*شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/
دكتورة كريمة الحفناوى*
أنا الأرض والأرض
أنت خديجة لا تغلقى الباب
لا تدخلي فى الغياب،
سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل،
سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل
سنطردهم من هواء الجليل.
هذه الكلمات من قصيدة للشاعر الفلسطينى الكبير محمود درويش لتخليد ذكرى خديجة شواهنة أول شهيدة برصاص جنود الاحتلال الصهيونى فى يوم الأرض منذ 44 عاما يوم الدفاع عن الأرض يوم التحدى والتصدي لجرائم العدو.
وتعود أحداث يوم الأرض إلى 30 مارس عام 1976 مع انتفاضة العرب الفلسطينيين داخل “دولة اسرائيل” المزعومة. اندلعت الانتفاضة للتصدى لمصادرة الأراضى فى قرى الجليل عرابة وسخنين وكفر قاسم والعديد من القرى وعم الإضراب وعمت المسيرات فى كل فلسطين من الناقورة إلى النقب فى غزة والضفة والشتات للتضامن ودعم انتفاضة عرب 1948 ولتفرض واقعا جديدا عنوانه وحدة الشعب الفلسطينى.
وأسفرت المواجهات بين أصحاب الأرض وجنود الكيان المحتل عن إصابة واعتقال المئات وسقوط 6 من الشهداء خضبت دماؤهم الطاهرة الأرض وهم (خديجة شواهنة – خير أحمد ياسين – رجاء حسين أبو ريا – خضر عيد محمود خلايلة – محسن سيد طه – رأفت على زهدى).
وكانت هذه هى المرة الأولى التى ينظم فيها العرب داخل فلسطين المحتلة منذ1948 احتجاجات كبيرة ردا على السياسات الصهيونية وتأكيدا على أن الأرض مصدر رزقهم وعنوان انتمائهم.
وتستمر ملحمة الصمود والتضحية للشعب الفلسطينى ضد جرائم الكيان الصهيونى الغاصب باستمرار مسيرات حق العودة فى يوم الجمعة من كل أسبوع حتى الآن والتى أطُلِقت فى الذكرى الثانية والأربعون ليوم الأرض 30 مارس 2018.
تجىء الذكرى الرابعة والأربعون ليوم الأرض هذا العام وسط رفض الشعب الفلسطينى والشعوب العربية وشعوب العالم الحرة لصفقة القرن التى أعلنها التاجر دونالد ترامب رئيس أمريكا وحامى حمى الكيان الصهيونى والحارس لأمنه، تلك الصفقة التى تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بإقامة دولة يهودية عاصمتها القدس مع ضم أراضى المستوطنات بالضفة الغربية وغور الأردن مع عدم الاعتراف بحق اللاجئين فى العودة إلى ديارهم وذلك بالمخالفة لكل القرارات الشرعية الدولية، تلك الصفقة التى تستولى على البقية الباقية من الأراضى الفلسطينينة وتترك أصحاب الأرض يعيشون فى كنتونات (معازل عنصرية منزوعة السلاح والسيادة).
ومن المعروف أن هذه الصفقة المشئومة سبقها منذ مجىء التاجر ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية 2017 عدة قرارات أصدرها ومنها إعتراف أمريكا بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس وقرار ضم الجولان السورية المحتلة إلى الدولة اليهودية المزعومة للحفاظ على أمنها وشرعنة المستوطنات وضم غور الأردن ونزع سلاح المقاومة باعتبار أن المقاومة تجمعات إرهابية تهدد أمن اسرائيل هذا بجانب تكوين حلف أمريكى صهيونى عربى ضد إيران باعتبارها العدو الرئيسى وليس الكيان الصهيونى.
وتجىء الذكرى هذا العام وسط هرولة معظم الأنظمة العربية للتطبيع المجانى مع الكيان الصهيونى المجرم فى كل المجالات سياسيا واقتصاديا ورياضيا وفنيا. إننا فى ذكرى يوم الأرض نحيى صمود ومقاومة الشعب الفلسطينى ونؤكد على:
● القضية الفلسطينية هى القضية المحورية المركزية للعرب وأنها قضية أمن قومى مصرى وعربى وأن عدونا الأساسى هو الكيان الصهيونى الغاصب.
رفض صفقة القرن بكل بنودها الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية.
● إقامة الدولة الفلسطينية من النهر للبحر وعاصمتها الأبدية القدس الشريف.
● انهاء الانقسام الفلسطينى – الفلسطينى والوقوف معا ضد االحلف الصهيونى الأمريكى.
حق عودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم الذين يزيد عددهم عن 6 مليون فلسطينى وفلسطينية.
● رفع دعاوى قضائية أمام المحاكم الدولية ضد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التى يرتكبها العدو الصهيونى من تهويد للقدس وطرد الفلسطينيين من منازلهم وهدمها والتوسع فى إقامة المزيد من المستوطنات والاعتداءات المستمرة واعتقال الشباب والنساء والأطفال وتعذيب الأسرى فى سجون الاحتلال.
● استمرار الشعوب العربية فى مقاطعة الكيان الصهيونى اقتصاديا وفنيا ورياضيا ومقاطعة بضائع الدول التى تدعم الكيان والمستوطنات.
● إنشاء الجبهة الشعبية العربية ضد الحلف الصهيونى الأمريكى للتصدى لسياسات تقسيم وتفتيت الدول وإشعال الصراعات والحروب داخل البلدان العربية على أساس عرقى ومذهبى بمساندة التيارات المتأسلمة المتطرفة والأنظمة المستبدة الفاسدة الخاضعة لسياسات وأوامر السيد الجالس فى البيت الأبيض.
عاش كفاح الشعب الفلسطينى والمجد للشهداء والحرية للأسرى والنصر للشعوب.
#د.كريمة_الحفناوى: ناشطة سياسية وقيادية في حركة كفاية، وعضو مؤسس بالحزب الاشتراكي المصري وجبهة نساء مصر، وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان/ مصر، وصديقة مقربة من الأتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحلفاء #الصين.
*(التدقيق اللغوي والتحرير الصحفي: أ. مروان سوداح).
*(المراجعة والنشر: عبد القادر خليل).