شبكة طريق الحرير الصيني الاخبارية/
بيروت (شينخوا), نظمت السفارة الصينية في بيروت يوم (الثلاثاء) بمناسبة الذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ولبنان ندوة افتراضية عبر تطبيق (زووم) بمشاركة شخصيات دبلوماسية واقتصادية واكاديمية وثقافية تخللها كلمات ومداخلات أشادت بتطور العلاقات وبالدعم الصيني للبنان وبمسيرة الصين وانجازاتها على كافة الأصعدة.
وقال السفير الصيني في لبنان تشيان مين جيان في كلمته إن الصين ستواصل دعم لبنان في صيانة سيادته واستقلاله وسلامة أراضيه.
وأكد أن الصين ستواصل تعزيز الدعم المتبادل والتعاون مع الجانب اللبناني في الشؤون الدولية والإقليمية، والعمل المشترك مع لبنان على صيانة العدالة الدولية والتعددية والتجارة الحرة.
وأضاف أن الصين ستتابع تشجيع التباحث حول سبل تعزيز التعاون العملي على أساس المنفعة المتبادلة في إطار تشارك الجانبين الصيني واللبناني في إطار مبادرة “الحزام والطريق”.
وأكد تشيان أن الصين ستواصل تقديم المساعدات إلى الجانب اللبناني، والمشاركة الفعالة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان ودعم الشعب اللبناني للعمل معا بروح الفريق الواحد، والتضامن في تجاوز الصعوبات العابرة، وتقديم مساهمات أكبر في إقامة المجتمع الصيني العربي من أجل مستقبل مشترك.
وأشار إلى أنه منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ولبنان في 9 نوفمبر 1971 تقدمت العلاقات بين البلدين بخطوات سلسة وأحرزت تقدمات ملحوظة في مختلف المجالات.
ولفت تشيان إلى أنه على مدى الخمسين عاما الماضية، ظل البلدان يتبادلان الدعم ويواصلان ترسيخ الثقة السياسية، كما ظل الجانب الصيني يدعم جهود الجانب اللبناني في الحفاظ على سيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، ويدعم الشعب اللبناني في اختيار طريق التنمية بإرادة مستقلة.
وأشار إلى أن البلدين حافظا على التنسيق الإيجابي في الشؤون الدولية والإقليمية وتوصلا إلى التوافقات عديدة، حيث أصبحنا قدوة يحتذى بها للتعامل الخالص والتعاون المتبادل المنفعة بين الدول المختلفة.
ونوه تشيان بأن الصين ظلت من أكبر الشركاء التجاريين للبنان لسنوات عديدة متتالية وأن لبنان انضم إلى مبادرة الحزام والطريق في العام 2017 والى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية العام 2021.
وأضاف أن الصين استمرت منذ فترة طويلة في تقديم المساعدة للبنان دون فرض أي شروط سياسية بما في ذلك الدعم الطبي والإنساني بعد تفشي مرض (كوفيد -19) وانفجار مرفأ بيروت.
ولفت تشيان الى إن التبادل الثقافي بين البلدين حقق نتائج مثمرة على مدى الخمسين عاما الماضية مع قيام فرق لبنانية شهيرة بتقديم عروضها في الصين، بالإضافة إلى إنشاء معهد كونفوشيوس في جامعة القديس يوسف العام 2006 وقسم اللغة الصينية في الجامعة اللبنانية العام 2015.
وأشار إلى توقيع البلدين اتفاقية العام 2020 بشأن التأسيس المتبادل للمراكز الثقافية، وإلى دخول مشروع تشييد المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى الجديد الممول من الحكومة الصينية حيز التنفيذ.
وقال إن كلا من الصين ولبنان يواجهان تحديات تاريخية، وأن تعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف لا يصب فقط في مصلحة البلدين والشعبين فحسب، بل يساهم أيضا في الرخاء والاستقرار في المنطقة.
وأكد السفير تشيان أن الصين ستصون دوما السلام العالمي، وستساهم دوما في التنمية العالمية، وستدافع دوما عن النظام الدولي.
بدوره، نوه مدير الشؤون السياسية والقنصلية في وزارة الخارجية اللبنانية السفير غادي الخوري بدعم الصين على مدى العقود الخمسة المنصرمة للقضايا اللبنانية الرئيسة، ووقوف الصين إلى جانب لبنان لتحرير ارضه وتكريس سيادته وحفظ سلامة اراضيه.
ولفت إلى أن “لبنان بدوره ساند المواقف التي تحفظ أمن الصين ووحدتها واستقرارها، ورفض ما يسيء إلى مصالحها وسمعتها وشعبها الصديق”.
وأعرب عن تطلع لبنان إلى إعطاء زخم اضافي للتعاون الثنائي في المجال الاقتصادي بنقل التجارب والخبرات الصينية الناجحة إلى الميدان اللبناني اضافة إلى زيادة الاستثمارات المتبادلة.
ونوه بمبادرة الحزام والطريق التي اطلقتها الصين معتبرا انها باتت تشكل ترابطاً عالمياً من شأنه أن يعود بالفائدة على نمو اقتصاد جميع الدول المعنية بها وتجّارها واسواقها.
وأعرب عن الامتنان للمساعدات الصينية التي وصلت إلى لبنان في مكافحة فيروس كورونا وبعد انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020 الذي دمر جزءاً كبيرا من بيروت شاكرا للصين تقديمها هبة لاعادة اعماره وتجهيز مقر وزارة الخارجية الذي تضرر من الانفجار.
وأعرب عن ثقته بأن مستقبل العلاقات الدبلوماسية اللبنانية الصينية سيكون واعدا، لأنها تقوم على الاحترام المتبادل والتفاهم والتعاون لصالح الطرفين.
من جهته، أشاد مدير عام وزارة الثقافة اللبنانية علي الصمد بمبادرة الحزام والطريق الصينية التي ربطت العالم وزودت الإنسانية بأهم كنوز الصين في العلوم والتكنولوجيا والابتكارات والثقافة.
وقال الصمد إن لبنان يتطلع إلى زيادة التعاون الثقافي مع الصين بعد انحسار جائحة (كوفيد -19).
ووصف الهبة الصينية المخصصة لإنشاء مبنى حديث ومتطور للمعهد العالي للموسيقى في لبنان بأنها “أكبر هدية قدمتها الصين للبنان على الإطلاق”، مؤكدا أن التعاون الثقافي بين لبنان والصين يندرج من ضمن القيم الحضارية والإنسانية المشتركة للشعبين اللبناني والصيني.
أما السفير اللبناني الاسبق لدى الصين فريد سماحة فقد وصف في مداخلته قادة الصين بأنهم “القادة العادلون في حكم الشعب والجديّون بإدارة الدولة فأوصلوا البلاد إلى مصاف الدول الأكثر إنتاجاً وتقدماً في العالم”.
وعبر عن تقديره لإعادة إحياء الصين لطريق الحرير، مشيرا إلى أن “الاقتصاد والتبادل التجاري والاستثمارات بالمشاريع الإنمائية تقرّب الشعوب من بعضها”.
من جهته، تناول رئيس الرابطة اللبنانية – الصينية للصداقة والتعاون الدكتور مسعود ضاهر تناول دور الجمعيات الشعبية في تعزيز العلاقات اللبنانية – الصينية، مشيرا إلى تنظيم الرابطة أكثر من 20 مؤتمرا في لبنان والصين، وإنجاز الكثير من النشاطات الثقافية، والأكاديمية، والفنية، والطبية، والشبابية، والسياحية.
وأشاد بـ”الصين الحديثة التي تبنت سياسة الإصلاح والانفتاح منذ العام 1978″ مشيرا إلى أن “الشعب الصيني بذل تضحيات كبيرة فحق له أن يفخر بإنجازاته العظيمة، هو شعب مكافح بقيادة حزب طليعي عرف كيف يعيد الاعتبار للاشتراكية بخصائص صينية تنافس بقوة الرأسمالية الاحتكارية”.
وقال إن “الصين تلعب اليوم دورا مهما على المستوى العالمي، وتعمل على تحويل القرن 21 إلى قرن آسيوي بامتياز، وتشارك بفاعلية في بناء نظام عالمي جديد وعولمة أكثر إنسانية باطلاق مبادرة ‘الحزام والطريق’ التي أطلقت أكبر مشروع اقتصادي عالمي”.
بدورها، أشارت مديرة معهد كونفوشيوس في جامعة القدّيس يوسف في بيروت نسرين عبد النور لطوف إلى أن المعهد تأسس العام 2006 بموجب اتفاقية تعاون مع جامعة شانيانغ وان عدد الطلاّب الذين تراوحت أعمارهم بين 6 و 60 سنة فاق عددهم الآلاف.
ولفتت إلى أن المعهد يتبع للمؤسسة الصينية العالمية للتربية، المؤهل منح شهادات الجدارة باللغة الصينيّة التي تسمح لأي طالب يحصل عليها من أن يتابع تعليمه في الجامعات الصينيّة.
ونوهت بانفتاح اللبنانيين على الثقافة الصينيّة، مشيرة إلى أن جامعة القدّيس يوسف نسجت علاقات مميزة مع الجامعات الصينيّة وعقدت شراكات مع كبرياتها واستطاعت تأمين أساتذة لتعليم الاقتصاد والسياسة والتجارة وطب الوخز بالإبر.
وكانت السفارة الصينية في بيروت أقامت بمناسبة الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ولبنان مجموعة متنوعة من الأنشطة .
يذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين الصين ولبنان قامت في 9 نوفمبر العام 1971، لكن العلاقات الصينية اللبنانية التجارية تعود إلى العام 1955 حيث تم توقيع أول اتفاقية تجارية بين البلدين علما بأن هذه العلاقات تعود إلى قديم الزمان حيث كان طريق الحرير القديم يربط الشعب الصيني بالشعب اللبناني منذ أكثر من 2000 عام.