شبكة طريق الحرير الإخبارية/
بقلم: يلينا نيدوغينا
احتُفل مؤخراً في مقرات منظمة الأُمم المتحدة وفي باكو بمناسبة الذكرى الثلاثين لانضمام أذربيجان إلى عضوية هذه الهيئة الأُممية، بصفتها “سنداً قوياً للقانون الدولي وتعددية الأطراف، وبتأكيدها على تواصل دورها كشريك موثوق به للأمم المتحدة، وبأنها لن تدَّخر جهداً في زيادة الإسهام في السِّلم والأمن الدوليين”.
الموقف الأذربيجاني من الأمم المتحدة إيجابي للغاية، وتواصلي وتعاوني تاريخي، ويهدف إلى خلق أسرة دولية متناغمة ومتصادقة، تعمل على تدعيم أركان القانونين الدولي والإنساني ومنع التعدي على الآخر، إذ أظهرت هذه المنظمة العالمية مساندتها التامة لسيادة دولة أذربيجان على أرضها، وسلامة وحرمة حدودها المعترف بها دولياً. لكن، هذه الذكرى الـ30 لعضوية أذربيجان في الأمم المتحدة، تتزامن مع ذكرى ثانية أليمة ومبكية، هي احتلال جزء من أراضي أذربيجان نتيجة للعدوان العسكري الأرميني الشامل عليها سابقاً، الذي لم يأخذ بشفقة لا العجائز ولا الأطفال، وسعي يرفان لضم جزء من الأرض الأذرية بالقوة. إضافة إلى ذلك، شرعت أذربيجان منذ بداية اندلاع فيروس كورونا، بصفتها الرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز، إلى الإعلان عن مبادرات عالمية داخل الأمم المتحدة بغية تطبيقها في العالم، وبالتالي تقاسم المسؤولية وتعزيز التضامن والتعاون بين أطراف المجتمع الدولي، لنشر فكرة العائلة العالمية الواحدة المتجانسة وتطبيقها فعلياً وهذا ينسجم مع مصفوفة العلاقات الدولية والمبادئ الدينية والأخلاقية.
أكدت أذربيجان خلال كل الزمن المطوي مكانتها المسؤولة في هذه المنظمة ودورها البارز من خلال مشاركتها النشطة عبر الركائز الأربع لفعاليات الأمم المتحدة: “السلام، الأمن، التنمية، حقوق الإنسان”، مساهمتها في تحقيق الأهداف والنهوض بالمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة. ولهذا، لا عجب أن يتم إعلان “الدعم الساحق” لانتخاب أذربيجان في عام 2011 لتشغل مكانة “العضو غير الدائم” في مجلس الأمن الدولي، للفترة ما بين سنتي 2012-2013.
وبالتالي، تُشدد باكو في كل مرة وعلى الملأ على أهليتها وقدرتها على القيام بالمهام الكونية لصالح العائلة الإنسانية برمتها، سِيَّما في نشر السلام الحقيقي وترسيخ الأمان، ولفظ جنوح البعض من أصحاب جهنم إلى العدوان والاحتلال، رغبةً منهم بتوسيع مساحات أراضيهم على حساب الحق وحقائق التاريخ، كما حصل الأمر مع أذربيجان المسالمة، والتي ما تزال تتعرض إلى اليوم بين حين وآخر لاعتداءات، تستدعي رفض المجتمع الدولي والأمم المتحدة، ذلك أن مثل هذه التعديات إنَّما تؤدي إلى نشر الفوضى وتمكين أمزجة الاستعمار من العودة إلى سابق عهدها التوسعي بدون رقيب ولا حسيب.
استذكاراً للأحداث العصيبة خلال استهداف الاستعمار الأرميني للشعب الأذري بالكامل، باشرت الأمم المتحدة إلى مساعدة الضحية الأذرية بصورة “حاسمة”، لإنقاذ المدنيين العُزَّل الذين تم استهداف أجسادهم، وها هي تُشارك اليوم في مُجمل أنشطة الإعمار، وإعادة التأهيل، والتعاون الثنائي في العديد من الجوانب، منها إزالة الألغام التي زُرعت في أرض أذربيجان، ولأجل “عودة مضمونة دولياً” لجميع النازحين الأذريين إلى بيوتهم وأطيانهم المصادرة أرمينياً.
تشارك أذربيجان عن كثب في أنشطة حفظ السلام بتفويض من الأمم المتحدة في أجزاء مختلفة من العالم، وفي تنفيذ خطة التنمية المُستدامة لعام 2030، لا سيَّما الفعاليات المتصلة بحماية وتعزيز حقوق الإنسان، والتعاون أيضاً مع عدد من البلدان العربية في مكافحة التهديدات التقليدية والناشئة على الأمن العالمي.