قال بيل غيتس، المؤسس المشارك لمايكروسوفت، في مقابلة مع معهد لوي، وهو مركز أبحاث أسترالي، إن النظام العالمي الحالي مصمم حول قيادة الولايات المتحدة. في الوقت الحالي، أصبحت الولايات المتحدة ضعيفة سياسيا، فمن المأمول أن تلعب بعض الدول بما فيها الصين دورا أكبر في الحوكمة العالمية.
بعد نهاية الحرب الباردة، كانت الولايات المتحدة تؤمن إيمانا راسخا بأن قيمها ونموذجها المؤسسي كانت الخيار الأفضل للمجتمع البشري، واستخدمت القوة كوسيلة رئيسية لفرض “الديمقراطية على النمط الأمريكي” للعالم والسعي للحصول على فوائد منها.
كمصدر مهم لموارد النفط في العالم، ظل الشرق الأوسط منطقة تركز عليها الولايات المتحدة من أجل الحفاظ على هيمنتها العالمية. من أجل قلب حكومات دول الشرق الأوسط التي لا تمتثل لأوامرها، خلقت الولايات المتحدة كل أنواع الأعذار حتى شنت الحروب. وخلال أكثر من عشرين عاما مضت، قتل ما يقرب من مليون روح من الأرواح البريئة في الشرق الأوسط تحت شعار “الديمقراطية على النمط الأمريكي”. تسببت هيمنة الولايات المتحدة في الكثير من الأذى.
يمر المجتمع البشري في القرن الجديد بمرحلة تطور كبير وتغير كبير وتكيف كبير. في مواجهة الاتجاهات الجديدة في الوضع الدولي، اقترحت الصين على العالم مفهوم “مجتمع مصير مشترك للبشرية” وهي ملتزمة ببناء عالم يسوده السلام الدائم والأمن الشامل والازدهار المشترك والانفتاح والشمول والنظافة والجمال.
تتمتع الصين والدول العربية بتاريخ حافل من التبادلات الودية منذ ما يقرب من 2000 عام، وفي ظل الوضع الدولي الحالي، تنجذب الصين والدول العربية إلى بعضها البعض وتتعاون بشكل كبير بسبب التجارب التاريخية المتشابهة وأحلام التنمية المشتركة والثقة والدعم المتبادلين. في السنوات العشر الماضية، حققت الصين والدول العربية سلسلة من الإنجازات البارزة في مختلف المجالات. وإذا أخذنا المجال الاقتصادي والتجاري كمثال، في السنوات العشر الماضية، زاد حجم التجارة الصينية العربية بمقدار 100 مليار دولار أمريكي ليتجاوز 300 مليار دولار أمريكي؛ وازدادت الاستثمارات الصينية المباشرة في الدول العربية بمقدار 2.6 مرة، حيث وصلت إلى 23 مليار دولار أمريكي؛ ونفذ أكثر من 200 مشروع في إطار البناء المشترك لـ”الحزام والطريق” يستفيد منها ما يقرب من ملياري شخص للجانبين.
اليوم، يسأم المجتمع الدولي بشكل متزايد من الهيمنة الأمريكية، فالسلام والتنمية هي التطلعات المشتركة للناس في جميع أنحاء العالم. ما هو الدور الذي تتوقع أن تلعبه الصين في المجتمع الدولي اليوم؟
