تتكون ماكاو من شبه جزيرة ماكاو وجزيرتي تايبا وكولوان، واحتلتها البرتغال بالقوة في القرن الـ16، وأصبحت قضية تاريخية في عملية إعادة التوحيد السلمي للصين. وبعد عقد الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ11 للحزب الشيوعي الصيني في عام 1978، تم وضع قضايا هونغ كونغ وماكاو على جدول الأعمال.

وفي 8 فبراير 1979، أقامت الصين والبرتغال علاقات دبلوماسية وتوصلتا إلى تفاهم مبدئي لقضية ماكاو.

وقال تشو نان، نائب وزير الخارجية الصيني حينها ورئيس وفد الحكومة الصينية بشأن تسوية قضية ماكاو، في مقابلة أجريت معه عام 1999: “كان التفاهم يتمثل في أن البرتغال تعترف بأن ماكاو هي أراضي الصين وتديرها البرتغال. ولكن يجب حل القضية من خلال المفاوضات في المستقبل”.

أرسى هذا التفاهم أساسا للتسوية الناجحة لقضية ماكاو. وفي يونيو عام 1986، بدأت الحكومتان الصينية والبرتغالية مفاوضات بشأن ماكاو. وسارت المفاوضات بشكل جيد ولكن موعد عودة ماكاو أصبح نقطة رئيسية خلال العملية.

وأضاف تشو: “الزعيم الصيني الراحل دنغ شياو بينغ له توجيهات واضحة للغاية بأنه يجب استعادة ماكاو قبل عام 2000. وهذا هو الموقف الثابت للحكومة الصينية”.

في 13 أبريل 1987، وقعت الصين والبرتغال إعلانا مشتركا ينص على استعادة الحكومة الصينية سيادتها على ماكاو في 20 ديسمبر 1999. وفي مارس عام 1993، تبنت الدورة الأولى للمجلس الوطني الثامن لنواب الشعب الصيني القانون الأساسي لمنطقة ماكاو، والذي وفر الحماية القانونية لماكاو لممارسة مفهوم “دولة واحدة ونظامان”.

وفي منتصف ليلة 20 ديسمبر 1999، أقامت الحكومتان الصينية والبرتغالية مراسم تسليم. وابتداء من ذلك اليوم، استأنفت الصين رسميا ممارسة السيادة على ماكاو. وبصفته عضوا في اللجنة التحضيرية لمنطقة ماكاو الإدارية الخاصة، استذكر ليو تشاك وان البالغ من العمر الآن 71 عاما، اللحظة التاريخية التي شهدها شخصيا.

وقال ليو: “عادت ماكاو أخيرا إلى الوطن الأم. وكان أبناء شعب ماكاو يتطلعون إليها. وكنت متحمسا للغاية، لا سيما رؤية علمنا الوطني وعلم منطقة ماكاو مرفوعين. وكانت لحظة مؤثرة للغاية”.

بعد عودتها إلى الوطن الأم، دخلت ماكاو مجددا نظام الحكم الصيني. وإن النظام الدستوري القائم على الدستور الصيني والقانون الأساسي لماكاو راسخ مع تحسين نظام الحكم.

وقال ليو: “يعد القانون الأساسي لمنطقة ماكاو أساسا للمنطقة يجب على الجميع الالتزام به. وبعد عودة ماكاو، قمنا بتنظيم جمعية للترويج للدستور الصيني والقانون الأساسي. وفي السنوات الـ20 الماضية، قمنا بعمل جيد في الترويج للقانون الأساسي”. وأضاف أن الجميع بما في ذلك التلاميذ والطلاب في المدارس والجامعات يعرفون القانون الأساسي.

في السنوات الـ20 الماضية، أحرزت ماكاو تقدما كبيرا في التنمية، حيث احتل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي المرتبة الثانية في العالم. واستفاد جميع سكان ماكاو من سلسلة من السياسات، بما في ذلك التعليم المجاني والخدمات الطبية المجانية.

وقالت ماريا إديث دا سيلفا، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة المدرسة البرتغالية لمنطقة ماكاو: “مرت 20 عاما، وإذا سألتني ما الذي تغير، فسأقول إن ماكاو قد تغيرت كثيرا، ولكن أسلوب حياتي لا يزال على حاله. ويمكنني أن أفعل ما يحلو لي وأذهب إلى حيث أريد. وأعتقد أن مستقبل ماكاو واعد لأنه يحظى بدعم قوي من الحكومة المركزية الصينية – وإنه أمر بالغ الأهمية. ويمكننا المشاركة في تنمية منطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى، والتي لديها العديد من الفرص التجارية وهي سوق كبيرة. وإن مستقبل ماكاو مشرق، ويعيش الناس حياة سعيدة”.

في السنوات الـ20 الماضية، نفذت ماكاو بحزم مبدأ “أهالي ماكاو يديرون شؤون ماكاو” وسمحت للوطنيين بتشكيل أجهزة السلطة السياسية في ماكاو، مما جعل “الحب للوطن الأم وماكاو” قيمة أساسية للمنطقة.

وقال هو يات سنغ، الرئيس التنفيذي لمنطقة ماكاو: “منذ عودة ماكاو، تؤكد تعاليمنا على (الحب للوطن الأم وماكاو). وإنه مهم بشكل خاص لأن ماكاو وهونغ كونغ كان لهما تأثير خارجي. وقد أرسى هذا التعليم منذ الطفولة أساس (الحب للوطن الأم وماكاو) في قلوب الأطفال. وابتداء من عام 2009، سنت ماكاو قانون الأمن القومي المعني. واستنادا إلى المادة الـ23 من القانون الأساسي للمنطقة، أكملنا تشريعاتنا التي تعد أساسا رئيسيا لـ(الحب للوطن الأم وماكاو). وطالما وطننا بخير، ماكاو بخير. وهذا ما تعنيه عبارة (الحب للوطن الأم وماكاو). وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطابه بمناسبة الذكرى الـ20 لعودة ماكاو إن ماكاو نموذج لمفهوم (دولة واحدة ونظامان). ويجب أن نحافظ عليه، ولا يمكننا تغييره أو اتخاذ طريق خطأ. وعلينا تنفيذ مبدأ (دولة واحدة ونظامان) بصرامة”.

*سي جي تي إن العربية.