شبكة طريق الحرير الإخبارية/العربية CGTN

في الأول من يناير 1997، وصلت إلى هونغ كونغ قادما من الولايات المتحدة وبدأت العمل في مجال التعليم القانوني منذ ذلك الحين. كنت شاهدا بشكل مباشر على تشكيل مبدأ دولة واحدة ونظامان.

بعد عودة هونغ كونغ إلى الصين، أظهر الحزب الشيوعي الصيني ثقته وقراره في تنفيذ المبدأ الذي تمت كتابته في دستور جمهورية الصين الشعبية في ديسمبر 1982.

يعد هذا المبدأ تطورا رئيسيا لنظرية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ونموذجا جديدا للحل السلمي للقضايا التاريخية.

“دولة واحدة” أساس “نظامان”

المنطق الأساسي هو إن التعايش بين “نظامان” ممكن فقط ضمن إطار”دولة واحدة”. ومع ذلك، في الممارسة الفعلية، يستغرق الأمر وقتا لتطوير فهم مناسب له.

ذكر التقرير المقدم إلى المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني في نوفمبر 2012 إنه “يجب علينا أن ننفذ بشكل كامل مبدأ دولة واحدة ونظامان، والذي بموجبه يدير أهالي هونغ كونغ شؤون هونغ كونغ ويدير أهالي ماكاو شؤون ماكاو وكلا المنطقتين تتمتعان بدرجة عالية من الحكم الذاتي. يجب أن نلتزم بمبدأ الصين الواحدة ونحترم الاختلافات بين النظامين، وكلاهما يدعم سلطة الحكومة المركزية ويضمن درجة عالية من الحكم الذاتي في المناطق الإدارية الخاصة، كلاهما يفسح المجال لدور البر الرئيسي باعتباره الداعم القوي لهونغ كونغ وماكاو ويزيد من قدرتهما التنافسية. ولا ينبغي في أي وقت أن نركز فقط على جانب واحد وإهمال الآخر”.

ومع ذلك، كانت أعمال الشغب التي اندلعت في هونغ كونغ عام 2019 بمثابة ثورة ملونة بتحريض من الغرب. اتخذت الحكومة المركزية إجراءات لدعم”دولة واحدة ونظامان” و”حكم هونغ كونغ وفقا للقانون” لإنهاء الوضع الفوضوي.

وشملت التدابير سن قانون الأمن القومي لهونغ كونغ، وإصلاح النظام الانتخابي لهونغ كونغ الذي وضع منهجية الانتخابات الأساسية للجنة الانتخابات والرئيس التنفيذي والمجلس التشريعي، فضلاً عن دمج مبدأ “الوطنيون يحكمون هونغ كونغ” فى بيان الدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية الـ19 للحزب الشيوعي الصيني.

تُظهر الانتخابات الأخيرة الناجحة في هونغ كونغ أنه مع ظهور هيئة الإدارة المحلية بمظهر جديد، دخلت المدينة عهدا جديدا من الحكم الرشيد.

الخيول تجري، والأسهم تتأرجح، والراقصون يرقصون

تمارس هونغ كونغ درجة عالية من الحكم الذاتي وتتمتع بسلطة تنفيذية وتشريعية وقضائية مستقلة، بما في ذلك سلطة الحكم النهائي، وفقا لأحكام القانون الأساسي.

لا يزال بإمكان السكان المحليين المشاركة في أنشطتهم المفضلة. تمامًا كما قال الزعيم الصيني الراحل دنغ شياو بينغ، “ما زالت الخيول تجري، والأسهم لا تزال تتأرجح، ولا يزال الراقصون يرقصون” في هونغ كونغ.

حافظت المدينة على مكانتها كواحد من المراكز المالية ومراكز الشحن والمراكز التجارية في العالم وميناء حر. إنها أكبر مركز للرنمينبي في الخارج وتواصل الاستفادة من مزاياها كمدينة متعددة الثقافات للمشاركة في التبادلات الثقافية والفنية الدولية وزيادة بصمتها العالمية. كما تغلبت المدينة، بدعم من الحكومة المركزية، على أزمتين ماليتين ووبائين.

دعونا نلقي نظرة فاحصة على تطورات ماكاو لأنني غالبًا ما أذهب إلى هناك. شهدت المدينة منذ عودتها إلى الصين نموًا اقتصاديًا سريعًا واستفادت من مجتمع مستقر ومتناغم، بينما تحسنت مستويات المعيشة بشكل ملحوظ.

كما ينبغي أن نلاحظ تنمية منطقة خليج قوانغدونغ- هونغ كونغ- ماكاو الكبرى. تم طرح هذا المفهوم أولا من قبل بكين في مارس عام 2015.

يجب إعادة توحيد بلادنا

باعتباره حجر الزاوية للحفاظ على الازدهار والاستقرار على المدى الطويل في هونغ كونغ وماكاو، يُنفذ مبدأ “دولة واحدة ونظامان” إلى البر الرئيسي وهونغ كونغ وماكاو كمجتمع ذي مستقبل مشترك، سعيا إلى التجديد العظيم لنهضة الأمة الصينية وإرساء نموذج للحل السلمي لمسألة تايوان.

تم تصميم مبدأ “دولة واحدة ونظامان” في الأصل لتايوان، ولكن تم تطبيقه لاحقًا في هونغ كونغ وماكاو. تتجلى شرعيته في الدرجة العالية من الحكم الذاتي والازدهار الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي التي تتمتع بها المنطقتان الإداريتان الخاصتان في العقدين التاليين بعد عودتهما إلى الصين، وينبغي أن ينطبق ذلك على تايوان بعد إعادة توحيدها السلمي مع البر الرئيسي.

(بمساهمة السيد قو مين كانغ، عضو مجلس الرابطة الصينية لدراسات هونغ كونغ وماكاو.)