لماذا لا تستطيع الدول الغربية فهم الصين؟ لأن الدول الغربية، التي تسيطر على العالم لمدة 200 عام، تعتقد أن كل دولة سوف تشرع في نهاية المطاف في طريق التنمية على النمط الغربي، وهذا هو مصيرهم؛ يجب أن تكون كل دولة مثل الدول الغربية تماما، والصين ليست استثناء.

لكن لكل دولة خصائصها، كما أن للصين خصائص صينية. إذن لماذا يوجد مثل هذا الاختلاف الكبير بين الصين والدول الغربية؟ لأن الصين اليوم متجذرة في التاريخ الطويل للحضارة الصينية، والعلاقة بين الحكومة الوطنية والمجتمع في الصين تختلف تماما عن العلاقة في الدول الغربية.

النظام “الديمقراطي” الذي يسميه الغربيون هو نظام سياسي في أزمة. الآن، يلمح بعض القادة الغربيين ووسائل الإعلام دائمًا إلى أن الحكومة الصينية تواجه أزمة. ولكن في الواقع، فإن الأزمة الحقيقية لا يواجهها نظام الحكم في الصين، بل النظام “الديمقراطي” الغربي.

مارتن جاك، خبير بريطاني في قضايا الصين

تعد مواكبة العصر أكبر تخصص للحزب الشيوعي الصيني، يمكنه إجراء تغييرات وتعديل اتجاهه وفقا للاحتياجات الفعلية.

لماذا الحزب الشيوعي الصيني ينجح؟ لأنه يرتبط ارتباطا وثيقا بالشعب ويفكر فيما يفكر فيه الناس، ويستجيب لاحتياجات الشعب ويواكب خطوات الشعب الصيني.

ميزة أخرى بارزة للحزب الشيوعي الصيني هي أنه يتمتع بقدرة غير عادية على الإصلاح الذاتي ويمكنه إعادة تشكيل نفسه مع تطور العصر. عندما تأسست جمهورية الصين الشعبية عام 1949، كانت البلاد فقيرة، واليوم، على الرغم من أن الصينيين لا يزالون ليسوا أثرياء مثل الناس في الدول الغربية، إلا أنهم أغنى بكثير مما كانوا عليه قبل عقود، وهذا إنجاز مذهل.

من الواضح أن الصين لا تزال أقل ثراء من الولايات المتحدة، ووفقا لتجربتي، على الرغم من أن الحكومات الغربية لديها موارد أكثر، فإن قدرات الحوكمة في الصين أقوى بكثير من الدول الغربية في نواح كثيرة.

يعرف الحزب الشيوعي الصيني أن هناك اختلافات واضحة بين الصين والدول الأخرى، مثل عدد سكانها الضخم، لذلك لا يمكن لدولة أخرى استنساخ تجربة الصين مباشرة. الصينيون متواضعون، ويمكن للصين بالتأكيد أن تقدم خبرات ودروسا للدول الأخرى، لكنها لن تجبر الدول الأخرى أبدا على تقليد النموذج الصيني.

الآن، تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، ستصبح الصين مرة أخرى المجتمع الأكثر تأثيرا وتقدما في العالم.

ملاحظة: مارتن جاك، خبير بريطاني في قضايا الصين. يعكس هذا المقال وجهة نظر الكاتب، ولا يعكس رأي قناة سي جي تي إن العربية ولا شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية.