بات فيروس كورونا الجديد ينتشر في جميع أنحاء العالم، وحتى  أنتاركتيكا (القارة القطبية الجنوبية) لم تسلم منه، حيث حدثت فاشيات وبائية في محطات البحث العلمي في أنتاركتيكا في تشيلي وبلجيكا واحدة تلو الأخرى. عندما وصل فيروس كورونا الجديد الماكر إلى أنتاركتيكا، لم تتوقف البعثات العلمية القطبية للصين أبدًا، وحافظت على “صفر عدوى” حتى الآن. كيف يتم تحقيق الضمان الطبي القطبي؟

“سقوط” آخر قارة

في الـ21 من ديسمبر عام 2020، أعلنت تشيلي أنه تم تأكيد ما لا يقل عن 36 حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد في قاعدتها العسكرية في أنتاركتيكا؛ منذ يوم الـ14 من ديسمبر عام 2021، تم تأكيد إصابة 16 شخصًا آخر بفيروس كورونا الجديد في محطة “الأميرة إليزابيث بأنتاركتيكا”.

البيئة الخاصة لمحطات البحث القطبية هي أيضًا أكثر عرضة للتسبب في انتشار الأمراض المعدية. بسبب البرد، فإن حياة محطة البحث القطبية هي في الأساس في حالة مغلقة، يعيش الناس في الأماكن المغلقة معًا، وتتدهور جودة الهواء، وبدون تدابير وقائية، من السهل أن تصبح منطقة عالية الإصابة بالأمراض المعدية.

“العدوى الصفرية” في “قرية أنتاركتيكا” الصينية

منذ اندلاع وباء فيروس كورونا الجديد، لم تتوقف أنشطة البعثة القطبية للصين أبدًا، وحتى الآن حافظت على “صفر عدوى”. ووراء “صفر عدوى” هذه تكمن الإدارة القياسية والضمان العلمي والتعاون الوثيق لجميع أعضاء الفريق.

بعد اندلاع فيروس كورونا الجديد في أوائل عام 2020، ومن أجل ضمان نجاح الصين في إجراء البعثة العلمية الـ37 في أنتاركتيكا، واجه الضمان الطبي القطبي ضغوطا كبيرة. على وجه الخصوص تقع محطة السور العظيم في شبه جزيرة فيلدس في أنتاركتيكا، وهي الممر من قارة أمريكا الجنوبية إلى أنتاركتيكا (القارة القطبية الجنوبية) لم يقم العديد من البلدان فقط بإنشاء محطات بحث، بل أيضًا منتجعات للسياح من جميع دول العالم “لتسجيل الوصول”.

أصدر مستشفى دونغفانغ، المسؤول عن الأمن الطبي لبعثات الصين القطبية، تعليماته لمحطة السور العظيم “بإغلاق المحطة” في أقرب وقت ممكن، وعززت الأمن الطبي اليومي ومراقبة الحالة البدنية والتثقيف الصحي والإرشاد النفسي، مما ضمن التقدم السلس للبعثة العلمية.

في الوقت الحاضر، في محطة السور العظيم، محطة تشونغشان، هناك سفينتان قطبيتان للبحث العلمي وهما “شيوه لونغ” و” شيوه لونغ 2″ تم تجهيز أدوات اختبار الحمض النووي، وتلقى الأطباء تدريبًا تقنيًا على اختبار الحمض النووي، ويمكن لأعضاء فريق البعثة العلمية إجراء اختبار الحمض النووي في أي وقت.

في الوقت نفسه، تم أيضًا إطلاق “دليل الوقاية من الأمراض المعدية ومكافحتها في الرحلات الاستكشافية القطبية”، وهو دليل لأعضاء فريق البعثات العلمية لتوجيه الحماية الشخصية علميًا. يوفر الدليل أيضًا توصيات محددة بشأن التدابير الوقائية التي يجب اتخاذها في محطة البحث أثناء الوباء. على سبيل المثال، في حالة عدم وجود رياح قوية وعواصف ثلجية، يفتح المبنى الحي النوافذ كل يوم لإجراء النقل الحراري للهواء، وتحسين جودة الهواء الداخلي، وتقليل وقت تعويم الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض في الهواء. بالإضافة إلى ذلك، يقدم الدليل أيضًا اقتراحات محددة حول قضايا مثل التدريب المعرفي حول الوقاية من الأمراض المعدية ومكافحتها، وما هي المواد الوقائية التي يجب إعدادها لعمليات البحث أثناء الوباء، والتي تكون غنية جدًا ومفصلة.

*سي جي تي إن العربية.