في الذكرى الأولى لأعمال الشغب التي شهدها الكونغرس الأمريكي والتي صدمت العالم، وجدت وسائل الإعلام الأمريكية بتشاؤم أن “الفوضى غير الطبيعية” التي حدثت في يوم الـ6 من يناير عام 2021 يبدو أنها أصبحت “حالة طبيعية” في الولايات المتحدة. ونشرت صحيفة ((ذا هيل)) الأمريكية مقالاً بعد أحداث الـ6 من يناير، قالت إنه بالرغم من أن معظمنا يظنّون أن السياسة الأمريكية تعود الآن إلى طبيعتها تدريجيا، إلا أن الحقائق تظهر أن هذا الأمل ضئيل.

اليوم، لا تزال هيئة الأمن الأمريكية غير متأكدة بشأن ما إذا كانت أعمال شغب الكونغرس ستتكرر مرة أخرى. نشر موقع بوليتيكو الأمريكي مقالًا في الـ3 من يناير ذكر المقال إنه على الرغم من أن شرطة مبنى الكونغرس تعمل جاهدة لتسديد الثغرات الأمنية في مبنى الكابيتول، إلا أن الكثير من الناس لا يعرفون ما إذا كانت أعمال شغب الكونغرس ستتكرر أم لا، فالأزمة السياسية داخل وخارج مبنى الكابيتول تزداد سوءًا.

مع ذلك، هل أصبح الكونغرس فقط أكثر أسوأ؟

في الذكرى الأولى لأعمال شغب الكونغرس، لم يتبق لدى الأمريكيين سوى القليل من “الفخر الديمقراطي”. تظهر سلسلة من استطلاعات الرأي الأخيرة في الولايات المتحدة أن الأمريكيين لديهم قلق كبير بشأن حالة الديمقراطية الأمريكية. وفقًا للتقرير الصادر عن صحيفة ((ذا هيل)) الأمريكية، أظهر استطلاع للرأي نشرته الإذاعة الوطنية العامة وشركة إبسوس في الـ3 من يناير أنه في الذكرى الأولى لأعمال شغب الكونغرس، يعتقد 64% من البالغين الأمريكيين أن الديمقراطية الأمريكية في أزمة وتواجه مخاطر أعلى بالفشل. وفقًا لوكالة فرانس برس، أظهر استطلاع أجرته صحيفة واشنطن بوست وجامعة ماريلاند في الـ2 من يناير أن “الشعور بالفخر” لدى الأمريكيين تجاه الديمقراطية قد انخفض بشكل حاد، من 90% في عام 2002 إلى 54% اليوم. وبحسب نتائج استطلاع للرأي نشرتها شبكة ((سي بي إس)) في الـ3 من يناير، فإن ثلثي المستطلعين يعتقدون أن “الديمقراطية الأمريكية مهددة”.

بعد أعمال الشغب التي شهدها الكونغرس، ما زالت الوحدة التي كان يأملها الأمريكيون مفقودة. نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالاً في الـ3 من يناير مفاده أنه بعد عام كامل من أعمال الشغب في الكونغرس، استمرت الحروب الحزبية في الاشتعال في جميع أنحاء البلاد. ومع تزايد الشكوك حول الديمقراطية، تلاشت الآمال في الوحدة بشكل أساسي. توقع موقع VOX News الأمريكي في مقال بتاريخ الـ3 من يناير أنه بمجرد الاشتباه في شرعية الحزب الفائز في انتخابات شرسة من قبل الحزب الخاسر، ستندلع مظاهرات واسعة النطاق وكونغرس مشلول وحتى أعمال عنف قاتلة بين الأحزاب. نشرت صحيفة ((فاينانشال تايمز)) البريطانية مقالاً في الـ4 من يناير مفاده أنه بعد مرور عام على محاصرة الكابيتول هيل، لا تزال الولايات المتحدة عرضة للعنف السياسي، وقد تكون الاضطرابات المحلية هي مستقبل الولايات المتحدة.

في الواقع، أعمال الشغب التي شهدها الكونغرس هي مجرد صورة مصغرة لـ”مرض مزمن” النظام الديمقراطي الأمريكي. عندما تسوء “تغيرات باثولوجيّة” للديمقراطية الأمريكية، فلا عجب أن صحيفة ((نيويورك تايمز)) قالت: “إن يوم الـ6 من يناير لم يعد حدث من الماضي، ولكنه قد أصبح حالة حياتنا اليومية”.

*المصدر: سي جي تي إن العربية.