Sunday 19th May 2024
شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

صفقة القرن والتآمر الدولي

منذ 4 سنوات في 07/فبراير/2020

وائل العبسي*

بوقاحة بلغت حداً لا يوصف من الاستهتار بالقوانين الدولية، وبحقوق الشعب الفلسطيني، وانتقاصاً من التضحيات الجسيمة وآلاف الشهداء الذين سقطوا من أجل القضية، ومتاجرة بالدماء التي تُراق بشكل يومي على أرض فلسطين، وفي انتهاك صارخ لصمود عشرات الآلاف من الأسرى خلف القضبان، وبكل سذاجة يطل المعتوه دونالد ترامب، ومجرم الحرب بنيامين نتنياهو، ليعلنا عما سمياها خارطة سلام بين فلسطين وإسرائيل “صفقة القرن”، وفي تغاضٍ عن الجرائم والمجازر الجماعية كـ”صبرا وشاتيلا”، التي قُتل فيها ما يقارب 4000 من النساء والأطفال والمسنين، في مخيم صبرا وشاتيلا، وغيرها الكثير من جرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، بحق الفلسطينيين، بشكل يومي، على امتداد الصراع.

إن الانحياز الأمريكي للكيان الصهيوني، ليس مسألة انحياز أو تعاطف، بل يعد مسألة وجودية بالنسبة لأمريكا الامبريالية، وباعتبار إسرائيل رأس حربة متقدمة للكولونيالية الأمريكية وذراعها الأولى، من أجل استمرار سطوتها العسكرية، وتعزيز نفوذها في المنطقة العربية، وعامل أساسي في المواجهة مع القوى الأقتصادية الصاعدة كالصين وروسيا.

إن التآمر الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، لم يكن وليد اللحظة، بل منذ زرع الامبريالية الأمريكية لهذا الكيان المحتل في المنطقة العربية، وعلى عدة مراحل، سواء كان عبر المفاوضات أو التسويات، وبمساعدة من الرجعيات الدولية المرتبطة بدول الاستعمار التقليدية، والتي عمدت إلى تجزئة نضالات الفلسطينيين، وضرب المقاومة، وتأجيج الصراعات الداخلية، وتعزيز الانقسام الفلسطيني بين حركات المقاومة الفلسطينية، لإضعاف المقاومة، وخدمة للصهيونية والامبريالية الأمريكية، وتمهيداً لتصفية قضية العرب والفلسطينيين.

الصهيونية كيان عنصري احتلالي توسعي، ولا يمكن بحال من الأحوال القبول بها ولا الاعتراف بها كدولة، فهي لقيطة ومخفر أمامي للامبريالية لتصفية شعوبنا وامتنا وقضايانا المصيرية، وقد عملت الصهيونية والامبريالية في إلهاء امتنا، من خلال تمويل الحركات الراديكالية والإرهابية، التي جيّشت “للحرب المقدسة” المزعومة في أفغانستان في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، إلى مختلف الحروب والنزاعات التدميرية والدموية التي تعاني منها الامة إلى يومنا هذا.

والتآمر على الحزب الاشتراكي اليمني وأيديولوجيته الأممية لحماية دوره وإعلاء فكره في دعم المقاومة العربية ورفدها بمئات المناضلين للانخراط في موادجهة الكيان الإسرائيلي الغاصب. فمنذ سنوات ما زلنا نعاني من تأجيج الصراعات الداخلية في البلدان العربية، وجلب المتطرفين من أكثر من 80 دولة، وبفتاوى كاذبة بهدف إسقاط النظام في سوريا، وبالتعاون مع أنظمة غير عربية تدّعي الإسلام والإسلام منها براء، الذي وفّر للإرهابيين معسكرات تدريب، وسهل مرورهم إلى الأراضي السورية، في خدمة المشاريع الاستعمارية للصهيونية. استطاعت الإدارة الأمريكية توظيف التهديدات الإيرانية واستثمارها إعلامياً، وغدت إيران أحد المبررات الواهية، وأرضية للانسياق خلف دوافع البعض للتطبيع، وللخروج من تحت طاولة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، إلى المجاهرة بالعلاقات الطبيعية معه .

لن نرضى بتوجهات وأهداف ومرامي الإدارات المتعاقبة للولايات المتحدة الأمريكية، في تغييب الصراع العربي الإسرائيلي عن الوعي الجماهيري، والعمل على حصر الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والسير لتصفية القضية الفلسطينية حتى على مستوى تغيير المناهج الدراسية واستبعاد الدروس التي تتحدث عن الصراع مع “إسرائيل”.

تخلي حركات المقاومة الفلسطينية عن الخيارات التحررية، وغياب النظرية الثورية، وتجزئة النضال الشعبي للفلسطينيين من تنظيم شعبوي ثوري تحرري، والانزلاق والهرولة إلى المفاوضات مع العدو الصهيوني، وبرعاية أمريكا، وبواسطة الأنظمة التابعة لها، والتوصل إلى اتفاق (هدنة) لوقف إطلاق النار… هذا الانزلاق الكبير بحد ذاته قبول واعتراف بهذا الكيان بطريقة أو بأخرى. بالأضافة إلى التناقض بين القول والفعل ، أي أن تدعي المقاومة والتحرير، وتذهب إلى طاولة المفاوضات. إن حالة الانقسام بين الفصائل الفلسطينية، والتسليم بالمفاوضات، أوجدت حالة من الوهن والضعف، الذي مكن العدو الصهيوني من التمادي والتطاول وفرض مشاريعه الاستيطانية التوسعية.

في ظل الواقع اليوم، وما آلت إليه الوقائع والأحداث وإعلان ترامب لما تسمّى “صفقة القرن”، تأتي ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني وتوحيد خطابها الإعلامي، وتبني الخيارات التحررية الثورية التي لا تقبل المساومة أو الهدنة، والتصعيد من عمليات المقاومة، وبالتنسيق مع القوى المناهضة للصهيونية في العالم، ويمكن الاستفادة من تجربة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بناء التحالفات مع الحركات والأحزاب اليسارية في معظم دول العالم، والتي آتت ثمارها في العمليات النوعية التي أستهدفت الكيان الصهيوني، ونقلت صوت المقاومة إلى العالم. إعادة بناء المقاومة على أسس التنظيم الثوري الذي يستند على قاعدة ثورية تنتهج الخيار التحرري الثوري، وتعتمد في تحالفها مع القوى التي تؤمن بحتمية المجابهة للصهيونية والامبريالية، ستعمل على إرباك العدو.

إن القضية الفلسطينية متجذرة في الوجدان العربي والعالمي، وذاكرة المقاومة الفلسطينية مليئة بالأحداث، وغنية بالمآثر النضالية وبالتضحيات، ومظلومية الفلسطينيين وحتمية الانتصار للقضية، دفعت الكثير من الأحرار من معظم دول العالم، للانخراط التنظيمي في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ضد الكيان الصهيوني، وعلى سبيل الذكر المناضل الأممي كوزو أوكوموتو من اليابان، وباتريك أرغيلو من نيكاراجوا، وكارلوس من فنزويلا، والذي مازال معتقلاً في السجون الفرنسية منذ عام 1994م. ولا ننسى دعم كوبا بالمقاتلين، وكذلك الدعم السياسي للعديد من دول العالم التي قطعت علاقاتها بالصهيونية والامبريالية، وكذا الدعم الصيني والروسي الثابت تجاه قضية الشعب الفلسطيني وحقه في تحرير الأراضي المحتلة وإقامة دولة فلسطين.

*وائل العبسي إعلامي و كاتب يساري من اليمن، وعضو في الحزب الاشتراكي اليمني.

بواسطة: Mohamed Slimane

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

الجزائر والصين.. علاقات وتميز

إقتباسات كلاسيكية للرئيس شي جين بينغ

في مئوية تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

أخبار أذربيجان

الإتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتاب العرب أصدقاء الصين

أنا سفير لبلدي لدى جمهورية الصين الشعبية

مبادرة الحزام والطريق

حقائق تايوان

حقائق شينجيانغ

حقائق هونغ كونغ

سياحة وثقافة

هيا نتعرف على الصين

أولمبياد بكين 2022

الدورتان السنويتان 2020-2024

النشر في شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية

الإحصائيات


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *