شبكة طريق الحرير الإخبارية/
كلمة الأستاذ محمد بن الحبيب نائب رئيس تحرير شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية في الجزائر في أشغال الجلسة الختامية للدورة الثانية للمنتدى الصيني العربي للسياسيين الشباب
سيدي رئيس الجلسة المحترم
الرفيقات والرفاق في دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني
السادة ممثلي مختلف الفعاليات الشبابية العربية من أحزاب ومنظمات ومؤسسات إعلامية
نلتقي اليوم في هذه الندوة الكريمة لتعزيز التبادل الشبابي بين الصين والدول العربية لنتقاسم مع الإخوة والرفاق في الحزب الشيوعي الصيني الاهتمامات المشتركة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، خاصة بعد النجاح الصيني الباهر في تحقيق التنمية العادلة والقضاء على الفقر المدقع في عموم البلاد، بالإضافة إلى التوازن في العلاقات الدولية للصين المؤكد للتطابق الصادق بين دعوتها إلى تعزيز العمل وفق المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل والمصير المشترك من جهة، وسلوك جمهورية الصين الشعبية الواقعي في التعامل مع قضايا العالم من جهة أخرى.
إن العالم اليوم يشهد أحداثا خاصة ومعقدة ومتداخلة تثبت في مجملها إخفاقا عالميا في تحقيق السلام والأمن والتنمية والرفاهية العادلة بين الشعوب، واذا عدنا إلى المسؤولية عن هذا الوضع العالمي نجد أن المسؤولية الأولى في المجتمع الدولي إنما تقع على عاتق التيار الغربي الدافع إلى فرض الأحادية القطبية والعلاقات بالهيمنة واستعمال القوة، وهو نفس التيار الذي يتبنى الديمقراطية شكليا في شؤونه الداخلية لكنه إذا عاد إلى العلاقات الدولية فإنه ينسف جميع تلك القيم الإنسانية والديمقراطية لفرض الرأي الواحد، وما التوتر والحروب والفوضى التي شهدتها المنطقة العربية خلال الثلاثة عقود الأخيرة إلا دليل على ذلك، مما زاد المجتمع العربي جراحا أخرى فوق جرح احتلال دولة فلسطين وتشريد شعبها من طرف الكيان الإسرائيلي. (وبهذه المناسبة نترحم على الزميلة شرين أبو عاقلة الصحفية التي استشهدت في ساحة مواجه الظلم والعدوان الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني المقاوم)، بالإضافة إلى ما تعرفه بقية الدول النامية وخاصة في أفريقيا من وضع تنموي صعب وتحديات اقتصادية كبرى تعاني عدم الاستقرار مما يعسر عليها تحقيق أي تقدم تنموي.
وكما لا يجب أن تستمر الكثير من الدول في الشمال في تجاهل الوضع البائس من الحروب والجوع جنوب العالم خاصة، فإن الارباك الذي عرفه العالم في مطلع هذا العام في الأزمة الروسية الأوكرانية بدوره دليل آخر على التفكير الأحادي في العالم لا يفرز إلا الأزمات والتعقيدات المتتالية، ورغم محاولة بعض الدول التعامل مع تلك الأزمة وإفرازاتها الإنسانية بصرامة إلا أنها كشفت كم أن النظام العالمي يكيل بمكاييل مزدوجة ويكرس للتمييز واللامساواة، وهو ما يجب أن تتحرر منه المنابر الإعلامية ويعيه شبابنا العربي ويتحصن ضده حتى لا يكون وقودا للأزمات في وطنه
أيها الرفاق الكرام إننا في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية نؤمن من أن صعود قوى دولية جديدة بنجاح معترف به على الصعيد السياسي والاقتصادي ويعمل على تعدد الرؤى واحترامها في المجتمع الدولي هو أمر تزداد الحاجة إليه يوما بعد يوم، ولقد رأينا جميعا في الأزمة الحالية بين روسيا وأوكرانيا حاجة العالم إلى الحكمة والعمل المشترك، وهو ما يعود بنا إلى موقف جمهورية الصين الشعبية في هذه الأزمة الذي أنه من المؤكد لا يرى في الحرب حلا كما أنه لا يرى في التدخل والتهديد الأمنى لروسيا من الحكمة في شيء لمن كان يسعى للسلام العالمي وهو ما نلمسه في حكمة القائد الملهم الرئيس شي جين بينغ في دعوته الأسبوع الماضي المستشار الألماني إلى دعم المفاوضات الروسية الأوكرانية لاستعادة السلام.
إن شبابنا في العالم العربي يتطلع إلى المزيد من المشاركة مع الإنجازات الصينية المختلفة على مختلف الأصعدة الإعلامية والسياسية والاقتصادية بما يساهم في تحصين المجتمع العربي وتعزيز جهود التنمية فيه، والتي لا يمكن أن تتحقق إلا بإدراك الشباب العربي بضرورة تحصين الوعي الإعلامي ضد التضليل والمغالطات الإعلامية الرامية إلى الإخلال بالاستقرار في مجتمعنا العربي والتدخل في شؤوننا الداخلية، بالإضافة إلى الإيمان بضرورة الانخراط في الشأن العام من خلال المساهمة في الأدوار المختلفة في المجتمع المدني، وإن تعزيز التبادل بين الشباب العربي ونظرائهم في الحزب الشيوعي الصيني كفيل بتحقيق هذه الأهداف المشتركة.