تمسكت مجموعة من ضباط شرطة المرور المتمرسين بمواقعهم خلال ظروف الشتاء القاسية في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين، وهم يقاتلون ضد قوة الطبيعة أثناء قيامهم بدورياتهم.
بالنسبة لشرطة المرور في المناطق التي ضربتها العواصف الثلجية، تعني التحديات في موسم العطلات الشتوية ساعات أطول في الدوريات التي تفصلهم عن عائلاتهم. وذلك يعني أنهم غالبا ما يفوتون عيد الربيع، أهم حدث سنوي في التقويم الصيني عندما يعود الناس في جميع أنحاء البلاد عادة إلى مسقط رأسهم للاحتفال بالعام القمري الجديد والاستمتاع بلم شمل الأسرة.
ويعمل دينغ يونغ قانغ وزملاؤه في منطقة ماييتاس النائية، وهي معروفة بمخاطر الشتاء المتكررة، بما في ذلك الرياح القوية والثلوج المنجرفة. ويؤدي الضباط واجباتهم بصرامة كالمعتاد، ويعملون في مناوبات دورية للقيام بدوريات لمدة 24 ساعة متتالية على طريق سريع يبلغ طوله 50 كيلومترا، وهو أحد أكثر المناطق تضررا في المنطقة، لضمان سلامة المركبات والسائقين.
وكان الطقس الشتوي القاسي خطيرا للغاية، خاصة بالنسبة للسائقين الجدد، مع تحذير دينغ من أن الثلوج يمكن أن تتراكم بسرعة وتصل إلى عمق متر واحد في أقل من 30 دقيقة، مما يترك السيارات محاصرة ويعرض حياة الركاب للخطر.
ونظرا لأن الثلوج المنجرفة تغطي الطرق تماما وتحجب رؤية السائقين، يتعين على الضباط القيام بدوريات متكررة لضمان عدم وقوع الحوادث في هذه الظروف المروعة.
وقال دينغ وهو يتحدث إلى المراسل أثناء قيامه بإخراج سيارة عالقة: “الرياح قوية وتشعرني بألم حاد يشبه ألم وخز الإبرة. كما ترى هناك جليد متجمد على وجهي”.
يعمل دينغ كضابط شرطة منذ 19 عاما، ولم تتح له الفرصة أبدا للاحتفال بعيد الربيع بصورة طبيعية مع عائلته على مدار العقدين الماضيين.
وقالت تسيليهار، زوجة دينغ: “لم نستمتع بلم شمل الأسرة أبدا خلال عطلة عيد الربيع، لأنه أكثر الفترات شغلا لكل عام بالنسبة لهم. وفي الواقع لم نحتفل بأي مهرجان معا. إنهم مشغولون جدا في معظم مناسبات العطلات”.
من الساعة الثامنة صباحا حتى الثامنة مساء، غالبا ما تتاح لدينغ وزملائه فقط فرصة تناول بعض الوجبات الخفيفة للغداء في سيارة الدورية الخاصة بهم، ثم تناول عشاء قصير معا لفترة قصيرة في موقعهم، قبل أن يعودوا لمواصلة مهمة الدورية مرة أخرى.