*شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
دكتورة كريمة الحفناوي*
يحتفل العالم فى 8 مارس من كل عام بيوم المرأة العالمى وتأخذ الاحتفالات العديد من الأشكال المختلفة من ندوات واحتجاجات ومظاهرات لاستكمال مسيرة نساء العالم من أجل المساواة بين الجنسين وتقليل الفجوة الواسعة بين الرجل والمرأة فى العمل والحقوق وجعل العالم مكانا أفضل لعيش النساء. ولايغيب عن القراء والقارئات مجىء الاحتفال هذا العام وسط استمرار الصراعات والحروب فى العديد من بلدان العالم وخاصة فى بلداننا العربية وأيضا معاناة بعض الدول من سياسة العقوبات الأمريكية الاقتصادية وفرض الحصار الاقتصادي على بعض الدول والحرب التجارية مما يؤثر على كافة بلدان العالم فتزيد معاناة النساء والأطفال وخاصة اللاجئين والنازحين الفارين من نار الحروب والقتل والتدمير مع زيادة الهجرة غير الشرعية للبحث عن فرصة عمل وبالتالى زيادة اغتيال حلم الشباب والنساء والأطفال فى “مراكب الموت”.
وينبغى الإشارة إلى أنه فى عام 2017 كان الشعار فى الاحتفال بيوم المرأة العالمى “المرأة فى عالم العمل المتغير “تناصف الكوكب(50 – 50) بحلول عام 2030” بما يحمل معانى الدعوة إلى المساواة بين الجنسين فى العمل بوظائف متساوية وأجر متساوٍ بحلول عام 2030.وحاليا على مستوى العالم 50% من النساء فى سن العمل يجدن فرص العمل فى مقابل 76% من الرجال بالإضافة إلى مشاكل ضعف الأجور.
تم الاحتفال بيوم المرأة العالمى فى 8 مارس 1909 فى الولايات المتحدة الأمريكية وكان يعرف باليوم القومى للمرأة وذلك تذكيراً بإضراب عاملات صناعة النسيج فى نيويورك حيث تظاهرت النساء تنديدا بالظروف القاسية. ويعرف يوم المرأة ب “الخبز والورد” ففى عام 1856 خرجت آلاف النساء للاحتجاج فى شوارع مدينة نيو يورك على الظروف اللا إنسانية التى كن يجبرن على العمل تحتها وعملت الشرطة على تفريق المظاهرات ولكن نجحت المسيرة فى دفع السياسيين والمسئولين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية لتبرز كقضية مُلحة لابد من النظر فيها وتكرر المشهد فى 8 مارس 1908 حيث عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد فى شوارع نيويورك وهن يحملن الخبز اليابس وباقات الورد فى إطار رمزى لحركتهن الاحتجاجية وطالبت المسيرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع.
وشكلًّت حركة الخبز والورد بداية حركة نسائية داخل الولايات المتحدة الأمريكية تطالب بكافة الحقوق الأساسية للمرأة بما فى ذلك الحق السياسى والمساواة فى ظروف العمل. وفيما ترمز الوردة إلى الحب والتعاطف فإن الخبز يرمز إلى حق العمل والمساواة فيه، وبعد احتفالية 1909 انتقلت الحركة النسائية إلى أوروبا إلى أن تم التبنى لليوم على الصعيد العالمى بعد أن وجدت التجربة صدى لدى أمريكا. وتم بعد ذلك الاعتماد الأممى على المستوى الرسمى وعلى الصعيد العالمى من منظمة الأمم المتحدة لأول مرة عام 1977 ليتحول هذا التاريخ إلى رمز لنضال المرأة لنيل حقوقها يحتفل به سنوياً.
ويجىء الاحتفال هذا العام بعد صدور الاتفاقية (190) للقضاء على العنف والتحرش فى عالم العمل فى 21 يونيو 2019 ولقد طالبنا فى مقالات سابقة سرعة تصديق مصر ودول العالم على هذة الاتفاقية من أجل توفير بيئة عمل آمنة للنساء والرجال معا، كما يجىء الاحتفال فى عام 20 20 والبرلمان المصرى من المفترض أن يناقش القانون الخاص بالعمل ويأخذ فى الاعتبار مطالبنا بشأن حقوق العمالة غير المنتظمة والعاملات فى المنازل وتوفير فرص عمل للمرأة حيث أن نسبة البطالة داخل النساء فى سن العمل (15 64سنة) تصل إلى24% وهى ثلاثة أمثال البطالة فى الذكور8% بل وكان من الأولويات أن يتم مناقشة وحوار مجتمعى لقانون عادل للأسرة المصرية من أجل العمل على استقرار الأسرة (الأم والأب والطفل) وبالتالى استقراروتقدم ونمو المجتمع.
يجىء الاحتفال هذا العام ونحن مازلنا نطالب بتولى المرأة مناصب القضاء ومازالت القضية المرفوعة أمام مجلس الدولة منذ أكثر من خمس سنوات بشأن هذا الحق وذلك رغم اقرار الدستور المصرى وكافة المواثيق الدولية والاتفاقيات على هذا الحق.
يجيء الاحتفال هذا العام وسط زيادة العنف والتمييز ضد النساء على المستوى العالمى وتشير الإحصاءات العالمية والمحلية إلى زيادة نسبة التحرش للنساء فى فرنسا إلى 87 % وإلى تعرض 46% من النساء فى مصر لعنف شريك الحياة، وبالنسبة لزواج القاصرات حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) من أن 12 مليون فتاة قاصرة فى العالم يتم إجبارهن على الزواج المبكر قبل 18 عاما سنويا أما فى مصر فالنسبة تشير إلى أن 27% من النساء تزوجن قبل بلوغ 18 عاما أما بالنسبة لختان الإناث فمازالت مصر والسودان تتصدر دول العالم حيث تتعرض 87% من الفتيات للختان.
وبالنسبة لمصر نريد التأكيد على وضع خطة محددة المدة الزمنية للقضاء على الأمية والتى تصل بين النساء إلى 30%. ونتمنى أن نصل إلى أن يكون تمثيل المرأة فى جميع المجالس المنتخبة والنقابات وفى كل المؤسسات والهيئات بنسبة 50% مثل معظم دول العالم.
كل التحية لمسيرة المرأة فى كل أنحاء العالم من أجل المساواة والعدالة ومن أجل عالم أكثر أمناً وآماناً وسلاما.
#كريمة_الحفناوى: ناشطة سياسية وقيادية في حركة كفاية، وعضو مؤسس بالحزب الاشتراكي المصري وجبهة نساء مصر، عضو حملة الحريات النقابية والدفاع عن حقوق العمال وعضو لجنة الدفاع عن الحق فى الصحة /مصر، وصديقة مقربة من الأتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحلفاء #الصين.
*(التدقيق اللغوي والتحرير الصحفي: أ. مروان سوداح)
*(المراجعة والنشر: عبد القادر خليل).
مقالة مهمة جدا لمن يريد معرفة عميقة عن قضايا المرأة تكتبها متخصصة رفيعة المستوى ومناضلة اشتراكية مصرية معروفة بدفاعها عن المهمشين وقضايا التحرر والمرأة الديمقراطية والمجتمع عموما..