CGTN العربية/

تعد مدرسة هوابينغ الثانوية للبنات في محافظة هوابينغ بمدينة ليجيانغ بمقاطعة يوننان جنوب غربي الصين أول مدرسة ثانوية عامة مجانية للبنات في الصين، تستهدف المدرسة بشكل رئيسي الفتيات قاتني الجبال التين لن يتمكن من مواصلة الدراسة بعد إكمالهن الدراسة الإلزامية لمدة تسعة سنوات (المرحلتين الابتدائية والإعدادية).

تم تأسيس المدرسة بإشراف تشانغ قوي ماي قبل 12 عاما، وحققت المدرسة نتائج متميزة منذ ذلك الحين حيث تم تأهيل 1645 فتاة لدخول الجامعات. وفي امتحان دخول الجامعات لعام 2019، تخطى 82.37% من إجمالي 118 طالبة خط الالتحاق بالجامعات لنيل درجة البكالوريوس، ما جعلها تحتل المرتبة الأولى بين المدارس العامة في مدينة ليجيانغ.

جاءت تشانغ قوي ماي من شمال شرقي الصين إلى محافظة هوابينغ وبدأت العمل هنا منذ عام 1996 كمدرس في إحدى المدارس الإعدادية، سرعان ما لاحظت تشانغ أن البيئة التعليمية هنا تختلف تماما عن المدرسة التي كانت تعمل فيها سابقا، حيث يدفع بعض الآباء الرسوم بالأوراق النقدية من فئات 0.1 يوان صيني (يساوي 0.01415 دولار أمريكي)، ويأكل بعض الأطفال فقط الأزر دون الخضروات من أجل توفير المال، وتترك بعض الفتيات المدرسة للزواج…

منذ ذلك الحين بدأت فكرة تأسيس مدرسة مجانية للفتيات تتلألأ في ذهن تشانغ قوي ماي.

بدأت تشانغ في جمع التمويل لبناء المدرسة عام 2002 لكن أغلبية الناس لم يصدقوا أنها ستتمكن من تأسيسها واعتبروها محتالة أو مخادعة.

بدأ الوضع يتغير في عام 2007 عندما حضرت تشانغ المؤتمر الوطني السابع عشر للحزب الشيوعي الصيني في العاصمة الصينية بكين، حيث لاحظ الصحفي أن تشانغ أنها كانت تلبس جينز مع فتحين عليه فبدأت محاولته لمعرفة قصتها ونشر تقرير تحت عنوان “لدي حلم” ما جعل قصتها معروفة في أنحاء الصين. تبرعت كل من حكومة مدينة ليجيانغ ومحافظة هوابينغ بمليون يوان صيني لتشانغ قوي ماي لتأسيس المدرسة.

في أغسطس من عام 2008، تم تأسيس مدرسة هوابينغ الثانوية للبنات، وبدأ قبول الطالبات من شهر سبتمبر في نفس العام، تترأس تشانغ قوي ماي الطاقم التعليمي المكون من 16 معلما. لكن بسبب معاييرها العالية التي وضعها لأهداف التدريس إضافة إلى فقر إمكانيات المدرسة المادية، استقال 9 معلمين. أما الـ8 معلمين الباقيين فمنهم 6 من أعضاء الحزب الشيوعي.

كرس جميع المعلمين جهدهم الأكبر من أجل تعليم الفتيات وتغيير مصيرهن، حتى أن هناك إحدى المعلمات التي كانت على وشك إجراء عملية جراحية لإزالة ورم، ولكنها لم تطلب إجازة مرضية وعادت إلى عملها فورا بعد موافقة الطبيب على خروجها من المستشفى بعد إجراء العملية.

في عام 2011، شاركت الدفعة الأولى من خريجي المدرسة في امتحان دخول الجامعات، وبلغ معدل نجاح الطالبات في الامتحان 100% للالتحاق بالجامعات والحصول على درجة البكالوريوس. واستمرت المدرسة في الحفاظ على هذا المعدل لتسع سنوات متتالية. لكن تزامنا مع ذلك، أصبحت صحة تشانغ قوي ماي تزداد سوءا وأصيبت بانتفاخ في الرئة وتليف رئوي وبعض الأمراض الأخرى.

توقفت تشانغ عن التدريس قبل 6 سنوات بسبب ألم في الذراعين، وتقوم الآن بالخدمات اللوجستية، كما تقوم بزيارة أسر الطالبات في المناطق الجبلية الفقيرة خلال الإجازات الصيفية والشتوية لتعميم مفهوم “المعرفة تغير المصير والثقافة تساعد على التخلص من الفقر”.