CGTN العربية/
في المختبر الذي تم إنشاؤه وتجهيزه بتبرع من الحكومة الصينية في دائرة مدينة الطب وسط بغداد، تمتلئ منضدة العمل بعينات المسحات في انتظار اختبار الحمض النووي.. يعمل هذا المختبر بكامل طاقته لأكثر من 100 يوم منذ تفشي الوباء.
العراق الذي عصفت به الحروب القاسية، نظامه الطبي ضعيف للغاية، حيث الوضع الوبائي فيه أشد وأكثر تعقيدا بين دول الشرق الأوسط. وقال مدير المختبر الصيني من الجانب العراقي محمد مهدي إن 30 مفتشا في المختبر تلقوا عينات المسحات على مدار 24 ساعة كل يوم منذ منتصف مايو الماضي.
كما قال مهدي إن العراق كان لديه مختبر واحد فقط لاختبار الحمض النووي – مختبر الصحة العامة المركزي، قبل بناء المختبر الصيني الذي لعب دورا محوريا في مساعدة وزارة الصحة العراقية على اكتشاف الحالات ومكافحة الوباء. في الوقت الحاضر، يمكنه اختبار ما بين 700 و1000 عينة يوميا، وأكبر عدد للاختبارات اليومية له هو 1100 حالة. حتى نهاية يوليو الماضي، أكمل المختبر اختبار نحو 28 ألف حالة، حيث كان المعدل الإيجابي منها نحو 20%.
التشخيص المبكر يعني العلاج المبكر والعزل المبكر. قال مهدي إن المختبر الصيني أتم عملية الاختبار خلال 24 ساعة بشكل متوسط، و82% من العينات يمكن الحصول على نتائجها خلال 6 و10 ساعات.
وأضاف مهدي أن فريق الخبراء الصينيين وفر لنا الدعم والمساعدة المفيدة والتدريبات الفنية، كما تبرع بالآلات والمعدات المخبرية، وقدم المشاريع والوثائق الفنية المهمة، وهذه كلها ثروة”. يحافظ مهدي على التواصل مع الخبراء الصينيين لاختبار الحمض النووي في المجال الفني كل أسبوع حتى الآن.
الآن، أصبح المختبر الصيني ممثلا للمختبرات العراقية النموذجية، والعديد من المفتشين من مختلف المقاطعات جاؤوا إلى هذا المختبر لكسب الخبرات ومعرفة كيفية إجراء الاختبارات، وكيفية تصميم وتخطيط الاختبرات، هكذا قال مهدي.
يتعامل المفتشون العراقيون مع فيروس كورونا الجديد كل يوم متعرضين للمخاطر الهائلة خلال أكثر من 100 يوم منذ إنشاء المختبر الصيني.
وفي نهاية مايو الماضي، أصيبت إحدى المفتشات بالعدوى ودخلت إلى جناح العزل. وللأسف الشديد، توفي والداها بسبب الإصابة بالفيروس. الآن، تعافت هي وزملاؤها الستة المصابون بالعدوى من المرض وعادوا إلى مناصبهم. “بعد وفاة والدي، قررت العودة إلى العمل، لدي الخبرات ولدى جسمي استجابة مناعية أيضا. وأشعر بتحسن بعد عودتي، إذ إن عملي قيم على الأقل، أريد مساعدة الآخرين بقدر استطاعتي من أجل تجنب حدوث المآسي مرة أخرى.
خلال أصعب الفترات، كان المدير مهدي يعمل لثلاثة أيام باستمرار في الخط الأمامي. وبعد عودته إلى المنزل، لا يمكنه معانقة ابنه خوفا من إصابته بالعدوى. “عندما لا يمكنك تقبيل طفلك بسبب العمل الخطير، فهذا بالتأكيد أشد اللحظات حزنا طوال حياتك”.