شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
(بيجينغ، يوم 5 سبتمبر عام 2024)
الرئيس باسيرو ديوماي فاي المحترم،
الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني المحترم،
رؤساء الدول والحكومات والوفود المحترمون،
أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المحترم،
رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد المحترم،
أيها الأصدقاء والضيوف الكرام،
يقول مثل صيني إن الزهور في الربيع تتحول إلى الثمار في الخريف، والحصاد الوافر هو بمثابة مكافأة للعمل الجاد. ففي هذا موسم الحصاد، يسعدني أن أجتمع مع الأصدقاء القدامى والجدد في بيجينغ، للتباحث حول سبل تعزيز الصداقة والتعاون بين الصين وإفريقيا في العصر الجديد. قبل كل شيء، يطيب لي أن أتقدم لكم نيابة عن الصين حكومة وشعبا بالترحيب الحار!
تتجاوز الصداقة الصينية الإفريقية المكان والزمان والمسافة الجغرافية، وتتوارث جيلا بعد جيل. تم تأسيس منتدى التعاون الصيني الإفريقي في عام 2000، الأمر الذي يكتسب أهمية بالغة كمعلم في تاريخ تطور العلاقات الصينية الإفريقية. على مدى 24 عاما، وخاصة بعد الدخول في العصر الجديد، يتقدم الشعب الصيني مع الإخوة والأخوات الأفارقة يدا بيد إلى الأمام التزاما بمفهوم الشفافية والعملية والحميمية والصدق. ندافع كتفا بكتف ويدا بيد وبكل ثبات عن حقوقنا ومصالحنا المشروعة في ظل التغيرات التي لم يشهدها العالم منذ مائة سنة؛ ونعمل على تقوية قدراتنا في تيار العولمة الاقتصادية، مما جعل مليارات نسمة من أبناء الشعب الصيني والشعوب الإفريقية يستفيدون من ثمار التنمية. ونكافح ونتقاسم السراء والضراء في وجه الكوارث والأوبئة الخطيرة، مما كتب قصصا مثيرة حول الصداقة الصينية الإفريقية؛ ونتبادل دوما الفهم والدعم، مما نصب نموذجا لنوع جديد من العلاقات الدولية.
تمر العلاقات الصينية الإفريقية بأفضل مراحلها في التاريخ بعد ما يقرب من 7 عقود من الجهود. استشرافا للمستقبل، أقترح أن نرتقي بالعلاقات الثنائية بين الصين وجميع الدول الإفريقية التي لها العلاقات الدبلوماسية مع الصين إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية، ونرتقي بالعلاقات الصينية الإفريقية ككل إلى مستوى المجتمع الصيني الإفريقي للمستقبل المشترك في كل الأجواء في العصر الجديد!
أيها الأصدقاء والضيوف الكرام!
إن تحقيق التحديث حق غير قابل للتصرف لكافة دول العالم. كانت عملية التحديث في الدول الغربية قد تركت معاناة شديدة على الدول النامية الغفيرة. بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حققت الصين والدول الإفريقية وما تمثله من دول العالم الثالث الاستقلال والتنمية على التوالي، وهي بذلت جهودا متواصلة في تصحيح الظلم التاريخي في عملية التحديث. تعمل جمهورية الصين الشعبية حاليا التي ستحتفل قريبا بالذكرى السنوية الـ75 لتأسيسها، على دفع القضية العظيمة المتمثلة في بناء دولة قوية وتحقيق نهضة الأمة على نحو شامل من خلال التحديث الصيني النمط بعزيمة لا تتزعزع. تمر إفريقيا من جانبها بصحوة جديدة، وتتقدم بخطوات ثابتة نحو هدف التحديث الذي تم تحديده في “أجندة 2063” للاتحاد الإفريقي. إن السعي المشترك للصين وإفريقيا وراء حلم التحديث لأمر سيثير موجة التحديث في دول الجنوب العالمي ويسجل صفحة جديدة لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية بكل التأكيد.
— علينا أن نعمل سويا على دفع التحديث الذي يتسم بالعدالة والإنصاف. يتطلب تعزيز بناء التحديث الوطني الالتزام بالقواعد العامة للتحديث، والشيء الأهم من ذلك هو التماشي مع الظروف الوطنية. يحرص الجانب الصيني على تعزيز تبادل الخبرات مع الجانب الإفريقي في مجال الحوكمة، ودعم الدول الإفريقية لاستكشاف طرق تحديث تتناسب مع ظروفها الوطنية، بما يضمن المساواة بين دول العالم من حيث الحقوق والفرص.
— علينا أن نعمل سويا على دفع التحديث الذي يتسم بالانفتاح والنفع للجميع. نظرا لأن التعاون المتبادل المنفعة يعتبر طريقا مستقيما يتفق مع المصالح الجوهرية والطويلة المدى لكافة الدول، فيحرص الجانب الصيني على تعميق التعاون مع الجانب الإفريقي في مجالات الصناعة والزراعة والبنية التحتية والتجارة والاستثمار، ونصب نموذج للتعاون في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية، وبذل جهود مشتركة لوضع قدوة لتنفيذ مبادرة التنمية العالمية.
— علينا أن نعمل سويا على دفع التحديث الذي يضع الشعب فوق كل الاعتبارات. نظرا لأن تحقيق التنمية الحرة والشاملة للإنسان هو الهدف النهائي للتحديث، فيحرص الجانب الصيني على إجراء التعاون مع الجانب الإفريقي بنشاط في مجالات تأهيل الأكفاء والحد من الفقر ودعم التوظيف، وزيادة شعور الشعوب بالكسب والسعادة والأمان في عملية التحديث، وبذل جهود مشتركة لجعل التحديث يعود بنفعه على كافة الشعوب.
— علينا أن نعمل سويا على دفع التحديث الذي يتسم بالتنوع والشمول. نظرا لأن تحقيق التنمية المتناسقة بين الحضارة المادية والحضارة الروحية يعد المساعي السامية للتحديث، فيحرص الجانب الصيني على تكثيف التواصل الشعبي والثقافي مع الجانب الإفريقي، والدعوة إلى الاحترام المتبادل والتسامح والتعايش بين مختلف الحضارات في عملية التحديث، وبذل جهود مشتركة للدفع بتحقيق مزيد من النتائج المثمرة في إطار مبادرة الحضارة العالمية.
— علينا أن نعمل سويا على دفع التحديث الصديق للبيئة. نظرا لأن التنمية الخضراء تعد علامة مميزة للتحديث في العصر الجديد، فيحرص الجانب الصيني على مساعدة الجانب الإفريقي في تكوين “محرّك النمو الأخضر”، وتقليص فجوة الوصول إلى الطاقة، والتمسك بمبدأ المسؤولية المشتركة ولكن المتباينة، ودفع التحول الأخضر والمنخفض الكربون في العالم بشكل مشترك.
— علينا أن نعمل سويا على دفع التحديث الذي يتسم بالسلام والأمن. نظرا لأن التحديث لا يستغني عن بيئة تنمية سلمية ومستقرة، فيحرص الجانب الصيني على مساعدة إفريقيا في رفع قدرتها على صيانة السلام والاستقرار بإرادتها المستقلة، والدفع بتطبيق مبادرة الأمن العالمي في إفريقيا قبل غيرها، وتعزيز التفاعل الإيجابي بين التنمية العالية الجودة والأمن العالي المستوى، والحفاظ على السلام والاستقرار في العالم بشكل مشترك.
أيها الأصدقاء والضيوف الكرام،
لا تحديث للعالم بدون تحديث للصين وإفريقيا اللتان تضمان ثلث السكان في العالم. في السنوات الثلاث المقبلة، إن الجانب الصيني على استعداد للعمل مع الجانب الإفريقي على تنفيذ أعمال الشراكة العشرة بين الصين وإفريقيا لدفع التحديث، وتعميق التعاون الصيني الإفريقي، وقيادة عملية التحديث للجنوب العالمي.
أولا، عمل الشراكة للاستفادة المتبادلة بين الحضارات. يحرص الجانب الصيني على العمل مع الجانب الإفريقي على بناء منصة صينية إفريقية لتبادل الخبرات حول الحوكمة، وإنشاء شبكة معارف التنمية للصين وإفريقيا و25 مركزا صينيا إفريقيا للدراسات، وتأهيل الأكفاء في مجال الحوكمة استنادا إلى أكاديمية القيادة الإفريقية، ودعوة 1000 شخصية حزبية في إفريقيا لزيارة الصين، من أجل تعميق تبادل الخبرات حول حوكمة الحزب والدولة بين الجانبين.
ثانيا، عمل الشراكة للازدهار التجاري. إن الصين مستعدة لأن تبادر إلى توسيع انفتاح السوق بشكل أحادي الجانب، من خلال قرارها بمنح جميع الدول الأقل نموا التي لها العلاقات الدبلوماسية مع الصين، بما فيها 33 دولة إفريقية، معاملة صفر التعريفة الجمركية على 100% من المنتجات الخاصعة للضريبة المستوردة منها، وذلك يجعل الصين أول بلد نام كبير واقتصاد رئيسي في العالم يطبق هذا الإجراء، ويجعل السوق الصينية الضخمة فرصة واعدة لإفريقيا. هذا بالاضافة الى توسيع نفاذ المنتجات الزراعية الإفريقية، وتعميق التعاون في مجال التجارة الإلكترونية، وتنفيذ “البرنامج الصيني الإفريقي لترقية الجودة”. إن الجانب الصيني على استعداد للتشاور مع الجانب الإفريقي للتوقيع على الاتفاقية الإطارية للشراكة الاقتصادية من أجل التنمية المشتركة، بما يقدم ضمانا مؤسسيا طويل المدى ومستقرا وقابلا للتنبؤ للتجارة والاستثمار بين الصين وإفريقيا.
ثالثا، عمل الشراكة للتعاون في سلاسل الصناعة. يحرص الجانب الصيني على تكوين دائرة النمو للتعاون الصناعي مع الجانب الإفريقي، والعمل على بناء المنطقة الرائدة للتعاون الاقتصادي والتجاري المعمق بين الصين والدول الإفريقية، وإطلاق “برنامج تمكين الشركات المتوسطة والصغيرة الإفريقية”. سيعمل الجانب الصيني مع الجانب الإفريقي على إنشاء المركز الصيني الإفريقي للتعاون في التكنولوجيا الرقمية، وبناء 20 مشروعا رقميا نموذجيا، من أجل مواكبة جولة جديدة من الثورة التكنولوجية والتحول الصناعي بشكل مشترك.
رابعا، عمل الشراكة للترابط والتواصل. يحرص الجانب الصيني على تنفيذ 30 مشروعا لترابط البنية التحتية في إفريقيا، والعمل مع الجانب الإفريقي سويا على تعزيز التعاون في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية، وبناء شبكة الترابط والتواصل الصينية الإفريقية التي تتميز بالتفاعل برا وبحرا والتنمية المتناسقة. إن الجانب الصيني على استعداد لتقديم المساعدة لبناء منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وتعميق التعاون اللوجستي والمالي، بما يساعد إفريقيا على التنمية العابرة الأقاليم.
خامسا، عمل الشراكة للتعاون الإنمائي. يحرص الجانب الصيني على إصدار بيان مشترك مع الجانب الإفريقي حول تعميق التعاون في إطار مبادرة التنمية العالمية، وتنفيذ 100 مشروع “صغير وجميل” في مجال معيشة الشعب، وضخ رأس المال في صندوق الشراكة بين الصين والبنك الدولي، بغية المساهمة في التنمية الإفريقية. يدعم الجانب الصيني إقامة الألعاب الأولمبية للشباب عام 2026 وكأس الأمم الإفريقية عام 2027، بما يجعل الشعب الصيني والشعوب الإفريقية تستفيد من ثمار التنمية بصورة أفضل.
سادسا، عمل الشراكة في مجال الصحة. يحرص الجانب الصيني على إنشاء رابطة المستشفيات الصينية الإفريقية وإنشاء مراكز طبية مشتركة بالتعاون مع الجانب الإفريقي. سيرسل الجانب الصيني فرقا طبية إلى إفريقيا وعدد أعضائها 2000 فرد، وينفذ 20 مشروعا يتعلق بالطب والصحة ومكافحة الملاريا، ويدفع الشركات الصينية للاستثمار في إنتاج الأدوية، ويواصل تقديم المساعدة بقدر المستطاع لإفريقيا على مواجهة الأوبئة القائمة، ويدعم بناء المركز الإفريقي للوقاية والسيطرة على الأمراض، بما يرفع قدرة الدول الإفريقية في مجال الصحة العامة.
سابعا، عمل الشراكة للنهوض بالزراعة وخدمة الشعب. سيقدم الجانب الصيني مساعدات غذائية عاجلة لإفريقيا بقيمة مليار يوان صيني، ويبني منطقة نموذجية معيارية للزراعة بمساحة 100 ألف مو، ويرسل 500 خبير زراعي، وينشئ الرابطة الصينية الإفريقية للابتكار التكنولوجي في مجال الزراعة، وينفذ 500 مشروع للأغراض غير الربحية، ويشجع الشركات الصينية والإفريقية على تبادل الاستثمار وريادة الأعمال لدى الجانب الآخر، من أجل إبقاء القيمة المضافة للصناعات في إفريقيا، وخلق ما لا يقل عن مليون فرصة عمل لإفريقيا.
ثامنا، عمل الشراكة للتواصل الشعبي والثقافي. يحرص الجانب الصيني على العمل مع الجانب الإفريقي على دفع برنامج “التعليم المهني – مستقبل إفريقيا” على نحو معمق، والتعاون في بناء معهد الهندسة والتكنولوجيا، وإنشاء 10 “ورشات لوبان”، وتقديم 60 ألف فرصة دراسية متاحة للنساء والشباب الأفارقة بشكل رئيسي، إضافة إلى التعاون في تنفيذ برنامج “طريق الحرير الثقافي” و”برنامج التعاون الابتكاري في الإذاعة والتلفزيون والإعلام المرئي والمسموع”. كما قرر الجانبان أن يكون عام 2026 “عام التواصل الشعبي والثقافي بين الصين وإفريقيا”
تاسعا، عمل الشراكة للتنمية الخضراء. يحرص الجانب الصيني على تنفيذ 30 مشروعا للطاقة النظيفة في إفريقيا، وإنشاء منصات للإنذار المبكر عن الحالة الجوية، وإجراء التعاون في الوقاية من الكوارث والحد منها والإغاثة منها وحماية التنوع البيولوجي، وإنشاء المنتدى الصيني الإفريقي للاستخدامات السلمية للتكنولوجيا النووية، والتعاون في إنشاء 30 مختبرا مشتركا، وإجراء التعاون في مجالات الاستشعار عن بعد عبر الأقمار الصناعية واستكشاف القمر والفضاء العميق، بما يساعد إفريقيا على تحقيق التنمية الخضراء.
عاشرا، عمل الشراكة لتحقيق الأمن. يحرص الجانب الصيني على إقامة علاقات الشراكة مع الجانب الإفريقي بشأن تنفيذ مبادرة الأمن العالمي، وبناء مناطق التعاون النموذجية للمبادرة، وتقديم مساعدات عسكرية بدون المقابل إلى الجانب الإفريقي بقيمة مليار يوان صيني، وتأهيل 6000 كفء من صفوف الجيش و1000 فرد إنفاذ قانون من صفوف الشرطة لصالح الجانب الإفريقي، ودعوة 500 ضابط عسكري شاب لزيارة الصين، وتنظيم مناورات وتدريبات مشتركة ورحلات بحرية مشتركة بين الجيش الصيني والجيوش الإفريقية، وتنفيذ “برنامج مساعدة إفريقيا على التخلص من مخاطر الألغام”، والعمل سويا على حماية سلامة المشاريع وأفرادها.
من أجل دفع تنفيذ “أعمال الشراكة العشرة”، تحرص الحكومة الصينية على تقديم 360 مليار يوان صيني من الدعم المالي في السنوات الثلاث المقبلة، بما فيها خط الائتمان بقيمة 210 مليار يوان صيني، و80 مليار يوان صيني من مختلف الأنواع من المساعدات، ودفع الشركات الصينية باستثمار ما لا يقل عن 70 مليار يوان صيني في إفريقيا. كما سيشجع ويدعم الجانب الصيني الجانب الإفريقي لإصدار “سندات الباندا” في الصين، بما يقدم دعما قويا للتعاون العملي بين الصين وإفريقيا في شتى المجالات.
أيها الأصدقاء والضيوف الكرام،
وضعت الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني التي عقدت بالنجاح في يوليو الماضي، تخطيطات منهجية بشأن مواصلة تعميق الإصلاح على نحو شامل ودفع التحديث الصيني النمط، وذلك سيواصل تغيير الصين على نحو معمق، كما أنه سيوفر فرصا جديدة ويضخ ديناميكية جديدة للدول الإفريقية والمساعي الصينية الإفريقية المشتركة وراء حلم التحديث.
يقول مثل إفريقي إن “الأصدقاء الحقيقيين هم الذين يسيرون على نفس الطريق”. لا يجوز أن يغيب أحد أو نترك بلد خلف الركب في طريق التحديث. لنحشد القوة الضخمة لأبناء الشعب الصيني والشعوب الإفريقية البالغ عددهم أكثر من 2.8 مليار نسمة، ونسير يدا بيد على مسيرة التحديث، ونقدم مساهمة في تحديث الجنوب العالمي من خلال تحقيق التحديث في الصين وإفريقا، ونرسم صورة جديدة في تاريخ تطور البشرية، ونعمل سويا على دفع العالم نحو أفق مشرق من السلام والأمن والازدهار والتقدم!
شكرا.
حضر الرئيس الصيني شي جين بينغ مراسم افتتاح قمة منتدى التعاون الصيني-الأفريقي (فوكاك) لعام 2024 وألقي خطابا رئيسيا بعنوان ((العمل يدا بيد على دفع عجلة التحديث، وبذل جهود مشتركة لبناء مجتمع المستقبل المشترك)) في بكين.
يمكن تحميل كلمة الرئيس شي جين بينغ عبر الرابط التالي:
http://2_P020240905428832544117.pdf