شبكة طريق الحرير الإخبارية/
لماذا يسعى الغرب لجر الصين لازمة اوكرانيا
رؤية حرة
بقلم: منصور ابو العزم
تتوالى المطالبات تلو الاخرى من الولايات المتحدة تحديدا للصين بالاختيار: اما معنا اى مع الغرب او مع « العدوة » روسيا، حتى الرئيس الاوكراني زيلينسكي طالب الصين بادانة «العدوان» الروسي على بلاده ، وهدد الرئيس الامريكي بايدن بكين بعظائم العقوبات وغيرها ان هي قدمت مساعدات لروسيا، بالرغم من ان واشنطن تفرض عقوبات اقتصادية وتكنولوجية قاسية على بكين. وعندما لم يغير كل هذا من سياسة الصين، اضطر الرئيس الامريكي الى الدخول في حوار مع الرئيس الصينى شي جين بينغ لمدة ساعتين، واذا كانت الترجمة استغرقت نحو الساعة، فان هذا يعنى ان بايدن حاول خلال ساعة كاملة اقناع شي بترك موقف الحياد من الازمة الاوكرانية والانحياز الى الغرب أو على الاقل عدم تقديم مساعدات لروسيا أو دعم موقفها في المحافل الدولية. وبعدها اعلن بايدن ان سياسة بلاده تجاة تايوان الصينية لم تتغير، اى ان واشنطن مازالت تعتبر تايوان جزء من الصين، بالرغم من ان الولايات المتحدة تضخ الاسلحة الى تايوان وتدرب هي وبريطانيا جيش تايوان، تماما كما تفعل منذ سنوات مع اوكرانيا وزاد تدفق الاسلحة الغربية بصورة مرعبة لحكومة كييف منذ هجوم القوات الروسية.
والسؤال المهم هنا هو، لماذا يسعى الغرب لتوريط الصين فى أزمته مع روسيا حول اوكرانيا ؟!
– اولا: يدرك الغرب ان الصين اختارت الحياد فى معظم النزاعات العسكرية على مدى ال 40 عاما الماضية، حتى تمضى فى طريق التقدم الاقتصادي والصناعي والتكنولوجي بسلام، ولسان حالها يقول للعالم نبني بلدنا بالعلم والتقدم أولا ونبتعد عن الحروب حتى نصل ألى هدفنا وهو قمة العالم الاقتصادية.
– ثانيا: كيف تشارك بكين فى العقوبات ضد روسيا وامريكا تفرض عليها هي عقوبات مماثلة، وانها مستهدفة من الولايات المتحدة التي تبذل كل جهد منذ عقود لوقف تقدم الصين الاقتصادي والصناعي وتدرك بكين عن يقين أن الدور سيأتى عليها من واشنطن بعد سقوط أو التخلص من روسيا القوية. ولم تعرف بكين من واشنطن إلا التهديدات والعقوبات على مدى نحو ال 50 عاما الماضية.
– ثالثا: تدرك بكين أن التعاون والتحالف مع موسكو أقرب لها جغرافيا وثقافيا من التعاون مع أمريكا التي تعاديها منذ تأسيس دولة الصين الحديثة في عام 1949، وان بكين لن تنام فى حضن واشنطن كما تفعل طوكيو.. ولن تكون الشقيق الأصغر الذى ينصاع لأوامر أو نصائح الأخ الاكبر .. فقد أحرزت العلاقات بين بكين وموسكو فى السنوات الأخيرة تقاربا وصل إلى حد التحالف الاستراتيجي لمواجهة محاولات الهيمنة الأمريكية على العالم.
– رابعا: تايوان.. وهذه تحتاج الى مقالة مستقلة الاسبوع المقبل ان شاء الله.