Thursday 18th April 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

مَهَام مَا بَعد خِطاب “شي” فِي دَافوس: توحّد البشَرية لتَحقيق التَّصالح والعَدالة والوِئام فِي مُجتَمع المَصير المُشترك الإنساني

منذ 3 سنوات في 18/فبراير/2021

خاص بشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية/

 

مَهَام مَا بَعد خِطاب “شي” فِي دَافوس: توحّد البشَرية لتَحقيق التَّصالح والعَدالة والوِئام فِي مُجتَمع المَصير المُشترك الإنساني

 

الأكاديمي مروان سوداح*

*رئيس الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء وحُلَفاء الصين، ومتخصص بالشؤون الصينية والعربية الصينية.

الإعلامية يلينا نيدوغينا**

**كاتبة وإعلامية روسية متخصصة بالتاريخ والسياحة الأردنية، ورئيسة تحرير جريدة «الملحق الروسي»، الناطق باللغة الروسية، وناشطة في الشأن الصيني.

 

بإجماع المُحلّلين السياسيين والمتخصصين بالشؤون الصينية والدولية، شكّل خطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ، في دافوس بالمنتدى الاقتصادي العالمي، “أجندة دافوس”، هذا العام، نقطة تحوّل عالمية في الاقتصاد والسياسة وعلاقات الدول والشعوب ببعضها البعض.

يتميّز خطاب الزعيم “شي” بتأكيده المتكرر على أهمية التعددية عالميًا، إذ ذَكَرَ ذلك مرات عديدة، مُشيرًا إلى أن تفعيل هذه التعددية على الأرض سيُمكّن من حل مشاكل العصر، وهو الذي ما انفك يدعو إليه بدون توقف، وفي كل مناسبة وحدث منذ سنوات عديدة.

يُنادي الرئيس شي بتعزيز التعددية والتعاون المشترك بين كل دول العالم، فلم يتوقف سيادته ساعة عن تكرار الإشارة إلى أهمية ضمان المنفعة المتبادلة والحقوق المتساوية في التنمية لجميع الدول والشعوب صغيرها وكبيرها دون تفرقة بينها، وهو أمر قلّما نسمعه من قادة الدول والحكومات، الذين قلة منهم يعملون بضمير وإيمان بمبادىء إنسانية في إطر أممية، للحفاظ على حياة الشعوب، ومكانة دولها وتناغمها مع الأسرة الدولية، ذلك أن تحكّم احتكارات السلاح وإقتصاد السلاح بسياسات العديد من الدول الخانعة والخاضعة لأوامر من وراء المحيط الكبير، يقف حجرة عثرة أمام تطور شعوبها وتأكيد سيادتها ومنع قبولها بمصفوفة سَلَامِيّة ما توقف يدعو الرئيس القائد شي إليها لتمكين الشعوب والانظمة من خلالها اكتساب نجاحات وتحقيق الجديد من النقلات للجميع، في مختلف مجالات النمو، ولتلبية المطالب الاجتماعية والعصرية للانسان، ولوضع لبنات مادية لإقتصاد كل بلد على حدة، ولمجموعات إقليمية وقارية من البلدان، وجمعها بالتالي لتشييد مستقبل تصب فوائضه في صالحهم في جديد طريق الحرير الصيني، الكوني المَسالك برًا وبحرًا وجوًا.

 وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية مؤخرًا، تشاو لي جيان، إن خطاب الرئيس شي جين بينغ أشار إلى إتجاه ومسار التنمية للعالم الحالي المشوَش، وأظهر حكمة الصين ومسؤوليتها. وأضاف: اعتقد أنه سيُعزّز بشكل فعّال إعادة بناء الثقة المتبادلة العالمية، وبناء إجماع عالمي، وتوحيد القوى العالمية، والتحرك بشكل مشترك نحو مجتمع مصير مشترك للبشرية.

  يُذكَر، أنه وخلال كلمته في اجتماع أجندة دافوس للمنتدى الاقتصادي العالمي، لفت الرئيس المناضل شي انتباه قادة العالم إلى أهمية التخلي عن التحيز الأيديولوجي، وضرورة الاشتراك في إتّباع مسار للتعايش السلمي والمنفعة المتبادلة والتعاون المُربح لجميع الأطراف. كما أكد سيادته بأن “الاختلاف في حدِّ ذاته لا يُعد سببًا للقلق، وما يُثير القلق بالذات هو الغطرسة والتحيز والكراهية”، مُشدّدًا في الوقت نفسه على أنه لا يمكن حل أي مشكلة عالمية عن طريق دولة واحدة، ويجب أن يكون هناك تحرك عالمي واستجابة وتعاون وتناغم دولي للنهوض سويًّا بالمهام الشاملة التي تتحدى الجميع دون استثناء أحدٍ.

 وفي رأي كلاوس شواب المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي حول خطاب الرئيس شي في دافوس، والذي ثمّنه الخبراء عاليّا، أن هذا الخطاب “كان تاريخيًا في مرحلة حاسمة للبشرية. وزاد، أنه وبعد أربعة أعوام من خطابه الشهير في منتدى دافوس عام 2017، حينما أكد على حاجة العالم إلى تبني التعددية، عاد هذا العام ليؤكد أيضًا على اقتراح ومفهوم التعددية في وقت حرج جدًا من تاريخ البشرية”، لافتًا الانتباه إلى أنه و “بعد أربع سنوات من المواجهة، لدينا الآن الفرصة لإعادة ضبط وتيرة التعاون الدولي ودخول عصر من التعاون.”

بدوره، يرى الصحفي السعودي والخبير في الشؤون الصينية عبد العزيز الشعباني، أن كلمة الرئيس الصيني جاءت واضحة ومختصرة كخريطة ترشد العالم إلى طريق أفضل لمستقبله، وجاءت صريحاتة لتذكرنا بأن التاريخ هو أفضل مَن يخبرنا بأن المواجهات والعداوات بين الدول لن تقودها إلا إلى الإضرار بمصالحها جميعًا. وأضاف، أن الحروب الباردة أو الساخنة أو التجارية أو التكنولوجية ستقوّض في النهاية رفاه الجميع، مبينا أن هذا واقع ومُشاهد وملموس تاريخيا، لذا فالمطلوب هو العمل على تحقيق تعاون عالمي مشترك وتكاتف أكبر بين الدول.

بينما يَذكر الخبير في الشؤون الصينية والمستشار الإعلامي السابق بسفارة مصر في بكين، أحمد سلام، أن كلمة الرئيس الصيني تضمنت مفتاح النجاح والتعاون في إطار المصير المشترك، حيث أن العالم كله أصبح قرية كونية صغيرة. لذلك، يتعين الإصرار على الانفتاح والتسامح والالتزام بالقوانين واللوائح الدولية والمثابرة على التعاون عبر المشاورات ومواكبة العصر.

وأشاد أحمد سلام برؤية الرئيس شي في خطابه حول إنجاز المهام الرئيسية الأربع التي تواجه الناس في عصرنا، قائلاً إن التعددية والتعاون الدولي مهمان للغاية في البيئة العالمية الحالية. وفي ظل جائحة كوفيد/19 الحالي، يجب على البلدان التعاون في البحث عن اللقاحات وتطويرها ومناقشة إستراتيجيات التنمية الاقتصادية بشكل مشترك. وأكد أن الصين لعبت دورًا مهمًا في تعزيز التعاون العالمي، معربًا عن اعتقاده بأن الصين ستواصل تقديم المزيد من الإسهامات في المستقبل.

 وفي نقاط مختصرة، تُشير وسائل الإعلام الصينية، إلى أن الرئيس والأمين العام “شي” أدرج في خطابه الأفكار الرئيسية المحورية تاليًا، والتي يَستلزم العمل والتعاون لتفعيلها على صعيد العالم، كمهمة إنسانية تصب في صالح الشعوب ومستقبلها الجماعي للمصير الواحد المشترك والزاهر:

1/ التطلع إلى مستقبل سمته التمسك بالتعددية. المشكلات التي تواجه العالم متشابكة ومعقدة، إلا أن طريق الخروج من تلك المشكلات يكون “عبر التمسك بالتعددية وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. فَ”معنى التعددية هو معالجة الشؤون الدولية عبر التشاور، ومستقبل العالم يتقرر من خلال عمل جميع الأطراف معًا”.

2/ على المجتمع الدولي رفض سياسات إفقار الجار الأنانية ضيقة الأفق، والتوقف عن الممارسات الأحادية المتمثلة في احتفاظ بلد ما بمزايا التنمية لنفسه، و “يتعين عدم اتخاذ القرار، هكذا ببساطة، عبر استعراض عضلات قوية أو التلويح بقبضة كبيرة”، و “يجب ألا تكون التعددية الانتقائية خيارنا”.

-3/ لكل دولة مِيزة في تاريخها وثقافتها ونظامها الاجتماعي، لا دولة تتفوق على دولة أخرى، و “يتعين تنسيق وتنظيم العلاقات بين الدول عبر القواعد والمؤسسات الملائمة، ويتعين ألا يتنمر القوي على الضعيف”. وأهمية “التخلي عن عقليّتي الغطرسة والانعزال، قائًلا: “اتضح لنا المرة تلو المرة أن إفقار الجار والتصرف على نحو منفرد والانزلاق إلى الانعزال المتغطرس، أمور ستفشل على الدوام”.

4/ يجب أن تعود التطورات العلمية والتكنولوجية بالنفع على جميع البشر، لا أن تُستخدم في عرقلة تنمية البلدان الأخرى واحتوائها.

5/ الحاجة إلى “إصلاح نظام الحوكمة العالمية وتحسينه على أساس التشاور المكثف وبناء التوافق”.

-6/ إفساح المجال كامًلا أمام دور منظمة الصحة العالمية في بناء مجتمع صحة عالمي للجميع، والمضي قُدمًا في إصلاح منظمة التجارة العالمية والنظام المالي والنقدي العالمي، على نحو يُعزّز النمو الاقتصادي العالمي ويحمي حقوق ومصالح وفرص التنمية للدول النامية.

 

التصنيفات: مقالات
بواسطة: khelil

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


التعليقات:
  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *