في الآونة الأخيرة، غضب أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة، من السيناتور الأمريكي للحزب الجمهوري راند بول من كنتاكي في جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكي.

في جلسة الاستماع بمجلس الشيوخ في الـ20 من الشهر الجاري، حاول راند بول اغتنام هذه الفرصة للترويج لنظريات المؤامرة، مشيرا إلى أن فيروس كورونا الجديد “ربما بدأ من مختبر صيني”.

ودحض فاوتشي ذلك بغضب قائلا: “أشعر بالاشمئزاز الشديد من الأكاذيب التي تنتشر هنا وهناك. أنا أكره حقا ما قلته. إذا كان هناك من يكذب هنا، فهو أنت، السيد سيناتور”.

فاوتشي في مضايقة الخلافات السياسة

في الآونة الأخيرة، بدأت الولايات المتحدة والدول الغربية في الترويج لـ”نظرية التسرب المختبري” لفيروس كورونا الجديد. وكرر فاوتشي في الـ17 من يوليو اعتقاده بأن النظرية القائلة بأن فيروس كورونا الجديد جاء من الطبيعة لا تزال السيناريو الأكثر ترجيحا.

قال فاوتشي ذات مرة في أحد البرامج إن النقاش حول “نظرية التسرب المختبري” صار “مسيّسا”.

كما أوضحت هيئة الإذاعة البريطانية في مقال لها أن الجدل بين “نظرية التسرب المختبري” و”نظرية المصادر الطبيعية” قد تجاوز نطاق العلم العادي.

العلماء يريدون الانسحاب من أبحاث التتبع بسبب الاتهامات

يعتقد تقرير تتبع فيروس كورونا الجديد الذي نشرته منظمة الصحة العالمية في نهاية مارس أنه من غير المحتمل للغاية أن الفيروس تسرب من المختبر. ومن المرجح أن فيروس كورونا الجديد جاء من الطبيعة.

يتفق العديد من العلماء أيضا مع الآراء الواردة في تقرير منظمة الصحة العالمية. ومع ذلك، حتى عندما تدعم معظم الأدلة الموجودة ملاحظة المصادر الطبيعية، فإن “نظرية التسرب المختبري” لا تزال في ازدياد.

وقالت المجلة “نيتشر” البريطانية إن العديد من العلماء يجدون أن ضجة السياسيين حول “نظرية التسرب المختبري” مثيرة للقلق. ويعتقدون أن هذا الفعل سيعيق البحث العلمي حول إمكانية تتبع الفيروس.

والأمر غير المقبول أكثر هو أن بعض العلماء الذين يدرسون إمكانية تتبع الفيروس قد تعرضوا للمضايقة والإساءة، وحتى لاتهامهم بالمشاركة في المؤامرات.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية في تقرير لها إن الشكوك حول الأصل الطبيعي للفيروس “تصاعدت لتصبح معركة سياسية خطيرة”. هذا التدخل السياسي ضغط أيضا على منظمة الصحة العالمية.

يعتقد بعض العلماء أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسيس قد وقع في “انتقادات عنيفة من وسائل الإعلام والتعليقات السياسية” بسبب “نظرية التسرب المختبري”، وإن الولايات المتحدة هي الأكثر هجوما.

باحث أمريكي: “بايدن قام بتسييس إمكانية التتبع”

الآن، أدانت الولايات المتحدة الصين بارتكاب جريمة لأغراض سياسية. حتى إن إدارة بايدن أمرت وكالة المخابرات الأمريكية “بإصدار تقرير عن أصل الفيروس في غضون 90 يوما”.

يعتقد الدكتور ماثيو كافانا، مدير سياسة الصحة العالمية ومبادرة السياسات بجامعة جورج تاون في الولايات المتحدة، أن بايدن يختار وكالة المخابرات، بدلا من الخبراء الطبيين، للتحقيق، الأمر الذي أدى إلى تسييس مسألة التتبع.

قال كافانا: “لذلك، يجب أن ننظر إلى هذا الأمر من منظور السياسة. تعمل السياسة على تطوير فهم الناس للعلم بطريقة خطيرة.”