ويتعرض العالم الآن لتيار معاكس للعولمة الاقتصادية، وبرز كل من الصراع بين التعددية والأحادية، والصراع بين العدالة والهيمنة، كما تتوسع الفجوة التنموية بين الشمال والجنوب بشكل متزايد. وتتفاقم التناقضات المؤسسية والجوهرية للنظام الدولي الذي تقوده حفنة من الدول المتقدمة، فأصبح الدفع ببناء نظام دولي أكثر عدلا وإنصافا طلبا قويا من دول بريكس. وفي الاستطلاع، يرى 96.2% من المستطليعين أنه يجب مشاركة مختلف الدول في الشؤون الدولية على قدم المساواة وبناء المنظومة والنظام الدوليين بشكل مشترك. ويؤيد 72.6% منهم إجراء إصلاح ضروري للنظام الدولي الذي تقوده الدول المتقدمة رئيسيا وقواعده. وبالإضافة إلى ذلك، يعلق المستطلعون من دول بريكس آمالا كبيرة على الأمم المتحدة التي تعتبر نواة للنظام الدولي، ويدعو 83.9% منهم الأمم المتحدة إلى الاهتمام بمطالب دول “جنوب العالم”.
وحول الجوانب الرئيسية للنظام الدولي التي من المحتاج إلى إصلاحها، أعرب المستطلعون من دول بريكس عن تطلعاتهم الملحة في الكثير من المجالات: 63.6% منهم يطالبون بالارتقاء بشفافية المنظمات الدولية في اتخاذ القرارات، و60.2% منهم يطالبون بتعزيز تمثيل الدول النامية وحقها في التعبير بشأن الشؤون الدولية، و56.8% منهم يطلبون من مختلف الدول احترام سلطة القانون الدولي، و55.9% منهم يطلبون من مجلس الأمن للأمم المتحدة وغيره من الأجهزة الخاصة تعزيز التعاون والتنسيق الدوليين، و49.6% منهم يعارضون استخدام أية دولة القوة والعقوبات ضد الدول الأخرى، و48.7% منهم يتطلعون إلى تقليص الفجوة بين الشمال والجنوب عبر المساعدات الدولية وتقاسم المعرفة ونقل التكنولوجيا، و45.8% منهم يدعون إلى تقليل الحواجز التجارية وإجراءات الحمائية.
ومنذ مدة طويلة، يظل تحقيق السلام والتنمية وتعزيز التعاون والنفع للجميع تطلعات ومسؤولية مشتركة لدول بريكس دائما. وباعتبارها إحدى الدول المؤسسة لبريكس، تضخ المفاهيم التنموية للتحديث الصيني النمط والإنجازات المحققة ثقة قوية وقوة دافعة لمنظومة تعاون بريكس حاليا.
وتدل الإحصائيات إلى أن قيمة الواردات والصادرات للصين مع الدول الأربع التي تضم روسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا ازدادت من 960.21 مليار يوان صيني عام 2009 إلى 4.32 تريليونات يوان عام 2023، بزيادة 11.3% سنويا بشكل متوسط. وبعد توسيع آلية تعاون بريكس هذا العام، بلغت قيمة الواردات والصادرات للصين مع دول بريكس الأخرى في الفصول الثلاثة الأولى من العام الجاري 4.62 تريليونات يوان بزيادة 5.1% على أساس سنوي. وكشف الاستطلاع أن المستطلعين من دول بريكس قدموا تقديرات إيجابية للمساهمة المهمة التي قدمتها الصين في دفع التعاون بين دول بريكس في مختلف المجالات تتطور بشكل أعمق وأشمل وتعزيز السلام والاستقرار والنمو والازدهار في مختلف الدول وفي العالم ككل. وفي قائمة ترتيب مساهمة الصين لجنوب العالم، تشمل المجالات الخمسة الأولى تعزيز بناء المنشآت الأساسية (79.7%) وتوفير الدعم المالي والتقني (77.1%) وتقاسم خبرات التنمية (77.5%) وتعزيز إعداد الأكفاء (75.4%) وتقاسم الخبرات في التخلص من الفقر (72.9%).
بالإضافة إلى ذلك، تلقت المفاهيم التنموية للتحديث الصيني النمط إقبالا شاملا لدى المستطلعين في دول بريكس، و89.4% منهم يرون أن التنمية هي المهمة الرئيسية للدول النامية، وأشاد 88.6% منهم بالمفاهيم التنموية التي تتمثل ب”وضع الإنسان في المقال الأول”، معتبرين أنه يجب على مختلف الدول ضمان وتحسين معيشة الشعب وزيادة إحساس جماهير الشعب بالسعادة، وأعرب 93.6% منهم عن موافقتهم على التمسك بالتركيز على العمل، داعين مختلف الدول إلى تعميق التعاون العملي ودفع التنمية العالمية بشكل مشترك. كما أعرب 89.8% منهم عن موافقتهم على الاستراتيجية المدفوعة بالابتكار التي طرحتها الصين، متطلعين إلى انتهاز مختلف الدول الفرصة الجديدة التي شهدت في الجولة الجديدة من الثورة العلمية والتكنولوجية وإيجاد قوة دافعة جديدة للتنمية الاقتصادية.
*CGTN Arabic