شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
كلمة الرئيس الصيني شي جين بينغ في قمة الرؤساء التنفيذيين لمنتدى الأبيك 2024 تعكس عمق الرؤية الصينية فيما يتعلق بالعولمة الاقتصادية وتعزيز التعاون الدولي في مواجهة التحديات العالمية.
الخطاب يحمل في طياته رسائل واضحة للدول والشعوب حول ضرورة التكاتف والعمل المشترك لتحقيق التنمية الشاملة، مع التأكيد على أن العولمة ليست خيارًا بل واقعًا يفرضه التطور التكنولوجي والاقتصادي.
ما يميز هذا الخطاب هو تركيزه على الإنسان كجوهر للتنمية، حيث شدد الرئيس شي على أن الهدف من العولمة الاقتصادية يجب أن يكون تحقيق الرخاء المشترك وتقليص الفجوة بين الأغنياء والفقراء، مما يعكس التزام الصين بفلسفة التنمية الشاملة والمستدامة. كما أن الدعوة لتعزيز تمثيل الدول النامية في نظام الحوكمة الاقتصادية العالمي تعد خطوة ضرورية لإعادة التوازن إلى النظام الاقتصادي الدولي وتحقيق العدالة في توزيع الفرص.
من ناحية أخرى، يبرز تركيز الرئيس شي على الابتكار كأداة رئيسية لتحفيز النمو الاقتصادي، مع الدعوة إلى تعزيز التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا لصالح البشرية جمعاء. هذه الرؤية لا تخدم فقط تطلعات الدول النامية، بل تمثل أيضًا دعوة للدول المتقدمة لتحمل مسؤوليتها في دعم الشراكة العالمية بدلاً من تعزيز الانقسام.
التزام الصين بالتنمية الخضراء والتحول نحو اقتصاد أكثر استدامة يعكس إدراكها لدورها المحوري في مواجهة التغير المناخي، ويظهر كبديل ملهم للدول الأخرى للسير في نفس الاتجاه. كما أن تعهدها بمواصلة الانفتاح والإصلاح الاقتصادي يعزز من دورها كمحرك رئيسي للنمو العالمي ومساهم رئيس في استقرار سلاسل التوريد العالمية.
في سياق عالمي متقلب، يحمل خطاب الرئيس شي رسالة قوية بأن التعاون والتعددية هما السبيل الوحيد لمواجهة التحديات المعقدة التي تهدد العالم. كما أن رؤية الصين لمستقبل منطقة آسيا-الباسيفيك، باعتبارها نموذجًا للانفتاح والتطور المستدام، تسلط الضوء على إمكانيات التحول الإيجابي حين تعمل الدول بشكل جماعي ومتناغم.
الكلمة تعبر عن التزام حقيقي بمبادئ الشمولية والتنمية المشتركة، لكنها أيضًا دعوة للتفكير الجاد في كيفية تحويل هذه الرؤى إلى خطوات عملية تتجاوز المصالح الوطنية الضيقة لتحقيق ازدهار عالمي مشترك.
وارف قميحة
رئيس معهد طريق الحرير للدراسات والأبحاث
رئيس الرابطة العربية الصينية للحوار والتواصل