حققت مبادرة “الحزام والطريق” الصينية إنجازات مثمرة من خلال خلق فرص ومكاسب كبيرة للعالم، وتعزيز الرخاء المشترك في السعي لتحقيق التنمية عالية الجودة.
على مر السنين، نمت المبادرة التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013، لتصبح واحدة من أكبر منصات التعاون الدولي للعالم. ونقل البناء المشترك لمشاريع “الحزام والطريق” ثقة وقوة للمجتمع الدولي، وقدمت مساهمات مهمة في التعاون العالمي لمكافحة جائحة “كوفيد-19” والتعافي الاقتصادي.
وفي الأشهر الأربعة الأولى للعام الجاري، ارتفعت تجارة الصين مع دول “الحزام والطريق” 15.4% على أساس سنوي إلى 3.97 تريليون يوان (593 مليار دولار أمريكي)، مما يشير إلى مرونة وحيوية التعاون في إطار “الحزام والطريق”.
وأصبحت قطارات الشحن بين الصين وأوروبا، التي تعمل منذ أكثر من عقد من الزمن، عمودا فقريا لـ”الحزام والطريق”، وتحولت إلى شريان رئيسي للتجارة بين الصين وأوروبا. وفي مدينة تشنغتشو بمقاطعة خنان بوسط البلاد، يتم جمع الإمدادات الطبية قبل شحنها إلى أوزبكستان عن طريق قطارات الشحن. وزاد عدد الخطوط التي تربط تشنغتشو بالمدن الأوروبية إلى 16.
وقال لي يي مينغ، سائق قاطرة “كان هناك زوج واحد فقط من القطارات خلال شهر في البداية. ولكن الآن هناك 16 قطارا يغادر و18 قطارا يصل إلى مدينة تشنغتشو كل أسبوع، وتكون محملة بكثافة في كلا الاتجاهين”.
فتحت مقاطعات صينية داخلية عديدة كان اقتصادها متخلفا نسبيا مثل مقاطعة خنان، خطوطا جديدة لقطارات الشحن بين الصين وأوروبا، واكتسبت فوائد كبيرة لتصبح رائدة في انفتاح البلاد على العالم.
وقال ليو وي دونغ، باحث في معهد العلوم الجغرافية وبحوث الموارد الطبيعية للأكاديمية الصينية للعلوم “خلال السنوات الماضية، تم إثراء محتويات مبادرة “الحزام والطريق” باستمرار. ومن التصميم عالي المستوى إلى التركيز على كيفية خلق مشاريع ذات فوائد للمجتمع المحلي، تخطو المبادرة إلى مرحلة جديدة من التنمية عالية الجودة، وتساعد على تعزيز انفتاح الصين الشامل على العالم”.
بتوجيه مبادئ التشاور والتشارك والمنافع المتبادلة، أصبحت مبادرة “الحزام والطريق” من أكثر المنافع العامة الدولية شعبية ومنصة للتعاون الدولي للعالم. وحتى الآن، وقعت الصين أكثر من 200 وثيقة تعاون مع 149 دولة و32 منظمة دولية في إطار المبادرة.
وحققت السكك الحديدية بين الصين ولاوس، مشروع بارز في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، نموا ملحوظا منذ تشغيلها قبل نصف سنة. وحتى مطلع يونيو الجاري، تم مناولة أكثر من 3.27 مليون مسافر و4.03 مليون طن من البضائع عبر الخط الذي يربط مدينة كونمينغ بجنوب غربي الصين مع فيينتيان عاصمة لاوس، وفقا لمجموعة السكك الحديدة الوطنية الصينية.
إن السكك الحديدية الجديدة لا تجعل النقل بين المقاطعات أسهل فحسب، بل وتعزز النمو الاقتصادي والتحضر، وفقا لوزير الأشغال العامة والنقل في لاوس فينغسافاث سيفاندون. وأضاف الوزير أن خط السكك الحديدية الجديد فائق السرعة سيحسن صورة لاوس الوطنية.
خلقت مبادرة “الحزام والطريق” فرصا وفوائد عظيمة للعالم. وتجاوز حجم التجارة التراكمي بين الصين والدول المشاركة في المبادرة 10 تريليون دولار أمريكي. وتجاوز الاستثمار المباشر غير المالي للشركات الصينية في هذه الدول 140 مليار دولار أمريكي، وساعدت في إنشاء أكثر من 16 ألف شركة وخلق فرص عمل عديدة.