتها لي، إذ لا بد من وجودها لأجل توثيق وتأكيد العلاقات الإيجابية – المتعددة الجوانب بين الأُردن والصين، مقابل نِيلِي ولو جزء من ثقافة الصين العريقة، بالرغم من أنها دولة بعيدة جغرافياً عَنَّا، إلا إنها قريبة ِمنَّا جداً من خلال “مجلة الصين اليوم”، ومن خلال مواقفها السياسية الشريفة تجاه القضايا العربية العادلة.
لم يكن مروان التلميذ في المدرسة يُخصص نقود والديه التي يتسلمها منهما ليشتري بها في “الفرصة اليومية” طعاماً لنفسه من دُكان المدرسة، وذلك كي يوزِع المجلة الصينية على رفاقه وأصدقائه الطلاب فيها. وكذلك، لنشرها بين أصدقائه خارجها. كان مروان يَحِثَّ طلاب المدرسة وأصدقائه على الدوام لتأكيد صداقتهم مع الصين فعلياً “على الأَرض”، وفقد كان يَجْذِبَهُم إلى أنشطة وأعمال وكتابة مقالات تتحدث عن الصين، بغية تطوير وتعزيز وتعميق الصداقة والتحالف أردنياً وعربياً مع الصين التي هي الدولة الثابتة على الوعد والعهد في مدارات تاريخها بدعم ومساندة الحقوق العربية برمتها، وكذلك لتعريف الطلبة والتلاميذ بالصين، وضرورة التحالف معها وحماية مختلف أشكال العلاقات الثنائية وإيَّاها.
وفي وقتنا الحالي، بَقِيَ مروان على سبيله الفكري والعَمَلانِي مع الصين، فهو مازال “الرفيق التاريخي للصين”، وها هو سوداح يواصل توزيِع “مجلة الصين اليوم” على حسابه الشخصي على عددٍ كبيرٍ من أصدقائه بلا مقابل مالي أو مادي، حيث تأتيه المجلة بانتظام شهري إلى باب بيته في جبل عمان، ويتسلمها بنفسه، وفي حال عدم توفِّر نُسَخٍ من المجلة لتوزيعها على أصدقائه، يَشرَع مروان بتصوير صفحات المجلة لتوزيعها هي الأُخرى على المُهتمين بها وعلى مريدِيه، ويَجتَمع معهم لتعريفهم بحقائق الصين وبكل ما يتصل بها في مختلف المَنَاحِي. لقد كان هذا الأمر صعباً ومكلفاً مَالِيَاً، لكن مروان عَمَل بكل قواه على تذليل مختلف العقبات التي جابهها وَ وَقَفَت أمامه بجدية وخطورة وتهديد لشخصه من جهات محلية مُتزِّمَتة، وأخرى خارجية لا تريد أن تُدرك أهمية العلاقات الدولية الطيبة والتعاون بين الدول، ومابين العَرب وشعوب البلدان والشعوب غير العربية، ضمنها العقبات التي كان ينشرها أمامه أولئك الذين كانوا يُعَارِضُون السياسة الصينية، ويَشِنُّونَ الحَملَات ذات المحتوى المُفبرك خارجياً ضد الصين لأسباب عديدة، من ضمنها أن بكين متضامنة مع الحقوق العربية العادلة، ولكون تلك الجهات مُواَلية لأنظمةٍ معادِية ومناهِضة للعَرب وحُقوق العَرب الشرعية.
إن “هؤلاء” كانوا ومازالوا دَاعمين لِجِهاتٍ توسعية – إستعمارية، بالرغم من إنها تتطلع بلا توقف للسيطرة الأبدية على مساحات العَاَلَم العَربي سياسياً وعسكرياً وثقافياً، وفي غيرها من المجالات أيضاً، وبخاصةٍ تلك الدول التي اتَّسَمَت وما زالت للآن تَتَسِم بالخطورة على شخصية مروان سوداح وحياته اليومية، وها هي تتواصل كذلك للآن!
وخِتاماً، شكراَ لإدارة مجلة “الصين اليوم” في جمهورية الصين الشعبية والكادر المُسَاعِد لنشر المجلة في جمهورية مصر العربية، للجهود الكبيرة التي يجترحوها ويقدموها من خلال المجلة في سبيل تواصل العمل لتعظيم متواصل للعلاقات والصِلات الصينية – العربية على مختلف الصُعد والمستويات وفي مختلف المَنَاحِي.
يتبع (2).
*كاتب أُردني وخبير في شؤون الإنترنت والتصوير المُحترف، وعضو ناشط منذ سنوات طويلة في تنظيم “الإتحاد العَربي والدولي للصُحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العَرب أصدِقاء وحُلفَاء جمهورية الصِين الشَعبِية في المَملَكَة الأُردُنِيَّة الهَاشِمِيَّة.
**تدقيق وتحرير ومراجعة: الأكاديمي مروان سوداح: مؤسِس ورئيس “الإتحاد العَربي والدولي للصُحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العَرب أصْدِقاء وحُلفَاء جمهورية الصِين الشَعبِية”.