CGTN العربية/
في مشهد غير معتاد، شوهد روبوت أبيض على هيئة إنسان يسير على عجلاته الأربع في ممر قسم الطوارئ بمستشفى خاص في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، شمال العاصمة المصرية القاهرة.
ويتم التحكم في الروبوت كيرا 03 عن بعد من قبل مخترعه محمود الكومي، وهو مهندس مصري يبلغ من العمر 27 عاما كان يعكف على تطوير روبوته حتى توصل مؤخرا إلى النسخة النموذجية الأولية الحالية.
وقال الكومي في المستشفى إن الإصدار الجديد أكثر دقة، حيث يتسم بدرجة أعلى من حيث التعرف على الوجوه وأقنعة الوجه. كما تمت إضافة ذراع آلية جديد إلى كيرا 03 لجعله متعدد الأغراض.
وأضاف أنه إلى جانب قدرته على إجراء اختبار بي سي آر لاكتشاف مرض كوفيد-19 وقياس درجة الحرارة ووظائف حيوية أخرى، فإن كيرا 03 يستطيع أيضا إجراء التخطيط القلبي والتقاط صور بالأشعة السينية، مشيرا إلى أن روبوته يساعد في تقليل الاتصال المباشر بين الطاقم الطبي والمرضى بنسبة 90 بالمائة.
ويحتوي الروبوت على شاشتين: شاشة رئيسية على الصدر وأخرى مساعدة أسفل.
وأوضح الكومي أنه من خلال الذكاء الاصطناعي، يمكن لكيرا 03 إحصاء الأشخاص الموجودين من خلال التعرف على الوجه وتحديد ما إذا كانوا يحافظون على مسافة اجتماعية مناسبة بناء على تقدير مساحة المكان.
وقال الشاب المبدع إنه طور ثلاثة إصدارات من كيرا بمفرده باستخدام مكونات بسيطة متاحة، مضيفا أنه يهدف إلى تطوير كيرا 04 ويتوقع إنتاجا ضخما بعد ذلك.
وأضاف أنه اختبر الإصدار الجديد في مستشفى خاص قريب منه خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وقال مسؤولو المستشفى إنهم رحبوا باختراع الكومي اعتقادا منهم بأن روبوته سوف يساعد في تقليل معدل الإصابة بكوفيد-19 بين الموظفين والمرضى في المستشفى.
وقالت داليا رسلان، مديرة المستشفى التي يقوم فيها الكومي بتجربة كيرا 03، إنه عندما اقترح الكومي الفكرة لأول مرة منذ حوالي ستة أشهر، اقتنعت بها لتشجيع العلم ودعم الشباب المبدعين.
وأضافت المسؤولة بالمستشفى أنه نجح الإصدار الأقدم في إجراء اختبارات بي سي آر أثناء ذروة تفشي كوفيد-19 عندما كان المسعفون مترددين. والآن يمكن للإصدار الجديد قياس درجة الحرارة عن بعد وإجراء فحوصات بالموجات فوق الصوتية والتخطيط القلبي. إنه ابتكار تم في وقت قصير.
وفي غرفة الطوارئ، استلقى مساعد الكومي عبد الرحمن حسام، طالب الثانوية العامة البالغ من العمر 16 عاما، بدون قميص على السرير بينما كان كيرا 03 يحرك ذراعه الروبوتية على صدره مثل مسبار الموجات فوق الصوتية لإجراء التخطيط القلبي.
وقال الطالب، الذي كان مع المهندس محمود الكومي منذ ست سنوات وتعلم منه لغات البرمجة والتصاميم، بفخر إنه أول من خضع لاختبار بي سي آر للكشف عن كوفيد-19 بواسطة روبوته.
ويوجد المستشفى الذي تجري فيه تجربة كيرا 03 بالقرب من أكاديمية روبوتو، وهو مركز يشبه المدرسة قام الكومي بتأسيسه لتعليم الأطفال في هذا المجال.
العناية بالاجيال يؤدي الى ازدهار المجتمعات العربية والعكس صحيح.. لدينا نحن العرب عقول مستنيرة ومبدعة كثيرة، لكن ينقصها اهتمام حقيقي من الحكومات بها ودعمها علميا وماليا وحدبا ومحبة بابداعاتها وخدماتها لتشعر بأن الوطنية التي تتحدث عنها حكوماتنا تجد تفعيلاتها على ارض الواقع العربي يومياً وفي الاتجاه الصحيح..
مبروك مليون مبروك لهذا المخترع المصري العبقري والعظيم.. إلى الامام..!..