شبكة طريق الحرير الإخبارية/
دكتورة كريمة الحفناوى*
قال الرئيس الصينى شى جين بينج فى كلمته أمام قمة “تجمع بريكس” السادسة عشرة المقامة فى مدينة قازان بجمهورية روسيا الاتحادية فى الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر 2024 “لقد شكَّلت الصين والبرازيل “مجموعة الأصدقاء والسلام”، مع دول الجنوب ذات الصلة بشأن الأزمة الأوكرانية، لحشد مزيد من الأصوات الداعية للسلام، والالتزام بمبادىء ثلاثة، عدم توسيع ساحة المعركة، وعدم تصعيد القتال، وعدم صب الزيت على النار من قِبل أى طرف ثالث”.
وأضاف رئيس الصين “وفى ظل الحرب المستمرة، وتدهور الظروف الإنسانية فى قطاع غزة، اشتعلت نيران الحرب فى لبنان، لذا يتعين علينا الدفع بوقف إطلاق النار فى أسرع وقت ممكن”.
كما تناول شى جين بينج الحديث عن إصلاح الهيكل المالى والحفاظ على الأمن المالى العالمى وتطور “بنك التنمية الجديد” بما يدفع النظام الدولى ليعكس تغيرات المعادلة الاقتصادية العالمية بشكل أفضل، وأكد على بناء ” مجموعة البريكس الإنسانية والثقافية”، التى تدعو إلى الوئام والتعايش بين الحضارات،مع تفعيل التعاون فى مجالات التعليم والرياضة والفن والتعاون فى التعليم الرقمى”.
وفى نهاية كلمته قال “إن الجانب الصينى على استعداد للعمل مع دول البريكس على فتح أفق جديد للتطور العالى الجودة والتعاون فى إطار البريكس الكبرى ونعمل مع مزيد من دول الجنوب العالمى على الدفع ببناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية”.
كما أكد الرئيس الصينى شى جين بينج خلال اجتماعه مع الرئيس المصرى، أثناء قمة بريكس على أن الصين تدعم مصر بقوة فى حماية أمنها، وسيادتها الوطنية، ومصالحها التنموية، كما أنها على استعداد لتعزيز التنسيق مع مصر، لتدعيم التنمية المطردة وطويلة الأجل، ووجه الرئيس المصرى الشكر للصين، على مساعدتها القيمة لمصر، وأوضح أن مصر تلتزم بمبدأ صين واحدة، وتتفهم تماما الأهمية القصوى لمسألة تايوان.
تُشكِّل مجموعة البريكس المرجع الرئيسى فى تكوين نظام دولى جديد، أكثر عدلا وإنسانية وإنصافا، مما يعزز عالم متعددالأقطاب والمراكز، والذى تنشده البشرية، ولقد انضمت مصر إلى تجمع بريكس العام الماضى. ومن الملاحظ أن مجموعة البريكس، تسعى إلى التبادل التجارى بين أعضائها بالعملة المحلية، كاليوان الصينى، والروبل الروسى، والروبية الهندية، وذلك لتقليص الهيمنة العالمية للدولار، والتخلص من إرهاب العملة، والعقوبات التى تفرضها أمريكا وحلفائها من الدول الأوروبية، ومن أجل توافر شروط تجارية عادلة، ونفوذ اقتصادى أكبر لدول البريكس فى مواجهة الغرب.
ولقد أصدر “بنك التنمية الجديد” التابع لمجموعة البريكس قبل يوم من انعقاد القمة السابقة (الخامسة عشرة) فى أغسطس 2023، سندات بعملة جنوب أفريقيا المحلية (الراند) لأول مرة، فى إطار مساعى المجموعة، لزيادة وجود بنك التنمية الجديد (تم إنشاؤة عام 2014)، فى أسواق رأس المال المحلية للدول الأعضاء، وهذة الخطوة تعتبر ضربة قوية لمؤسسات التمويل العالمية، وفى مقدمتها صندوق النقد الدولى، حيث أن سياسة بنك التنمية الجديد تقوم على مساعدة الدول وليس إغراقها بالديون، وهذا يخفف الضغط على الدولار، وبالتالى تظهر كيانات اقتصادية قوية، قادرة على منافسة صندوق النقد الدولى، مما يضعف القوة المسيطرة المهيمنة والمتحكمة فى العملية الاقتصادية على مستوى العالم.
كما وافقت القمة التى انعقدت العام الماضى، على انضمام ستة دول كأعضاء جدد (مصر والسعودية وإيران وإثيوبيا والإمارات والأرجنتين)، وبذلك تضم مجموعة دول البريكس مع الأعضاء الجدد 46% من سكان العالم (3،3 مليار نسمة) وما يقرب من ثلث الاقتصاد العالمى،
كما تضم 30% من إجمالى مساحة العالم، وبالنسبة للتجارة تمثل هذه الدول مجتمعة 18% من الصادرات العالمية، ولقد عززت دول بريكس تعاونها الاقتصادى وعلاقاتها التجارية، عبر مسارات متعددة، منها اتفاقيات التجارة الحرة، والاستراتيجيات الموجهة نحو التصدير، بما فى ذلك الإعفاءات الجمركية، وخفض التعريفة الجمركية، وتيسير التجارة عبر مختلف قطاعات السلع والخدمات.
إن أحد القرارات الهامة لتجمع بريكس هو التعامل بين دول المجموعة بالعملات المحلية، من أجل إزاحة سيطرة الدولار الأمريكى فى السوق العالمى، حيث أن المجموعة لديها القدرة على التأثير بشكل كبير، على النظام الاقتصادى والجيوسياسى العالمى، خاصة من خلال تغيير توازن القوى، وخلق المزيد من الفرص للدول النامية، والعمل على الحد من السياسات الرأسمالية الجديدة المعسكرة والمتوحشة التى تعمل على إفقار الدول النامية من ناحية وزيادة ثروات الدول الكبرى من ناحية أخرى.
*دكتورة كريمة الحفناوى- كاتبة مصرية، عضو مجلس إدارة الرابطة العربية الصينية للحوار والتواصل.