كمنطقة رائدة في الإصلاح والانفتاح في الصين وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، توجهت مدينة شنتشن إلى تحويل نفسها إلى مدينة عالمية أكثر تنافسية وابتكارا وتأثيرا من خلال توطيد الإنجازات التي تحققت على مر السنين كمنطقة تجريبية في البلاد.

منذ بداية الإصلاح والانفتاح في الصين في عام 1978، كانت مدينة شنتشن بجنوبي البلاد “ساحة تجريبية” للإصلاحات الصينية. وبالاستفادة من الابتكار التكنولوجي، حققت المدينة نجاحا كبيرا وأصبحت نموذجا يحتذى به على المستوى الوطني للتنمية عالية الجودة، حيث حولت نفسها من قرية صيد صغيرة إلى مدينة حديثة يبلغ عدد سكانها أكثر من 13 مليون نسمة.

وبمناسبة الذكرى الـ40 لتأسيس منطقة شنتشن الاقتصادية الخاصة، أصدرت السلطات المركزية في الصين خطة خمسية لتشغيل البرامج التجريبية للإصلاح الشامل في بناء المنطقة التجريبية الرائدة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في شنتشن في أكتوبر عام 2020، مما منح المدينة قدرا أكبر من الحكم الذاتي لتنفيذ الإصلاحات في المجالات الرئيسية.

وتهدف الخطة إلى تحسين النظام والآلية لتوزيع عناصر الإنتاج الأساسية، وتحسين بيئة الأعمال، وتحسين النظام الاقتصادي المفتوح عالي المستوى، وتحسين نظام إدارة البيئة الطبيعية والفضاء الحضري في المدينة. وبإرشادات الخطة، تعمل المدينة على دفع الإصلاحات في جميع المجالات من أجل تنمية أكبر.

كقوة دافعة رئيسية في منطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى بجنوبي الصين، واصلت شنتشن جذب المواهب الدولية من خلال جهود مختلفة، بما في ذلك تخفيف القيود المفروضة على المهنيين الأجانب في المدينة أو رفعها، لدعم تنميتها عالية الجودة.

وقال تشن شنغ، أمين رابطة هونغ كونغ للمهنيين الشباب “بالنسبة لنا نحن سكان هونغ كونغ القادمين إلى البر الرئيسي الصيني للعمل، يعد الاعتراف بالمؤهلات المهنية أكبر عائق، حيث إن هونغ كونغ والبر الرئيسي الصيني لهما آليات مختلفة للاعتراف بالمؤهلات المهنية. ولحسن الحظ، أصبح بعض أصدقائي ومنهم مهندس ومحاسب من أوائل من اجتازوا التقييم للاعتراف بمؤهلاتهم المهنية في البر الرئيسي، واستقروا في منطقة تشيانهاي بشنتشن. وأدى ذلك إلى تعزيز ثقتهم بشكل كبير”.

أدت الجهود المستمرة إلى تنمية بيئة مفتوحة وشاملة بشكل متزايد في شنتشن، وجذبت مجموعة متزايدة من المواهب الدولية وتعزيز الدور الإستراتيجي للمدينة كمركز علمي وطني شامل.

وقال تشانغ بوه، باحث في مختبر خليج شنتشن، مرفق رئيسي مخصص للابتكار العلمي في قلب منطقة الخليج الكبرى “لدي إيمان راسخ بأنه في المستقبل المنظور، ستزدهر شنتشن تماما مثل وادي السيليكون. وسأستمر في اختيار هذه المدينة التي تتمتع بإمكانات كبيرة”.

منذ دخول لوائح تعزيز الابتكار العلمي والتكنولوجي في منطقة شنتشن الاقتصادية الخاصة حيز التنفيذ في نوفمبر عام 2020، شهدت الصناعات الناشئة الإستراتيجية في المدينة قيمة مضافة تزيد عن تريليون يوان (157 مليار دولار أمريكي)، ما يمثل 37.1% من الناتج المحلي الإجمالي للمدينة، وأصبحت محركا رئيسيا للنمو الاقتصادي للمدينة.

وقال تشيوي جيان، نائب رئيس معهد التنمية الصيني “من أجل تحويل محركات النمو الاقتصادي في المرحلة التنموية الجديدة، من التنمية المدفوعة بعناصر الإنتاج إلى المدفوعة بالابتكار، نحتاج إلى إيجاد منطقة تجريبية لاستكشاف حل هذه المشكلة. ولذلك تم اختيار شنتشن كمدينة تجريبية رائدة”.

في أكتوبر عام 2020، دخلت اللوائح الجديدة الخاصة بمحكمة شنتشن للتحكيم الدولي حيز التنفيذ، بهدف جعل مجلس المحكمة والمحكمين متوافقين مع الممارسات الدولية.

وقالت آن شين، نائبة رئيس المحكمة “يهدف الإصلاح إلى إنشاء آلية تضمن الفصل والتوازن الفعال بين اتخاذ القرار والتنفيذ والرقابة. وفي الوقت الحاضر، هناك سبعة من أعضاء مجلسنا الـ13 من هونغ كونغ أو خارج الصين. ويتمتع ذلك بأهمية كبيرة لضمان الاستقلال المؤسسي للتحكيم وتشغيله المنظم”.

مع استمرار شنتشن كمدينة رائدة في الإصلاح والانفتاح في الصين، قامت أيضا بتجربة الإصلاحات في مجالات مثل رفاهية المواطنين والتعليم والرعاية الصحية، وحققت نتائج مثالية وقدمت المزيد من الخدمات للسكان المحليين.

وقال قوه يه هوا، نائب مدير لجنة الإصلاح والتنمية بالمدينة “بالنسبة “بالنسبة لجيلنا من أهل شنتشن، تتمثل المسؤولية في القيام بعمل جيد في بناء المنطقة التجريبية الرائدة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. وستبهر مدينة شنتشن العالم بالتأكيد بنظامها الاقتصادي الحديث وتنميتها عالية الجودة”.

*سي جي تي إن العربية.