من الواضع أن الإمبريالية المقيتة تعيش اليوم في أحلك حالاتها، ذلك أنها تعمل على صرع الانسان الذي بدأ ينفلت عنها هو وأوطانه، بعدما تكشّفت أنيابها السامة بحق البشرية وحلفائها على حد سواء، وفقدانها المصداقية السياسية والاجتماعية والإعلامية. الامبريالية المقيتة قلقة اليوم لأن الأوطان بدأت تعيش بكل سلام ومحبة، فهي كلما رأت دولة تحب السلام لنفسها وغيرها، وتبادل الجميع المحبة بالمحبة، دون أية مصلحة أحادية أو جمعية، على مِثال جمهورية الصين الشعبية الصديقة، التي لم نرَ منها سوى كل خير ومحبة، تتأبط الامبريالية شراً وتحنق على غيرها، وتدمي نفسها وأصدقائها وحلفائها الخانعين لها، وها هي تجر أذيال الخيبة ويتكشف قبحها حتى في أوساط شعبها. الصين تنشر السلام والحرية، بينما الامبريالية تقوّض أحلام الأمم وبضمنها الحُلم الصيني، الذي لا يقتصر على الشعب الصيني وحده، بل يشمل شعوب العالم كلها.
أمريكا لا تجيد الحب ولا المحبة، ولا تتمنى الخير لأحد، وهي تتستر بالسواد للوصول إلى مبتغاها في تأجيج الأوضاع، وبث الصراعات والنزاعات وحتى في هونغ كونغ البعيدة عنها بُعد السماء عن الأرض.. وها هي تتستر ببرقع متهالك بذريعة مشروع حقوق الإنسان والديمقراطية 2019، لتتدخل كعادتها بشؤون الغير بتأيد واتفاق مع بريطانيا.. يُعتَبر التدخل السافر في شؤون هونغ كونغ مفبرك وممنهج، وهو انتهاك واضح لسيادة القانون الصيني، وتخريب لشرعة حقوق الانسان الدولية، ذلك أن التدخل الغربي بالشوؤن الداخلية للصين، ليس سوى استهداف مباشر وواضح في شؤونها الداخلية وفي السيادة على هونغ كونغ الصينية..
انه تدخل وقح ومساس سلبي بالعلاقات الدولية، وعلى الولايات المتحدة أن تتحمل العواقب الوخيمة نتيجة لتدخلها المُستفز بشؤون الصين، ومن ذلك العقوبات العادلة التي فرضتها الصين قبل أيام على “العم سام”. إن الغرض من هذه التدخلات التي ترتكبها الولايات المتحدة هو تعطيل هونغ كونغ كنقطة جذب دولية للاقتصاد والأعمال والتآخي بين البشر..
في هونغ كونغ نرى بجلاء سيناريو “الفكر الأمريكي” المكرور والذي لا يتوقف في تصعيد المظاهرات وتأجيج المشاعر بضخ الأكاذيب وفبركة الأخبار على نمط صهيوني ونيوإمبريالي، بل ونيوفاشي.
في هونغ كونغ التي تريد لها الامبريالية أن تغلي على لهيبها، مقدمة مدروسة في الأجهزة الغربية لغليان البلدان الأخرى القريبة من هذه الجزيرة الاقتصادية الغنّاء، وفي محاولة أمريغربية لتوتير هذه المنطقة من العالم، وجعلها جرحاً نازفاً لا فكاك منه، ينتظر نقله من هونغ كونغ الى أصقاع العالم، بل وإلى مناطق أخرى في الصين، رغبة في إيذاء وزعزعة استقرارها. فالساسة الأمريكان، كعادتهم، يدعمون التطرف في أي بلد، وخاصة في هونغ كونغ برغم صِغر مساحتها وقلة عدد سكانها.. هم اليوم يدعمون العقول المُدبّرة للفوضى ومُثيري الشغب الذين يعتاش عليهم المجمع الصناعي العسكري الأمريكي الذي يزداد أرباحاً على جثث الأبرياء والأغبياء سياسياً من الشباب الطائش والطلبة العميان الذين لا يرون ما وراء الحدث والكلمة التي تصلهم منمقةً. هكذا هي أمريكا، تريد أن يعيش العالم في بؤر من النزاعات، والشتات، والحروب اللامتناهية.
نعم هي أمريكا والامبريالية هكذا، تريد أن تبني عرشها على حساب سعادتنا وجماجم البشر، لكن الستار انكشف، وبانت النوايا الخبيثة التي تحملها تَجاه أبناء هونغ كونغ.. وها هو الشعب الصيني برمته ومعه الصين العظيمة يتقدم إلى الأمام ويفرض العقوبات الرادعة على واشنطن، والتي بدأت تؤتي أكلها. الصين أكبر من أن تهزمها مؤامرات وضيعة كهذه، وأما أمريكا فلن تفوز في تمرير مشروعها الحربي الكوني، ولن تبلغ أهدافها التي تستهدف الصين التي يقودها شي جين بينغ وقيادته الجماعية الواعية والهادئة في تحليل الأوضاع واتخاذ الإجراءات. أثق بأن كل محاولات الامبريالية ستبوء بالفشل الذريع والوخيم.
وأختم حديثي بالتوجه إلى الرفيق الأمين العام شي جين بينغ، الذي أعتبره مثال لي، وأقول له: أثق بكم، ويثق العالم بكم، والعالم من خلفكم يقف مؤيداً ومُكبِراً مواقفكم الوطنية والأممية النضالية، وانتم من ستوقفون زُمر الامبريالية وسواعد مؤسـساتها المتخصصة بالتدخل السافر في شؤونكم الداخلية، وأنتم قادرون وببساطة على وضع حد نهائي لشغبها الامبريالي ولمحاولاتها للهيمنة بفكرها الاستعماري، وبكم ومعكم سيتوقف العالم عن الخضوع لأوامرها، وستكون الحياة أفضل وأجمل، وستغدو سلسة وأبهى.
#رويدا_عبد_الكافي: مثقفة يمنية وصديقة مقرّبة من الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
فعلا، الصين هي الامل الاخير ربما بالنسبة للبشرية في مواجهة هذه الاحتكارات الامبريالية الغربية التي تستعبد الانسان وتسعى لتركيعه وتجوعيه على الدوام ،
الصين امل حقيقي امام انسانية اليوم في الانعتاق والازدهار ،