CGTN العربية/

يستفيد القرويون في مقاطعة يوننان بجنوب غربي الصين من الجسور والطرق الجديدة، حيث تفتح وسائل النقل الجديدة من وإلى القرى الجبلية طرقا للسياحة والتجارة.

تحتل المناطق الجبلية وشبه الجبلية حوالي 94% من مساحة المقاطعة، حيث كان القرويون يستخدمون حبال الانزلاق لعبور الأنهار. وتبني السلطات المحلية حاليا جسور وطرق حديثة لانتشالهم من الفقر.

خط الانزلاق بطول 470 مترا في قرية ينغقه في محافظة تشاوجيا، هو الخط الوحيد المتبقي فوق نهر جينشا في المقاطعة، وكان يعرف سابقا باسم “أعلى خط انزلاق في آسيا”، ويربط 2000 قروي في مقاطعتي يوننان وسيتشوان، وقد أصبح الآن وجهة سياحية.

وقال جيانغ شي شيويه، قروي من قرية ينغقه: “في الماضي، لم يكن هناك طريق في قريتنا وكان من الصعب جدا بناء طريق. وعندما لم تكن هناك حبال للانزلاق، كان على الناس أن يسيروا عبر الجبال ليأخذوا قاربا عبر نهر جينشا، وكانت رحلة خطرة”.

في عام 1999، دعا جيانغ القرويين إلى بناء طريق حبلي لعبور النهر الذي كان يغرق ويقلب القوارب في الماضي. ولمدة أكثر من 20 عاما، كان يعمل ليلا نهارا من أجل مساعدة أي شخص يحتاج إليه، ولم يتعرض أبدا لحادث في تشغيل الحبال.

وقال جيانغ: “أعمل من الصباح إلى المساء في غرفة التحكم في الحبال بدون توقف. وأساعد مئات الأشخاص في استخدام الحبال كل يوم، أكثر من 100 رحلة في اليوم. وأحيانا لا أجد وقتا كافيا لتناول الطعام”.

في ذلك الوقت، لم يكن طريق الحبال يساعد المحليين فقط على الالتحاق بالمدرسة، والعمل في المدن، وطلب العلاج، بل كان يمكنهم أيضا من نقل الضروريات اليومية مثل الملح والماشية والأجهزة المنزلية.

وقال تانغ تشي لو، مسؤول بقرية ينغقه: “عندما كانت القرية غير متصلة بالطرق السريعة والجسور، كان من الصعب جدا على المحليين السير على الطرق الوعرة والمتعرجة. على سبيل المثال، كان على المحليين الاعتماد على أنفسهم وعلى الخيول لنقل مواد البناء، مما ضاعف تكاليفهم. وكان بناء المنازل لبعض الأسر يستغرق ثلاث سنوات”.

في يناير عام 2015، شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ على أهمية تحسين البنية التحتية لمقاطعة يوننان أثناء جولته التفقدية في المقاطعة. وفي يوليو عام 2018، تم الانتهاء من بناء جسر نهر جينشا الذي يقع على بعد مئات الأمتار من طريق الحبال. وبعد عام واحد، تم بناء طريق سريع يربط القرية بالمحافظة المحلية، مما أرسى أساسا قويا للقرية للقضاء على الفقر.

وقال جيانغ كاي شيان، مسؤول بمكتب النقل بمحافظة تشياوجيا: “بفضل الجسر، يمكنني الآن العودة إلى مسقط رأسي بشكل دوري”.

جيانغ كاي شيان، الابن الأصغر لجيانغ شي شيويه – مؤسس طريق الحبال، يزور والديه الآن مستقلا سيارته بدلا من الاعتماد على طريق الحبال الذي كان يديره والده. وقال إنه اتخذ قراره لتغيير نظام العبور القديم عندما كان طفلا.

وقال جيانغ الابن: “لقد تعلمت قصة عن جسر تشاوتشو القديم عندما كنت في المدرسة الابتدائية. وفي ذلك الوقت، اعتقدت أنه إذا تمكنا من بناء جسر خاص بنا فوق جزء من نهر جينشا، فإن حياتنا ستكون أسهل بكثير. وفي وقت لاحق، اخترت هندسة الطرق السريعة كتخصص في الجامعة”.

بعد تخرجه من الجامعة، تم إيفاد جيانغ الابن للعمل في إدارة النقل المحلية. ومن أجل ربط جميع قرى المحافظة بالطرق السريعة والجسور، أجرى معاينات ميدانية في جميع القرى البالغ عددها 179، وشارك في بناء الطرق السريعة والجسور التي يبلغ طولها الإجمالي أكثر من 3000 كيلومتر.

وسهل الجسر الجديد حياة المحليين إلى حد كبير، ومكنهم من كسب العيش في مسقط رأسهم بدلا من أن يصبحوا عمالا مهاجرين.

وقال القروي جين تشاو لون: “بدون الطريق الجديد، لم يكن لدي فرصة للحصول فرصة عمل في مسقط رأسي حتى لو كنت أرغب في العودة. شكرا جزيلا لحكومتنا لجعل الطرق تصل إلى قريتنا”.

تم الحفاظ على طريق الحبال القديم، الذي يعد شاهدا على تاريخ التنمية المحلية، ليظهر للسياح تغيرات المنطقة. واعتبارا من نهاية عام 2018، أكملت مقاطعة يوننان 199 مشروعا لتحويل طرق الحبال إلى جسور، وهو ما يمثل 60.8% من إجمالي طرق الحبال في البلاد، ويستفيد منها ما يقرب من 1.23 مليون شخص.

ومن عام 2016 إلى عام 2020، عوضت المقاطعة أوجه القصور وكسرت الاختناقات، واستثمرت ما مجموعه 1.14 تريليون يوان (176 مليار دولار أمريكي) في مشاريع النقل خلال تلك الفترة. ومن بينها لا يزال الاستثمار في الأصول الثابتة في الطرق السريعة والممرات المائية يحتل المرتبة الأولى في الصين.