*شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/
بقلم الدكتور / حسام يحيى درهم– يمني طالب دكتوراه في الصين
إن الانسان بفطرته، إذا المت به الضائقات والمحن، يكون أحوج الى اخ يسنده وصديقاً حقيقياً يأخذ بيده، تشجيعاً لصمودِ والتغلب على ما اصابه من ابتلاء ومحنه، ولا يبخل بالدعاء والصلاة من اجله، وإن كان على مقدرة من التخلص او التغلب عليها بذاته، إلا انها تبقي في وجدانه الإنساني لما لها من أثر على نفسه وعزيمته لتجاوز الظروف الصعبة التي احاطت به، والتي لا يمكن ان تنسى او تمحى من ذاكرته البشرية، ومن الطبيعي جداً أيضا ان يضل دائماً مستعداً ومتأهباً لرد ذلك الجميل، لاولئك الأخوة والأصدقاء في محنتهم وضائقتهم في المستقبل بأعظم مما قدموا له وذلك لما قد لمس لها من أثر في تجربته السابقة، وهذه هي الفطرة الانسانية السليمة الخالية من الأمراض والعقد النفسية.
الانسان، ليس بالضرورة ان يكون متديننا حتى يكون رحيماً وانسانا صادقا مع انسانيته حتى يتضامن مع اخوته في الانسانية ممن احاطت بهم ظروف خارجة عن ارادتهم، فكلنا لآدم ولهذا نتعاطف مع الصين لمانراه، من وضع يعصف باخوتنا الصينيين الذين يخوضون اعظم معركة انسانية من اجل حمايتنا جميعا من آفة كورونا الذي اصاب حتى يومنا ما يزيد عن 40 الفا، وقد توفى على أثره ما يزيد عن 900 انسان، وفي ضل اجراءات جبارة وعظيمة تقوم بها الصين حكومة وشعباً من اجل التصدي لهذا الفيروس الخبيث بإسم الإنسانية التي تجمعهم بنا وبكل من يعيش على كوكب الارض.
تقوم الايادي الاعلامية الخبيثة الساعية الى زعزعة استقرار هذا البلد بنشر الشائعات والاخبار الزائفة، ضاربة بالمهنية الاعلامية في نقل الواقع والحقيقة عرض جدار الاجور المدفوعة من قوى الاستعمار الحديثة التي تسعى الى التحكم في مصير العالم من خلال السعي الى اعاقة وتدمير اي قوة اقتصادية اخرى منافسه لها كالصين مثلاً.
فاليوم الحكومة الصينية تقف ثابتة في خط الدفاع الاول من اجل القضاء على الوباء الذي يهدد وجود البشرية, متسلحين بشعب واعي وحكومة مسؤولةً وتكنولوجيا حديثة متطورة وصلوات الأصدقاء المخلصين لها.
فهذه الظروف الصعبة لا تظهر الا المعادن الحقيقية والاصدقاء الاوفياء, فما الصديق الا وقت الضيق، وهذا يستدعي منا نحن اليمنيين سواء كنا متواجدين على الاراضي الصينية او خارجها و شعوب العالم الحرة, ان نقف صفا واحدا ضد الحملات الاعلامية الممنهجة الساعية الى تشويه صورة الصين الجميلة عبر نشر الاكاذيب والشائعات، التي لا تمت للواقع باي صلة .
الصين ومن زمن بعيد لم تبخل على شعوبنا العربية والاسلامية، وبلادنا خصوصاً, بمواقف الاخوة الصادقة، وعلى سبيل التذكير للشامتين بالصين من ابناء بلادنا المتنكرين لدماء اكثر من 100 مواطن صيني ضحو بحياتهم في بلادنا في سبيل توطيد وتأكيد اخوتهم لنا اثناء تقديم الدعم والمساعدة لوطننا اليمن المتمثل في ،شق الطرقات وبناء المستشفيات والمشاريع الخدمية لتخلد ذكراهم مقبرة الشهداء الصينيين في العاصمة صنعاء التي تحتضن أرواح أصدقائنا واخوتنا في الانسانية الذين بذلوا حياتهم من أجل تنمية ونهضة بلادنا معززين عرى الصداقة اليمنية -الصينية موقعين عليها بدمائهم التي خضبت جبال اليمن لتبقى صداقتنا خالدة للابد.
واستذكر معكم لحظات لا تنسي قضيتها مع الوفود الطبية الصينية عندما كنت موظفاً أدارياً متعاقداً في هيئة مستشفي الثورة العام في تعز, تلك اللحظات التى زرعت في وجداني عظمة هذا الشعب الصديق متجسدةً في دقة تنظيمهم وتخطيطهم وشمولية رؤيتهم في تقديم مساعداتهم للآخرين دون تمييز, ليزرعوا حبهم في قلوب الناس والشعوب بمعاني الإنسانية. فكان هذا الدافع الكبير الذي قادني الى السعي نحو الاراضي الصينية طالباً للدراسات العليا، لاتعلم منهم عن قرب اكثر, وامتزج في حياتهم, مكتسبا منهم العلم وأساليب القيادة والتنظيم الدقيق في العمل والتفاني في اداء الواجب.
اليوم وفي عامي السادس لتواجدي في هذا البلد الرائع برفقة مئات الالاف من الطلاب الأجانب من شتى دول العالم، مازالت الصين تقدم لنا العلم والمعرفة والرعاية الصحية وكل ما نحتاجه وكل ذلك على نفقات الحكومة الصينية حتى نتمكن من العودة يوماً، الى اوطاننا متسلحين بالعلم والمعرفة والخبرات المتراكمة التي حصلنا عليها في مجالات تخصصاتنا من اجل خدمة أوطاننا واداء رسالتنا تجاه البشرية غير مبالين بالتصنيفات والفوارق المصطنعة بين الناس لغويا او عقائديا او ما شابه ذلك, فكلنا سواسية وكلنا من طين. ومن باب رد الجمائل كعرب معروفين بهذا, يتوجب علينا أن نقف صفاً واحداً مع وطننا الثاني – الصين- في هكذا ظرف, ونحن بذلك نقف مع انفسنا واهلنا وكلنا ملزمون في مواجهة فيروس كورونا الذي يهدد حياتنا جميعا، بغض النظر عمن نكون, فالأوبئه لا ترحم ولا تفرق بين الناس لا لاشكالهم او الوانهم او حتى معتقداتهم الدينية من اجل هذا يجب ان نقف، صفاً واحداً مع الصين لا تزعزعنا هرطقة الاعلام، وسخافة المتشفين جهلاً باخواننا الصينيين وبما اصابهم ونحن في اوساطهم ايضا, يحيط بنا الخطر من كل جانب, بالرغم اننا نجتمع سوية والمتشفون باخوة الارض واللغة والدين فهم بتشفيهم بما اصاب الصين يتشفو بنا ايضا ونحتسب هذا على ربنا وهو نعم الوكيل.
وهنا اتمنى من جميع زملائي الطلاب في الصين الامتثال لكل الاجراءات الاحترازية واتباع الارشادات التي تقدمها السلطات الصينية في مختلف الجامعات من اجل حماية انفسنا من الاصابة بهذا الفيروس، ونحن بهذا نساعد اصدقائنا ونقف معهم بان لا نكون سببا في تفاقم المشكلة او وسيلة لنقل الفيروس وبهذا نحد من أنتشاره والتغلب عليه في أقصر وقت ممكن ان شاء الله.
وأيضاً، وهو الاهم التصدي, للاشاعات المغرضة والأخبار الكاذبة المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعدم المشاركة في نشرها, فالصين اليوم تتعرض الى حرب اعلامية ظالمة وشرسه وهي امتداد لما يقوم به اللوبي الغربي منذ زمن طويل، من اجل المحاولة في الايقاع بالتنين الصيني وتكبيله اقتصاديا بعد وصوله الى مقدمة اقتصادات العالم ولهذا ونقف وسنقف صفاً واحدا مع الصين.
中国??加油??武汉加油??
#حسام يحيى درهم الشيخ”يمني، طالب دكتوراه -جامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية – خيفي – الصين