يعتبر تحسين البحوث ونوعية البذور أمرا مهما لإنتاج المحاصيل الوطنية والأمن الغذائي، وفقا لخبير صيني في علم الوراثة الجزيئية وزراعة الأرز.
عمل وان جيان مين، كنائب لرئيس الأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية، وبحث في علم الوراثة الجزيئية زراعة الأرز لسنوات عديدة. وبالنسبة له، تعتبر تقنية زراعة البذور المتقدمة أمرا بالغ الأهمية لضمان الأمن الغذائي الوطني.
وقال وان: “لضمان الأمن الغذائي الوطني، يجب علينا زيادة الطاقة الإنتاجية، وتعد أصناف البذور العنصر الأساسي الذي يحدد محصول الحبوب”.
حاليا، تتمتع الصين بطاقة إنتاجية مرتفعة نسبيا للأرز والقمح، مع طاقة إنتاجية للقمح أعلى بنسبة 30% من المستوى الدولي، وطاقة إنتاجية للأرز 1.7 ضعف عن المستوى الدولي. ومع ذلك، لا تزال الصين متخلفة عن بعض البلدان الأخرى في تكنولوجيا زراعة الذرة وفول الصويا، حيث لا تمثل الطاقة الإنتاجية فيها سوى ثلثي أعلى مستوى في العالم.
وبالنسبة إلى وان، يتعين على الصين تسريع الاختراقات التكنولوجية وكسر الاختناقات في زراعة هذه المحاصيل. وتعد زراعة أصناف البذور الآمنة والمستقرة والمتقدمة جزءا أساسيا من جهود الصين المستمرة لتعزيز الأمن الغذائي، ولا سيما في سياق جائحة “كوفيد-19″، حيث يعد ضمان الإمدادات الغذائية أمرا بالغ الأهمية لكل بلد.
ووضع مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي السنوي الذي عقد في ديسمبر الماضي ضمان الأمن الغذائي وإنشاء “بنوك البذور” على رأس جدول الأعمال الاقتصادي للبلاد لهذا العام، وحدد حل المشاكل بشأن البذور والأراضي الزراعية كواحدة من المهام الاقتصادية الرئيسية. كما تم إدراج تمكين صناعة البذور كأولوية لتمكين الأمن الغذائي.
وحث كبار القادة الصينيين على تكثيف الجهود لتحقيق اختراقات علمية وتكنولوجية في زراعة البذور، إلى جانب حماية الموارد الوراثية واستخدامها.
وقال وان: “السبب الذي شددت به اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني على تحقيق اختراقات في بحوث البذور هو أننا بحاجة إلى تحسين البحوث في التقنيات المبتكرة، وخصوصا في البحوث الأساسية”.
وأضاف أنه لتحقيق اختراقات في بحوث البذور وزراعتها، فإن الأولوية هي تعزيز حماية موارد الأصول الوراثية واستخدامها وبناء “بنوك البذور”. ويجب دعم الاعتماد الذاتي في زراعة البذور وبذل الجهود لتسريع زراعة البذور الجيدة. وفي الوقت نفسه، يجب على الشركات والجامعات والمؤسسات البحثية العمل بشكل أوثق لبناء مصادر بذور مستقلة يمكن التحكم فيها.
وقال وان: “في البلدان المتقدمة، ساهمت أصناف المحاصيل المتفوقة بأكثر من 60% من الطاقة الإنتاجية، بينما تبلغ تلك النسبة في الصين حوالي 45%، وتبلغ أكثر من 50% في زراعة الأرز والقمح. لذلك هناك مساحة كبيرة للتطوير والتحسن”.
*المصدر: سي جي تي إن العربية.