بعد سنوات من الحرب على الإرهاب، في مدينة الموصل العراقية، تعزف أوركسترا “وتر” المكونة من الموسيقيين المحليين الشباب أغنية سلام وأمل.
تتكون الأوركسترا من قرابة 50 عازفا غير محترف من خلفيات دينية وعرقية متنوعة، وقد شهد العديد منهم عمليات قصف مأساوية وعمليات تدمير لمنازلهم.
بعد أن احتل تنظيم “الدولة الإسلامية” الموصل عام 2014، فرض هيمنته الشديدة على المنطقة، ودمر المسارح والمتاحف والمنشآت الثقافية الأخرى.
وقال محمد محمود، قائد الأوركسترا البالغ من العمر 45 عاما إن الموسيقيين في ذلك الوقت كانوا قلقين من الهجمات غير المتوقعة. “كانوا يعيشون في خوف، يخفي العديد من الموسيقيين آلاتهم الموسيقية في المنازل… لم يكن في الموصل أي أوركسترا لفترة طويلة”.
في 3 يوليو، في الموصل بالعراق، درب أعضاء أوركسترا “وتر” على مقطوعة موسيقية جديدة تحت إشراف قائد الأوركسترا محمد محمود.
في صيف عام 2014، عندما جاء تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى المدينة، اضطر عازف الكمان سام سليم إلى الفرار من مسقط رأسه. وقال: “أحضرت شيئين فقط عندما هربت، المحفظة والكمان”.
توفي العديد من أقارب وأصدقاء سليم ممن فشلوا في الهروب من مسقط رأسهم. وقال: “الصديق الوحيد الذي بقي لي هو الموسيقى. ليس لدي سوى كمان بجانبي”. كان يتشرد، ولكنه لم يتخل عن الموسيقى، وعاش أياما صعبة بتعليم العزف على الكمان.
بجهود الأوساط الثقافية المحلية، تم تأسيس أوركسترا “وتر” في نوفمبر 2020. معظم الناس في الأوركسترا من عازفي الأوتار الغربيين، ولكن في الوقت نفسه، حاولوا استخدام الآلات الموسيقية الغربية مع الآلات الموسيقية العربية التقليدية مثل العود والقانون والناي، لتقديم المشهد الموسيقي الوطني للموصل، متطلعين إلى إحياء فن وثقافة الموصل.
في أبريل من هذا العام، أعيد افتتاح مسرح الربيع في الموصل، الذي دمره تنظيم “الدولة الإسلامية”، وأطلقت أوركسترا “وتر” أول عروضها العامة.
أكملت عازفة الكمان تارا أمانج البالغة من العمر 15 عاما مع رفاقها العرض بالكامل. قبل بضع سنوات، احترق منزلها بنيران الحرب، وبعد ذلك لم يكن بإمكانها سوى مغادرة مسقط رأسها. وقالت: “هذه أكثر الذكريات إيلاما. لقد احتجت الكثير من الوقت لنسيانها. كانت الموسيقى تعطيني الأمل.”
وأضافت: “عندما ظهر صوت النوتة الموسيقية الأولى، شعرت بأن الحياة قد عادت”.
*سي جي تي إن العربية.