جريدة الدستور الأردنية/
خالد رافع الفضلي*
ليس هناك أجمل من أن تمتزج الأنسانية بعبق الأبداع والعبقرية، وليس هناك أرقى من جسد سكنته الملائكة، لاسيما تلك التي تمنح روح العافية في النفوس وتبعث الأمل والأطمئنان في القلوب المكسورة.
نشمي وجندي من جنود الوطن الذي راهن عليهم جلالة مليكنا «عبدالله الثاني» حفظه الله ورعاه وباهى وفاخر بهم الأمم، ممن يتمتعون بنضارة مميزة في الطاقة والفكر وتفاني في العمل، خصوصاً، في ظل جائحة كورونا الجائرة. أنه الطبيب الأنسان «محمد فاروق أبو حويج» الذي نعتز ونفتخر به نحن الأردنيون كعلمٍ بارز في فضاء الرحمة والتراحم؛ لِما له من يد بيضاء سخية أجدى من نوال الكريم إذا وهب، واصِلاً ليله بنهاره قاتلاً جل وقته في رعاية مرضاه بأقصى قدر من قدراته، متطوعاً بعمله ومهنته كـ باب زكاة له.
يحدثنا أبو حويج – الذي هبّ لأنقاذ إبني الطفل (محمد) في مدينتي الزرقاء، في زمن كورونا العصيب، حين لم يكن طبيب ومُمَرِّض في منطقتنا، وحين تطلب الأمر عناية خاصة وفائقة لم يقدر عليها أحد مهنياً ومالياً ومكانة واجتهاداً، وحين قفلت أبواب النجاة في وجوهنا، انبرى هذا الطبيب الأمثولة والمُخلص للدين والمليك والوطن وصاحب الأيدي والمشاعر الانسانية الفُضلى – قائلاً «نحن نرافق المرضى من خلال رحلات الألم، الأمل، الخسارة، المعاناة، الاحتفال والشفاء والبدايات والنهايات»، وقد عهِدنا لمرضانا أن نعمل في مصلحتهم واتخاذ قرارات مشتركة معهم وعنهم؛ كما أن «اللّمسة البشرية – سواء كانت افتراضية أو شفهية أو غير ذلك – تظل جزءاً حيوياً من الرعاية الصحية لدينا»، وإن العلاقة بين الطبيب والمريض هي في صميم ما نقوم به، ومن خلال احتضان هذه العلاقة واحترامها، سنستمر في توليد الثقة، وإظهار الثقة، وإظهار أننا نهتم،نحن جميعاً بهذا الأمر سوياً من خلال تقديم الدعم النفسي والمهني لإعادة هيكلة حياتهم اليومية؛ الذي سيساهم في نهاية المطاف في تحسين نتائجهم الصحية بشكل فعّال، وإن الاحترام الخاص لكرامة الإنسان هو موازٍ للفضائل المهنية المهمة، لغايات الطب والتطبيب والتعاطف والرعاية والاجتهاد، وهي الفضائل الأساسية لمساعدة المرضى والعائلات على التعامل مع أسرار وأزمات المعاناة البشرية التي يخلفها المرض.
وفي الممارسة اليومية للطاقم الطبي لمستشفى «قصر شبيب»؛ يكمل أبو حويج؛ أن لدى الممرضات العديد من الفرص لممارسة وتجربة المشاركة في خلق لحظات مع المرضى كنوع من أهداف المستشفى السامية ضمن أسس منهجية علمية مدروسة، وتحت شعار «المريض هو مسؤوليتنا». بالإضافة إلى تقديم خبرات تجريبية وإرشادات توعوية للممرضات؛ تساعدهم للتغلب والتأقلم في إدارة ضغوطات الحياة اليومية الكامنة في المنزل والحياة العملية، خصوصاً في مواجهة «المرضى العدوانيين»، أو أولئك الذين تقطّعت بهم السّبُل وتنكّرت لهم الأيام في الأمراض المزمنة.
*تعريف بالكاتب #خالدرافع_الفضلي: أستاذ محاضر وباحث في الفلسفة، ومتخصص بالشؤون الصينية، ومستشار رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء (وحلفاء)الصين للعلاقات الاردنية الصينية, ومستشار إعلامي للشؤون الصينية لشبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية.