أصدرت وكالة المخابرات الأمريكية مؤخرا ملخصا عاما لما يسمى “تقرير التحقيقات في تتبع منشأ فيروس كورونا الجديد” الذي أعدته. لكن هذا التقرير السياسي الذي انتظره البيت الأبيض لوقت طويل أصبح أضحوكة بسبب افتقاره إلى العلم. قال العديد من الأشخاص في المجتمع الدولي: إن تسييس القضايا العلمية يجعل عمل التتبع أكثر صعوبة.

بعد إصدار ملخص التقرير، سخرت صحيفة ((وول ستريت جورنال)) الأمريكية من محتوى التقرير حول أصل فيروس كورونا الجديد والطريقة التي انتشر بها إلى البشر، عملت حوالي 18 وكالة مخابرات لمدة 90 يوما وتوصلت إلى استنتاج يعرفه الجميع: إنها لا تعرف كيف تم إنتاج الفيروس وانتقاله إلى البشر. وقالت صحيفة ((وول ستريت جورنال)) إن هذا التقرير “يجعلك تتساءل لماذا يدفع الأمريكيون 85.8 مليار دولار أمريكي لوكالات المخابرات كل عام”.

مدفوعا بالإجماع الواسع من قبل المجتمع العلمي والمجتمع الدولي، يعترف هذا التقرير بأن إمكانية صنع الإنسان لفيروس كورونا الجديد غير مرجح، ومن غير المرجح أن يتم استخدامه كسلاح بيولوجي وكيميائي أيضا. لم تكن الحكومة الصينية على علم بالفيروس قبل تفشي المرض، لكن التقرير لا يزال يزعم أنه لا يمكن استبعاد أن فيروس كورونا جاء من الطبيعة أو صنع في مختبر.

ومع ذلك، فإن تقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية الذي صدر في نهاية مارس من هذا العام أشار منذ فترة طويلة إلى أن انتقال فيروس كورونا الجديد إلى البشر من خلال المختبر “مستحيل”. انتقد الناس من العديد من البلدان بشدة تسييس الولايات المتحدة لقضية تتبع منشأ الفيروس، ويعتقدون أن ما يسمى بتقرير التحقيقات في تتبع منشأ الفيروس ليس علميا وليس له أي مصداقية. إنه مجرد أداة لمهاجمة الصين، هذا الإجراء الأمريكي يهدد التعاون العالمي لمكافحة الوباء.

فيما يتعلق بالادعاءات الكاذبة في التقرير الأمريكي بأن الصين أعاقت التحقيقات الدولية ورفضت مشاركة المعلومات، أوضح أعضاء فريق خبراء منظمة الصحة العالمية مرارا وتكرارا أن المناقشات العلمية بين مجموعة الخبراء الدولية والفريق الصيني كانت مكثفة وشهدت تعاونا كبيرا، وقد شارك الفريق الصيني الكثير من المعلومات. نشر أكثر من 10 خبراء من مجموعة الخبراء مؤخرا مقالا موقعا مشتركا في مجلة ((الطبيعة)) البريطانية، وأشاروا إلى أنه فيما يتعلق بـ”نظرية التسرب المختبري”، أجرت مجموعة الخبراء “مناقشات صريحة مع العلماء الرئيسيين من المؤسسات ذات الصلة في ووهان”، “لكن لا يوجد دليل يمكن الاستمرار في تعقبه”.

وعلقت مجلة ((الشؤون الخارجية)) الأمريكية مؤخرا أنه في ظل عدم وجود إجابات واضحة، فإن التكهنات والاتهامات حول منشأ فيروس كورونا الجديد تعيق التعاون الدولي لإنهاء هذا الوباء، وتعوق العالم عن منع ومكافحة الوباء القادم.